الحوار الفلسطيني يستأنف اليوم في القاهرة وسط أجواء تشاؤمية

حماس لن تقبل بتجاوز ملف المعتقلين السياسيين * فتح تريد السماح لأعضاء مؤتمرها السادس بمغادرة غزة

TT

وسط أجواء تشاؤمية، يرعى جهاز المخابرات المصرية اليوم في القاهرة، لقاء مصغرا بين وفدين من حركتي فتح وحماس، وذلك في محاولة لتذليل العقبات، أما جلسة الحوار السابعة المقبلة في 25 يوليو (تموز) الحالي، التي يعتقد بأنها ستكون الأخيرة. وسيترأس وفد فتح إلى هذا اللقاء، الذي وصل إلى القاهرة مساء أمس، عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي، بينما يترأس وفد حماس عزت الرشق، عضو المكتب السياسي في دمشق، ويضم خليل الحية عضو المكتب السياسي من الداخل، خلافا للقاءات السابقة التي كان يترأسها عن فتح اللجنة المركزية أحمد قريع (أبو علاء) وعن حماس موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي.

وقال عزام الأحمد لـ«الشرق الأوسط» قبل مغادرته عمان إلى القاهرة، إن هذا «اللقاء المصغر الذي جاء بناء على طلب مصري هدفه تقييم التطورات في ملف الحوار، ما بعد جولة الحوار السادسة وعلى ضوء زيارة الوفد المصري إلى رام الله ودمشق، الأسبوع قبل الماضي، للتأكد مما إذا كانت جلسة الحوار السابعة التي ستكون النهائية، في 25 يوليو الحالي مناسبة أم يتم تأجيلها». وأضاف الأحمد أن وفد فتح سيطرح قضية مهمة وهي قضية أعضاء مؤتمر فتح السادس، المقرر عقده في 4 أغسطس (آب) المقبل في بيت لحم. فعلى أساس قرار حماس سيتقرر حسب الأحمد مصير المؤتمر. واستطرد الأحمد القول، إن ثمة قرارا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر صادقت عليه اللجنة المركزية لفتح بعد عقد المؤتمر، في حال لم يشارك فيه أعضاؤه من قطاع غزة.وبالنسبة لبقية الملفات العالقة ومن بينها الأجهزة الأمنية والانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية، أكد الأحمد أن كافة هذه القضايا ما زالت موضع خلاف بين حركته وحماس ويفترض أن تبحث في جلسة الحوار السابعة..

ووصل أمس وفد حماس إلى القاهرة للمشاركة في اللقاء، الذي وصفه مصدر في حماس التقييمي لنتائج زيارة الوفد الأمني المصري إلى دمشق ورام الله. وقال أيمن طه القيادي في الحركة، إن اللقاء سيهدف إلى تقييم جولة الحوار الماضية، مشددا على أن حركة حماس تصر في البداية على وضع حد لملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» اعتبر طه أنه في حال وضع حل لملف الاعتقال السياسي يمكن الانتقال لمناقشة القضايا الخلافية الأخرى. وأعرب محمد نصر عضو المكتب السياسي لحماس في تصريحات نقلتها اليوم شبكة فلسطين الإخبارية المقربة من حركة الجهاد الإسلامي، عن أسفه، لأن ما سماه بـ«الأجواء الأمنية السلبية» في الضفة تلقي بظلال سوداوية على أجواء الحوار، وقال: «إن وفد الحركة المصغر يشارك في جلسة الحوار التقييمية، لجولة الوفد الأمني المصري إلى دمشق ورام الله، وعما إذا كانت الأجواء ناضجة لتوقيع اتفاق مصالحة. ومعروف أن العنصر الأساسي في مسألة المصالحة هو خلخلة ملف المعتقلين السياسيين، وللأسف فإن عدد المعتقلين هذه الأيام يزيد ولا ينقص». وعما إذا كان حديثه عن تزايد عدد المعتقلين السياسيين يعني أن موعد الحوار الوطني المزمع انطلاقه في القاهرة في 25 يوليو (تموز) الحالي قد يكون محل شك، قال نصر: «للأسف الأجواء سلبية للغاية، لأن استمرار الحملة الأمنية ضد عناصر حماس والمقاومة لا تخلق أجواء إيجابية إطلاقا، ونحن ما يعنينا فقط هو إنضاج الظروف من أجل مصالحة وطنية حقيقية، والظروف لا تنضج في ظل برنامج دايتون، وكل المواعيد مرتبطة بتغيير الصورة الأمنية الحالكة في الضفة الغربية»، على حد تعبيره. وفي سياق التشاؤم هذا نقلت «الشرق الأوسط» في عددها أمس عن مصادر فلسطينية القول، إن ممثلي فتح وحماس يتوجهان للقاهرة وهم يدركون أنه لا يوجد أي أمل في أن يسفر هذه اللقاء عن أي اختراق يقود لإنهاء الانقسام، بل إنهم يتوجهون للقاهرة فقط لرفع العتب حتى لا يتحمل أحدهما لوم الفشل وأيضا تحت طائل الضغط الكبير الذي تمارسه مصر. وأشارت المصادر إلى أن الصيغ التي اقترحتها مصر لجسر الهوة بين الحركتين بشأن القضايا الخلافية لم تحظ بقبول حماس وبعض فصائل اليسار الفلسطيني. وشددت المصادر على أن الطرفين لا يختلفان حول جوهر القضايا بل أيضا حول الصياغات المقترحة ودلالاتها.