رئيس أركان الجيش الأميركي يحذر من معارك صعبة قادمة في أفغانستان

براون: عملية هلمند تحقق تقدما وكرزاي وعد بمزيد من القوات.. طالبان: نحتجز جنديا أميركيا كرهينة

TT

حذر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مايكل مولن أمس من أن ناشطي طالبان في أفغانستان أصبحوا أكثر عنفا وأفضل تنظيما في السنوات الماضية وأن القوات الدولية تواجه «معارك صعبة جدا». وقال مولن في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية في قسمه العربي، إن الجيش الأميركي يواجه فترة صعبة من 18 شهرا للمساعدة على إرساء الاستقرار في البلاد من أجل الشعب الأفغاني ووقف التدهور الأمني الذي بدأ قبل ثلاث سنوات. وأضاف أن المدة اللازمة لتحسين الوضع الأمني غير واضحة لكن المرحلة الأخيرة من العملية الجارية في ولاية هلمند (جنوب) «في بداياتها». وتابع أن الشعب الأفغاني هو الذي سيساعد في نهاية المطاف في هزم التمرد. وقال مولن «الناس يسألونني: «إلى متى؟»، ولا أعلم إلى متى». وأوضح في حديثه من قاعدة باغرام الجوية قرب كابل «أعلم أن الأمن تدهور تدريجيا على مدى السنوات الثلاث أو الثلاث والنصف الماضية منذ عام 2006». وأضاف «حركة طالبان حسنت وضعها وأصبحت أكثر عنفا وأكثر تنظيما وبالتالي ستحصل معارك تترافق مع ذلك». وتابع «وفي نهاية المطاف إذا أصلحنا الأمور للشعب الأفغاني فإنه سيطرد طالبان، وهذا هو الجواب في مكافحة التمرد». وعبر مولن عن ثقته بوجود إمكانات كافية في ولاية هلمند للسيطرة على مواقع من أيدي الناشطين. ويخوض نحو أربعة آلاف عنصر من المارينز وآلاف الجنود البريطانيين والقوات الأمنية الأفغانية معارك في أخطر معاقل الناشطين في هلمند. وقد ارتفعت خسائر القوات الدولية في الأسابيع الماضية فيما تحاول القوات تطهير مناطق من وجود المتمردين لإفساح المجال أمام الأفغان للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي ستجري في 20 أغسطس (آب). وقال مولن «تلك العملية تحديدا بدأت قبل أيام، لكن لدينا ما يكفي من القوات للسيطرة على الأرض بشكل لا يتيح لحركة طالبان العودة، لكننا بدأنا العمل لتونا وذلك سيستغرق وقتا». وأضاف أن تدريب المزيد من القوات الأفغانية والشرطة أمر مهم لضمان الأمن. وتابع «علينا أن نضمن الأمن وندرب القوات الأمنية الأفغانية على ضمان الأمن في أسرع وقت ممكن». وخلص إلى القول «في الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة علينا أن نبدأ بتغيير اتجاه الأمور. لقد شهدنا ارتفاعا في معدل العنف وتراجعا في الأمن بالنسبة للشعب الأفغاني الذي أصبح غير واثق الآن من مستقبله». إلى ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون إن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وعد بتقديم قوات أمن أفغانية إضافية لتعزيز الجنود البريطانيين الذين يقاتلون متمردي حركة طالبان. وقال براون إنه سيبقي قيد المراجعة عدد القوات البريطانية في أفغانستان. وقال المتحدث باسمه إن بريطانيا تتطلع إلى حلفائها في حلف شمال الأطلسي لتقديم مساهمة أكبر لهزيمة طالبان. وكان مقتل ثمانية جنود بريطانيين في 24 ساعة الأسبوع الماضي أثار تساؤلات في الداخل: هل توجد قوات كافية في أفغانستان وهل هي مجهزة تجهيزا كافيا وهل ينبغي أن يكون لبريطانيا قوات على الإطلاق هناك. وقال براون للبرلمان أول من أمس: تحدثت إلى الرئيس كرزاي عن مسؤوليات أفغانستان وعن أنه يجب أن يقدموا قوات من الجيش والشرطة للمشاركة في عملية «مخلب النمر». ووعد الرئيس كرزاي بأنه سيقدم موارد إضافية إلى ذلك وأعتقد أن الأمر بدأ الآن. وقد زادت بريطانيا بصورة مؤقتة قواتها في أفغانستان إلى 9000 خلال الحملة من أجل انتخابات الرئاسة الشهر القادم. وقال براون «إننا نبقي قيد المراجعة الأعداد والمعدات اللازمة من أجل المستقبل... وسندرس ذلك مرة أخرى بعد أن تمر الانتخابات الأفغانية بسلام فيما يؤمل وبشكل ديمقراطي». وقال المتحدث باسم براون إن شركاء بريطانيا في حلف الأطلسي وكذلك أفغانستان يجب أن يزيدوا مساهمتهم في قتال طالبان. وقال المتحدث «إننا نحتاج إلى جهد أكبر من جانب الشركاء الآخرين في حلف شمال الأطلسي وهذا ما نعمل من أجله ويجب أيضا أن ندرب الجيش الأفغاني ومرة أخرى هذا ما نسعى إليه». والآن فإن عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في أفغانستان ـ وهو 184 ـ أكبر من عددهم في حملة العراق. وقال براون إن العملية التي تجري في إقليم هلمند «تحقق تقدما وتكسب أرضا»، وأن الغرض من المهمة الأفغانية هو منع انتقال الإرهاب إلى شوارع بريطانيا. من جهة أخرى قال قائد بحركة طالبان في جنوب شرق أفغانستان، أمس، إن مقاتلي الحركة يحتجزون جنديا أميركيا مفقودا وإنه لم يصب بأذى لكنه حذر من أنه سيقتل إذا بذلت جهود للعثور عليه. وفقد الجندي في إقليم بكتيكا منذ أواخر يونيو (حزيران) قبيل بدء الآلاف من مشاة البحرية الأميركية عملية كبيرة جديدة. وقال الجيش الأميركي إنه يفترض وقوع الجندي في الأسر.

وقال مولوي سانجين القيادي بطالبان إن مجلس قيادة الحركة سيحدد مصير الجندي لكنه اتهم الجيش الأميركي بالتحرش بالأفغان واعتقالهم في إقليمي بكتيكا وغزنة المجاور. وقال سانجين قائد حركة طالبان بإقليم بكتيكا لصحافي من «رويترز» عبر الهاتف من مكان غير معلوم «لقد مارسوا ضغوطا على الناس في هذين الإقليمين وإذا لم يتوقف هذا فسوف نقتله». وأضاف أنه تم أسر الجندي في منطقة متاخمة لباكستان وأعطى بعض التفاصيل الموجزة بشأنه بما في ذلك عمره. وتعهدت حركة طالبان بطرد عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي والإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب. ومن المقرر إجراء ثاني انتخابات رئاسية في أفغانستان في 20 أغسطس (آب). والهجوم الجاري في إقليم هلمند بالتزامن مع عمليات بريطانية مماثلة هو أول عملية كبرى تنفذ في إطار استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة في المنطقة لهزيمة طالبان وحلفائها من المتشددين الإسلاميين وتحقيق الاستقرار بأفغانستان.

ومع تحذير القادة العسكريين من ارتفاع الخسائر البشرية خلال الحملة عادل شهر يوليو (تموز) الحالي أكبر حصيلة شهرية من القتلى في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات حيث بلغ عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أول أسبوعين من الشهر 46.