مراد مدلسي لـ«الشرق الأوسط»: العلاقات مع المغرب عادية واتصالات الرئيس بوتفليقة بالملك محمد السادس منتظمة ومستمرة

وزير خارجية الجزائر: ندعم إيران إذا أخذنا بعين الاعتبار الهدف السلمي لمشروعها النووي

مراد مدلسي
TT

وصف وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، العلاقات بين بلاده والمغرب بأنها عادية، مشيرا إلى وجود اتصالات منتظمة ومستمرة بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والعاهل المغربي الملك محمد السادس. وقال مدلسي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن آخر اتصال بينهما جرى الأسبوع الماضي، كما تحدث رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن قضايا مكافحة الإرهاب، وإصلاح الأمم المتحدة، ونتائج قمة عدم الانحياز، والعلاقة مع إيران. وفي ما يلي نص الحوار.

* ما تقييمكم لنتائج قمة عدم الانحياز في شرم الشيخ؟ ـ انحازت القمة إلى قضايا العدل والسلم والأمن الدوليين، ووضعت رؤية واضحة لكثير من قضايا دول عدم الانحياز خصوصا الأزمة الاقتصادية والتعامل معها، وإصلاح الأمم المتحدة، ومكافحة الإرهاب، والحوار بين الأديان والثقافات، ودعم وترسيخ الديمقراطية، وهي كلها أمور ركز عليها الرئيس بوتفليقة خلال مباحثاته مع أشقائه في القمة.

* ماذا عن الوضع في فلسطين والشرق الأوسط؟ هل حركة عدم الانحياز قادرة على لعب دور إزاء هذه القضايا المزمنة؟

ـ قمة عدم الانحياز أقرّت إعلانا خاصا بفلسطين، وهذا يعني أنها القضية المركزية لثلثي دول العالم، وليس فقط بالنسبة إلى الدول العربية، ودعمت مبادرة السلام العربية، وإقامة الدولة، وحق العودة، والقدس، والتمسك بعودة المفاوضات إلى بحث القضايا الست.

* لكن عملية السلام ما زالت تراوح مكانها. ما السبيل للخروج من هذا الجمود؟

ـ هناك اهتمام بالقضية الفلسطينية والشرق الأوسط. والمناخ أفضل وإيجابي بدرجة لا بأس بها، خصوصا بعد حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حل الدولتين. فهذا التصور يمكن أن يعطينا فرصة في حركة عدم الانحياز للعمل على تنفيذ هذا الحل. ونتمنى أن نصل إلى حل مشكلات فلسطين والدول العربية المجاورة انطلاقا من المبادرة العربية، وقبولية هذه المبادرة من طرف الجميع، ما عدا إسرائيل التي تقف مترددة لأنها لا تريد السلام.

* هل دعمت حركة عدم الانحياز إيران في برنامجها الذي يروم الحصول على الطاقة النووية؟ ـ بصفة أكيدة وواضحة، إذا أخذنا بعين الاعتبار الهدف السلمي لذلك. وإذا كانت هناك أغراض أخرى فنحن لا ندعمها، وكذلك دول الحركة. فالجميع ركزوا على دعمها في الاستخدام السلمي لبرنامجها.

* هل التقيت مع نظيرك الإيراني على هامش القمة؟ ـ نحن نلتقي بصفة مستمرة سواء في الجزائر أو في إيران، وفي مناسبات عديدة، لبحث مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

* هل ناقشتم مسألة مكافحة الإرهاب في ظل معاناة الجزائر منه؟ ـ الجزائر تتعامل مع كل الدول التي لها رغبة في التعامل معها نظرا إلى تجربتها الأليمة مع الإرهاب، ومن ثم نحن نوضح الرؤية قدر الإمكان للآخرين، وندفع لجهة محاربة الإرهاب، ولكن بصفة ذكية وشاملة لا تقتصر فقط على استعمال القوة.

* هل تعتقد أن إصلاح الأمم المتحدة هو جزء من تحقيق السلم والأمن الدوليين؟

ـ كل الدول تتفق على هذا المفهوم، ودول حركة عدم الانحياز ترغب في تمثيلية لها بمجلس الأمن، تبرز أهمية الحركة. بيد أن تحقيق هذه الرغبة اليوم تبقى غير واردة. وقد يمكن العمل والتنسيق بين الحركة والعرب والأفارقة من الوصول إلى ما نريده من إصلاح.

* ما رأيكم في الطرح الذي تضمنته وثيقة البيان الختامي لقمة حركة عدم الانحياز بشأن نزاع الصحراء؟ ـ الوثيقة تقر بصفة واضحة أن الشعب الصحراوي له الحق في تقرير المصير انطلاقا من توصيات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومبادرة الأمين العام للأمم المتحدة. والجزائر تعمل جاهدة من أجل الدفع بهذا الحل إلى الأمام.

* هل حان الوقت لعلاقة جزائرية ـ مغربية متصالحة بشكل دائم، وليس بشكل موسمي؟

ـ لنا علاقات عادية مع المغرب ولا توجد مشكلة.

* وماذا عن فتح الحدود مع المغرب وتطبيع العلاقات؟ ـ الحدود قضية لا تمنع وجود علاقات عادية مع كل الأقطار. وبالتالي فإن فتحها يحتاج إلى تأمين من الطرفين. أما بالنسبة إلى قضية الصحراء فلا علاقة لها بمسألة الحدود.

* منذ لقاء القمة العربية، التي انعقدت في الجزائر، لم يتم حتى الآن لقاء حميمي آخر بين العاهل المغربي والرئيس بوتفليقة. لماذا؟ ـ الملك محمد السادس والرئيس بوتفليقة التقيا في مناسبات كثيرة خارج المغرب والجزائر، ويتحدثان كثيرا عبر الهاتف. وآخر اتصال جرى بينهما الأسبوع الماضي. ولا توجد علاقات سيئة بين المغرب والجزائر، وإنما علاقة حوار ومحاولة للتفاهم في قضايا تشغل الطرفين.

* زيارة الرئيس بوتفليقة لمصر هل كانت تروم إنهاء سوء التفاهم الذي حصل بشأن تقديم الجزائر لمرشح للأمانة العامة لمنظمة اليونسكو ينافس الوزير المصري فاروق حسني؟

ـ زيارة الرئيس بوتفليقة لمصر كانت ودية للغاية، ومباحثاته مع أخيه الرئيس محمد حسني مبارك كانت كذلك، حيث قدم له التعازي في وفاة حفيده. أما موضوع فاروق حسني، فهو أمر منتهٍ تماما. و الجزائر سحبت ترشيحها منذ أسابيع، وذلك انسجاما مع موقفها الداعم للمرشح المصري.