الجميل يدعو جنبلاط لوقف الاستفزاز عبر الحديث عن «جبهة إسلامية»

وهاب: أبخل في الكلام حين أكون مكلفا بمهمة

TT

علت أمس ضحكة رئيس تيار التوحيد الدرزي الوزير السابق وئام وهاب، الذي ينتمي للمعارضة، والمقرب من دمشق، تجاه الأسئلة التي حاولت خرق صمته غير المعتاد، حول سبب اجتماعه برئيس حزب الكتائب اللبنانية، أمين الجميل لثلاث ساعات أول من أمس، بعد لقائه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قبل أيام. وقال في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط»: «أصبح بخيلا في الكلام حين أكون مكلفا بمهمة». ولكنه عاد وقال: «مفاتيح سورية ليست في يدي ولا خاتم جوازات السفر (السياسية)، كل ما نحاول القيام به ترتيب صيغ للتقارب بين الناس». وأضاف أن «الاتصالات لا تتوقف مع بعض المقربين من الرئيس الجميل، ذلك أن هناك مرحلة صعبة سيقبل عليها لبنان في ظل التهديد الإسرائيلي لإيران، ولبنان والمحكمة الدولية وانعكاساتها. كل هذه المخاوف تدعو إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف». وسأل: «ما المشكلة في حوار بين الرئيس الجميل وحزب الله؟». وردا على سؤال، قال: «لست مخولا الحديث باسم أي من الطرفين إنما لا أستبعد إقامة حوار بينهما بما أن أحدا منهما لا يقفل الأبواب». وفي كلام لافت، برر وهاب موقف رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط حول التحالف الإسلامي، وقال: «الواقع أن كلام جنبلاط لم يُفهَم في إطاره. وبعد حديثي معه أوضح لي أنه لم يقصد عزل المسيحيين أو الإساءة إليهم، إنما التخوف أو المشكلة المطروحة تعني الأطراف المسلمة، وتحديدا التخوف من وقوع مشكلة سنية ـ شيعية قد يحضّر لها الإسرائيليون عن طريق المحكمة الدولية. لذلك فإن المسيحيين خارج هذه اللعبة. أما الدروز فيحاولون أن يلعبوا دور صمام الأمان إزاء أي مشكلة مقبلة. وهذا ما أوضحته خلال لقائي الرئيس الجميل وأكدت له أن المسيحيين هم سر تنوع لبنان». وعن التهديدات الشخصية التي أفصح عنها النائب سامي الجميل واضطرته لاتخاذ تدابير أمنية، قال: «الهزات الأمنية لا أحد يضمنها إنما إذا رتبنا الجو السياسي نقطع على أي هزة أمنية الطريق لإحداث هزات سياسية». وأضاف: «سامي الجميل شخص واعد، وأمامه مستقبل إذ يمكن التحاور معه».

وكان الجميل كشف أول من أمس، في حديث تلفزيوني، أنه تلقى من الأجهزة الأمنية معلومات تفيد بتهديد أمني له مما دفعه إلى اتخاذ احتياطات أمنية منذ بضعة أيام والانتباه إلى تحركاته. وكان بيار الجميل، شقيق سامي وابن الرئيس السابق أمين الجميل، قد اغتيل بإطلاق الرصاص على رأسه وهو في سيارته عام 2006. وفاز سامي بمقعد نيابي في الانتخابات الأخيرة. وتناول سامي الجميل دعوة جنبلاط في قراءة اختلفت عن سائر قراءات قيادات «14 آذار» المسيحية، إذ رأى أنها «استفزازية». واعتبر أن كلامه «يولد توترا يحاول حزب الكتائب استيعابه». ودعا الجميل جنبلاط إلى «وقف الاستفزاز والتحدث عن جبهة إسلامية، وكأننا كمسيحيين غير موجودين على الخريطة اللبنانية.