الادعاء العسكري يطلب تأجيل محاكمة محتجزين في غوانتانامو

توجيه الاتهام إلى 11 شخصا.. والادعاء يملك أدلة قوية ضد 66 آخرين

عمر الكندي بريشة الرسامة جانيت هاملين في المحكمة العسكرية أمس (أ.ف.ب)
TT

طالب مدّعون عسكريون أميركيون المحاكم العسكرية في غوانتانامو بتأجيل محاكمة ثلاثة محتجزين، لمنح إدارة الرئيس باراك أوباما المزيد من الوقت لتحديد مستقبل أولى محاكم جرائم حرب عسكرية أميركية منذ الحرب العالمية الثانية. وانعقدت المحكمة العسكرية في غوانتانامو، والمكبلة بالتحديات القانونية والمشكلات الفنية، أول من أمس، وذلك للمرة الثانية فقط منذ قرر أوباما إغلاق السجن بعد وقت قصير من توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني). ولم يصدر القضاة الذين ينظرون الدعاوى ضد الكندي عمر خضر والسوداني إبراهيم أحمد القوصي قرارا فوريا بشأن طلب التأجيل، بينما تأجلت محاكمة الأفغاني محمد كمين حتى سبتمبر (أيلول). والمحاكمات معلقة بينما تقوم الإدارة بتقييم المحكمة العسكرية التي أنشأها الرئيس السابق جورج بوش لمحاكمة المشتبه بهم في الحرب التي أعلنها على الإرهاب.

وأمر أوباما بإغلاق سجن غوانتانامو بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل. وأصبح السجن وصمة في سجل حقوق الإنسان الأميركي، ولقي انتقادات كثيرة من المدافعين عن حقوق الإنسان. لكن واشنطن ما زالت تحاول تحديد ما ستفعله مع ما يقرب من 240 سجينا لا يزالون في السجن. ووجّه الاتهام إلى 11 شخصا فقط بارتكاب جرائم، ويقول الادعاء العسكري الأميركي إنه يملك قضايا قوية ضد 66 محتجزا آخرين. وطالب المدّعون المحكمة أمس بتأجيل القضايا حتى سبتمبر (أيلول) لمصلحة العدالة من أجل السماح للإدارة بإتمام المراجعة. وتنعقد المحكمة العسكرية أمس الخميس في قضية منفصلة ضد الرجال الخمسة المتهمين بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة، من بينهم الشخص الذي وصف نفسه بأنه العقل المدبر خالد شيخ محمد.

وفي أوتاوا قالت لجنة أنشأها البرلمان الكندي يوم الأربعاء إن وكالة التجسس الكندية تجاهلت شكاوى بشأن حقوق الإنسان الأساسية لمراهق كندى مشتبه به في الإرهاب، حينما استجوبته في معسكر خليج غوانتانامو ولم تبدِ اهتماما كافيا بصغر سنه. وخلصت لجنة مراجعة استخبارات الأمن إلى أن وكالة التجسس، وهي جهاز استخبارات الأمن الكندية, لم تولِ اهتماما كافيا باحتمال تعرض المعتقل عمر خضر لسوء معاملة من جانب السلطات الأميركية. وقال تقرير اللجنة: «تعتقد لجنة مراجعة استخبارات الأمن أن جهاز استخبارات الأمن الكندي لم يأخذ في الحسبان أن خضر حرم في أثناء احتجازه لدى السلطات الأميركية من حقوق أساسية معينة كانت ستمنح له بوصفه شابا». وكان خضر اعتقل في أفغانستان عام 2002 حينما كان سنه 15 عاما، واتهم بإلقاء قنبلة يدوية أودت بحياة جندي أميركي وأصابت آخر بجراح في أثناء معركة في مجمع لتنظيم القاعدة. ووجدت اللجنة أن جهاز استخبارات الأمن كانت لديه أسباب معقولة للسفر إلى السجن العسكري الأميركي في قاعدة خليج غوانتانامو أوائل عام 2003 لاستجواب خضر، وقيل إن والد خضر المتوفى الآن كان من كبار أعضاء «القاعدة» وكان صديقا لأسامة بن لادن. وأذيع في العام الماضي شريط فيديو ظهر فيه خضر الذي يبلغ الآن 22 عاما وهو يبكي حينما استجوبه محققون من جهاز استخبارات الأمن. وأظهرت وثائق أيضا أنه حرم من النوم قبل مقابلة مع مسوؤول من وزارة الخارجية الكندية عام 2004. وقال جهاز استخبارات الأمن إنه لا يعلم هل حرم خضر من النوم أم لا قبل أن يقوم باستجوابه في عام 2003، غير أن اللجنة قالت إن جهاز استخبارات الأمن لم يأخذ في الحسبان تقارير إعلامية على نطاق واسع عن سوء معاملة المعتقلين في الحجز لدى السلطات الأميركية في أفغانستان وفي خليج غوانتانامو.