ارتفع عدد الوفيات بإنفلونزا الخنازير في بريطانيا إلى 29 حالة، مقارنة بـ17 وفاة كان أعلن عنها بداية الأسبوع، في وقت حذرت فيه الحكومة من أن عدد الوفيات بالفيروس قد يتراوح بين 19 ألفا و65 ألف شخص في فصل الشتاء إذا واصلت إنفلونزا الخنازير انتشارها بهذا الشكل.
وجاء ذلك في وقت أفاد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وصحيفة «صن» البريطانية أمس بأن شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، اضطرت إلى إلغاء العديد من الارتباطات بسبب الاشتباه في إصابتها بمرض إنفلونزا الخنازير. وأكدت التقارير أن شيري بلير لن تحضر حفل تسلم درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة «هوب» في ليفربول تقديرا لجهودها في دعم حقوق الإنسان، كما أنها لن تشارك كما كان مقررا، في مهرجان بوكستون. وأكد غلاين فولي رئيس المهرجان غياب شيري بلير عن الحضور وأعرب عن تمنياته لها بالشفاء العاجل. ولم توضح التقارير إذا ما كان توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، وأبناؤه الأربعة قد أصيبوا بالفيروس، غير أن أعراض المرض لم تظهر عليهم حتى الآن. ورفض المتحدث باسم بلير الرد على تقريري «بي. سي.سي» و«صن». وقالت هيئة الحماية الصحية البريطانية أن 26 شخصا توفوا في انجلترا بينما أكدت الحكومة الاسكتلندية ثلاث حالات وفاة في اسكتلندا، وكانت أغلب حالات الإصابة الجديدة بإنفلونزا الخنازير التي قدرت بنحو 55 ألفا في الأسبوع الأخير حالات معتدلة. وكانت أشد الفئات العمرية تأثرا هي الأطفال تحت سن 14 عاما. وكان وزير الصحة البريطاني اندي بيرنهام قال إن الحكومة تتوقع أكثر من مائة ألف حالة إصابة جديدة بالإنفلونزا بحلول نهاية أغسطس (آب). إلى ذلك، أعلنت شركة نوفارتيس إيه جي السويسرية للأدوية، أنها ستبدأ التجارب السريرية للقاح ضد مرض إنفلونزا الخنازير قبل نهاية الشهر الجاري. وفي بيان عن نتائج أعمالها في الربع الثاني من العام قالت الشركة إنها «حققت تقدما طيبا» فيما يتعلق بهذا اللقاح. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أن مرض إنفلونزا الخنازير المعروف تقنيا باسم إيه (إتش1 إن1) قد صار وباء في يونيو (حزيران) الماضي بمعنى انه انتشر عالميا.
وكان مسؤولون صحيون بالوكالة قد ذكروا انه ستكون ثمة حاجة عالمية لإنتاج لقاح في الخريف القادم وإن كانت النتائج الأولية للإنتاج أشارت إلى انخفاضه وأن القدرة العالمية على التصنيع اقل من الاحتياجات. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الدول الفقيرة ربما تجد صعوبات في الحصول على اللقاح ودفع تكاليفه فور أن يتم تجهيزه.
وفي بلجيكا، قررت اللجنة الوزارية الوطنية المكلفة باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير في البلاد، الاستعانة بالجيش والقيام بتحركات مشتركة في هذا الصدد. وبدأت حملة لتوزيع أدوات ومعدات ضرورية لهذا الغرض في إحدى عشرة مقاطعة بلجيكية، وذلك تنفيذا لإرشادات وجهتها السلطات الصحية في البلاد، حسب ما أعلن وزير الدفاع البلجيكي بيتر دوكرم ورئيس اللجنة الوزارية الوطنية فان ارنست خلال مؤتمر صحافي في بروكسل.
وبدأ الجيش البلجيكي بالفعل بنقل الأدوية والأمصال والمعدات اللازمة لمحاربة إنفلونزا الخنازير (اتش1 ان1)، وقالت وسائل الإعلام إن شاحنات الجيش قامت بتوصيل الأمصال المضادة للفيروس والأقنعة الواقية من مستودعات المخازن، إلى مراكز التوزيع في كافة المحافظات البلجيكية، لتسليمها إلى الأطباء ومراكز الرعاية المحلية في جميع أنحاء بلجيكا. وصرحت الناطقة باسم القوات المسلحة البلجيكية انغريد بيك بأنه ستتم مشاركة 30 جنديا و15 سيارة في العملية، وأضافت: «نقوم بتوزيع 900 ألف من الأقنعة الواقية و90 ألفا من جرعات الأدوية المضادة للفيروس».