«التايمز» الإنجليزية: إسرائيل تستعد بحريا لتوجيه ضربة لإيران واستعداد أوروبي لدعمها إذا ما اتخذت إجراءات بشأن السلام

مسؤولون إسرائيليون يشيرون إلى عبور مدمرتين وغواصة إسرائيلية البحر الأحمر وكذلك المناورات المقبلة في أميركا

TT

فسر عبور مدمرتين إسرائيليتين قناة السويس في طريقها إلى البحر الأحمر، الذي أكده مسؤولون إسرائيليون، قبل عشرة أيام، على أنه جزء من الاستعدادات الإسرائيلية لتوجيه ضربة إلى القدرة النووية الإيرانية.

واعتبرت صحيفة «التايمز» البريطانية اليومية في عددها أمس، أن انتشار المدمرتين من طراز «سآر» وهما من حاملات الصورايخ، في البحر الأحمر، بعد أيام من عبور غواصة من طراز «دولفين» ذات قدرات على إطلاق صواريخ نووية، مؤشر واضح، على قدرة إسرائيل على تحريك قوتها الضاربة إلى مسافة قريبة من إيران في غضون وقت قصير.

يذكر أن إسرائيل تمتلك 6 غواصات من طراز دولفين، 3 منها ذات قدرات نووية. ويأتي هذا التحرك حسب «التايمز»، قبل أسابيع قليلة من المناورات التي سيجريها سلاح الجو الإسرائيلي، على التحليق لمسافات طويلة، في الولايات المتحدة في وقت لاحق من يوليو (تموز) الحالي، التي ستشارك فيها عدد من الطائرات الإسرائيلية من طراز «اف 16». وستجري المناورات في قاعدة «نيلليس» الجوية الأميركية في صحراء نيفادا. وبمشاركة الطائرات النقل الإسرائيلية من طرز «هيركليز ـ سي 130» في سباق روديو 2009، الذي سيجري في قاعدة «ماكورد» الجوية في واشنطن. وكذلك من تجريب صواريخ حيتس «السهم» المضادة للصواريخ، على الشواطئ الأميركية الغربية، لحماية إسرائيل من أي صواريخ باليستية يمكن أن تطلقها إيران أو سورية.

ونقلت «التايمز» عن دبلوماسي إسرائيلي القول إن السفن الإسرائيلية التي قد تستخدم لضرب إيران ستمر عبر قناة السويس. وفي هذا السياق قال إن إسرائيل حسنت علاقاتها مع دول عربية لا سيما مصر، التي تشاطرها المخاوف إزاء السلاح النووي الإيراني.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول دفاعي إسرائيلي لم تسمه القول، «إن هذه التحضيرات يجب أن تأخذ على محمل الجد. فإسرائيل تستثمر الوقت في تحضير نفسها لتعقيدات الضربة لإيران». وقال المسؤول: «ليس من قبيل الصدف أن تجري إسرائيل هذه المناورات على العمليات ذات المدى البعيد، هذه ليست عمليات سرية، بل عمليات معلنة لإظهار قدرات إسرائيل».

يشار إلى أن إسرائيل أجرت في السابق مناورات سرية على العمليات ذات المدى البعيد. ففي هذا السياق حلقت الطائرات الإسرائيلية في العام الماضي في الأجواء اليونانية. وفي مايو (أيار) الماضي، ذكر أن الطائرات الإسرائيلية قامت بمناورات فوق جبل طارق. واعتبر الهجوم الجوي الإسرائيلي على قافلة سلاح في السودان كانت موجهة لحماس حسب المزاعم الإسرائيلية، في وقت سابق من العام الحالي، تأتي أيضا في إطار الاستعدادات الإسرائيلية لضرب أهداف متحركة.

وثمة اعتقاد كما تقول الصحيفة، بأن الغواصات الصاروخية الإسرائيلية وأسطولها من الطائرات المتقدمة تكنولوجيا يمكن أن تشارك في الضربة التي ستوجه إلى أكثر من 12 موقعا نوويا، تبعد عن إسرائيل حوالي 1300 كيلومتر.

إلى ذلك، قالت الصحيفة إن هذه التحركات تأتي في وقت يعرض فيه دبلوماسيون غربيون الدعم لضرب إيران، مقابل تنازلات إسرائيلية في موضوع قيام الدولة الفلسطينية. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بريطاني لم تسمه القول، إنه إذا ما وافقت إسرائيل فإن الضربة لإيران قد تكون ممكنة في غضون العام.

وقال دبلوماسيون للصحيفة، إن إسرائيل اقترحت تقديم تنازلات في ما يخص سياسة الاستيطان والمطالب الفلسطينية بشأن أراض وقضايا أخرى متنازع عليها مع الدول العربية، لتمهيد الطريق أمام تلقي الدعم في توجيه ضربة لإيران. وأضاف مسؤول أوروبي كبير أن إسرائيل اختارت وضع التعامل مع التهديد الإيراني على رأس سلم أولوياتها بدلا من الاستيطان.