الهند وباكستان تتفقان على ضرورة إحياء الحوار بينهما لمكافحة الإرهاب

رئيس الوزراء الهندي يربط استئنافه بتحرك إسلام آباد ضد مرتكبي اعتداءات مومباي

TT

اتفقت الهند وباكستان أمس على أن متابعة الحوار بينهما هو السبيل الوحيد لمكافحة الإرهاب، وذلك عقب اجتماع بين رئيسي الوزراء الهندي والباكستاني في شرم الشيخ عقد على هامش قمة دول عدم الانحياز. إلا أن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ قال فيما بعد، إن مفاوضات السلام بين البلدين ستظل مجمدة ما دامت إسلام آباد لم تتحرك ضد منفذي اعتداءات مومباي، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الهندية. وقال سينغ في لقاء مع مجموعة من الصحافيين الهنود أطلعهم خلاله على نتائج لقائه نظيره الباكستاني، إن هذا الحوار لا يمكن أن يبدأ «إلا إذا» تمت إحالة مرتكبي اعتداءات مومباي إلى العدالة.

وبشأن ما تعتبره الهند تقاعسا من جانب باكستان عن اتخاذ إجراءات ضد مؤسس جماعة عسكر طيبة المتشددة التي تحملها نيودلهي مسؤولية الهجمات التي تعرضت لها مومباي العام الماضي وأسفرت عن مقتل 174 على الأقل يخيم الخلاف على الجهود الرامية لاستئناف محادثات السلام الرسمية.

وكان رئيسا الوزراء قد أصدرا بيانا مشتركا عقب اجتماعهما، أكدا فيه أن البلدين اتفقا على أن مواصلة الحوار هي السبيل الوحيد كي تمضي الدولتان قدما، بعد التوترات التي نتجت بينهما عن اعتداءات مومباي التي تحمل الهند باكستان مسؤوليتها. ومحادثات أمس كانت ثالث اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ هجمات مومباي. وقالت الهند إن هجمات مومباي نفذها متشددون باكستانيون وأن ذلك لا يمكن أن يحدث دون مساعدة عناصر من أجهزة الأمن الباكستانية. ونفت إسلام آباد أي تورط لأجهزة الدولة في الهجوم وقالت إنها ستحاكم متشددين يشتبه أنهم تورطوا في الهجوم.

ووصف البيان المشترك الذي صدر بعد الاجتماع، المحادثات بأنها كانت «ودية وبناءة»، وأن رئيسي وزراء البلدين ناقشا كافة جوانب العلاقات الثنائية «بهدف تحديد المسار للتحرك قدما» في العلاقات. وتحرص باكستان على إحياء الحوار المركب الذي بدأ قبل خمس سنوات ويشمل كل النزاعات بين الدولتين. وقال البيان: «رئيس الوزراء سينغ قال إن الهند مستعدة لمناقشة جميع القضايا مع باكستان بما في ذلك كل القضايا المعلقة»، كما أضاف أن الدولتين اتفقتا على التعاون في مكافحة الإرهاب. وقال البيان إن «التحرك ضد الإرهاب ينبغي ألا يرتبط بعملية الحوار ذات الأوجه المتعددة، ويجب عدم الربط بين (هاتين القضيتين)». وتحرص باكستان على إحياء «حوار مركب» بدأ منذ خمسة أعوام يغطي جميع النزاعات بين البلدين. وكان سينغ قد قال إنه مستعد لمقابلة باكستان والسير «أكثر من منتصف الطريق» إذا اتخذت إجراءات صارمة ضد جماعة عسكر طيبة وغيرها من الجماعات المتشددة الأخرى التي تشن هجمات في الشطر الهندي من منطقة كشمير المتنازع عليها وفي أجزاء أخرى من البلاد. وتقوم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بزيارة إلى الهند تبدأ اليوم وربما تشجع هذه الزيارة رئيس وزراء الهند على القيام بلفتة تصالحية. وترغب الولايات المتحدة في استئناف المحادثات بين البلدين لتخفيف حدة التوتر على الحدود الشرقية لباكستان مع الهند حتى يتسنى لها التركيز على قتال متشددي طالبان على حدودها الغربية مع أفغانستان. وساعد السلام بين الدولتين النوويتين على تعزيز التجارة الثنائية ليتجاوز حجمها المليار دولار وقد شجع هذا على تسيير رحلات للحافلات والقطارات عبر الحدود بين البلدين وتخفيف القيود على تأشيرات السفر.