اتهامات للرئيس الشيشاني بقتل ناشطة في حقوق الإنسان.. وميدفيديف يعد بالعثور على المجرمين

البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي يدعوان روسيا لعدم التهاون مع القتلة

TT

اتهمت منظمة «ميموريال» غير الحكومية، الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، المدعوم من الكرملين، بالضلوع مباشرة في خطف الناشطة في حقوق الإنسان التي قتلت في أنغوشيا أول من أمس، ناتاليا استميروفا، التي كانت تعمل في المنظمة، في وقت قال فيه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إن اغتيال استميروفا «يجب ألا يمر من دون عقاب».

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ميونيخ «أنا واثق من أنه سيتم العثور على المجرمين». ووصف الرئيس الروسي استميروفا التي خطفت قرب منزلها في العاصمة الشيشانية غروزني، وعثر عليها بعد ساعات مقتولة في جمهورية أنغوشيا المجاورة في القوقاز الروسي، بأنها كانت «تقوم بأمور مفيدة» و«تقول الحقيقة». من جهته، قال أوليغ أورلوف من مؤسسة «ميموريال» في بيان أمس «أنا أعلم ومتأكد من هوية المذنب في مقتل ناتاليا استميروفا، نحن نعرفه جميعا ـ اسمه رمضان قديروف». وأضاف أن قديروف «كان يهدد نتاليا ويهينها ويعتبرها عدوته الشخصية». وقال «لا نعلم ما إذا كان هو من أصدر الأمر شخصيا أو معاونيه من أجل إرضاء زعيمهم». إلا أن مدفيديف اعتبر أن اتهام قديروف بالاغتيال أمر «ساذج وغير مقبول»، مؤكدا أن الجريمة وقعت في إطار يتعلق بالمهام التي اضطلعت بها استميروفا.

وناتاليا استميروفا (50 عاما) حائزة على عدة جوائز والتي كانت تندد باستمرار بالتجاوزات في الشيشان. وعلق قديروف نفسه على مقتلها أمس، ووصف اغتيالها بأنه «عمل غير إنساني» ووعد بالإشراف شخصيا على التحقيق، كما أفادت وكالة الأنباء الروسية «ريا ـ نوفوستي». وقال قديروف إن القتلة «لا يستحقون أية شفقة»، مضيفا أن «السجن مدى الحياة عقوبة غير كافية لقتلة استميروفا. يجب أن يحاكموا كأشخاص غير إنسانيين هاجموا ليس فقط امرأة بدون دفاع ولكن أيضا هاجموا شعبنا بأسره». وشيعت استميروفا في غروزني أمس، ورفع المشاركون في التشييع لافتات يحمل بعضها السؤال «من التالي؟»، في إشارة إلى تواصل مسلسل اغتيالات الناشطين في مجالات حقوق الإنسان. وكان أعلن رئيس مركز «ميموريال» أن عدد الذين جرى اختطافهم في النصف الأول من هذا العام يفوق مجمل عدد المختطفين في العامين الماضيين. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عنه قوله إن العدد بلغ 75 ناشطا منهم خمسة في يوليو (تموز) الجاري. وأثار مقتل الناشطة موجة الاستنكار ذاتها في الغرب فيما بالكاد تم الحديث عن الموضوع في روسيا وتجنب إبرازه في نشرات الأخبار الروسية المتلفزة. ودعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان، التي يوجد مقرها في نيويورك، الرئيس الروسي إلى إجراء «تحقيق معمق ومستقل وشفاف». وفي واشنطن قال البيت الأبيض إنه «يشعر بقلق وحزن بالغين» من أنباء خطف استميروفا، وقال مايك هامر، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض «إننا ندعو الحكومة الروسية إلى مقاضاة المسؤولين عن هذه الجريمة الشنعاء وإظهار أنه لا تهاون مع الخروج على القانون». وأدانت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي الجريمة «الوحشية» بحق استميروفا، داعية «السلطات الروسية إلى محاولة تحديد هوية المسؤول» عن الاغتيال. كذلك ندد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالاغتيال «بشدة»، لكن المستشارية لم تعلق على الأمر.