غيتس: إيران هي ما يقلقني أكثر من سواها ولا يبدو لي سيناريو يتيح لنا التفاؤل

وزير الدفاع الأميركي يزور إسرائيل للتنسيق في الموضوع الإيراني

TT

قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، ليل أول من أمس، إن الطموحات النووية الإيرانية تشكل التهديد الأكبر للأمن العالمي. وقال غيتس في كلمة ألقاها في النادي الاقتصادي في شيكاغو (ايلينوي، شمال) إن «إيران هي ما يقلقني أكثر من سواها، إذ يبدو لي أنه لا يتوافر سيناريو يتيح لنا التفاؤل بأن الخيارات الجيدة قد تمت». وأضاف أن التهديد لا يكمن فقط في إصرار إيران على حيازة السلاح النووي، بل يكمن أيضا في «عجز المجموعة الدولية عن التدخل في هذا الإصرار». وحذر «من أنهم إذا ما توصلوا إلى حيازته، فإن إمكانية السباق إلى التسلح في الشرق الأوسط، حقيقية جدا جدا». وقال غيتس أيضا: «إذا ما حاولنا القيام بشيء ما لمنع إيران من حيازة السلاح النووي، فلا يمكن توقع النتائج». وأوضح غيتس، أنه يسعى إلى إقناع بلدان أخرى، ولا سيما روسيا، بأن الوضع الإيراني لا يهدد الولايات المتحدة فقط.

وخلص وزير الدفاع الأميركي إلى القول، إن «إيران ستكون قادرة على تسليم شعوب المنطقة أسلحة نووية بدلا من أن تسلمنا إياها».

ومن المقرر أن يصل غيتس، إلى إسرائيل بعد عشرة أيام، في زيارة وصفت في تل أبيب على أنها «درامية». وقالت مصادر إسرائيلية إن غيتس سيبحث في عدد من القضايا التي تهم البلدين وقواتهما العسكرية، في مركزها البحث والتنسيق في الموضوع الإيراني. وأكدت هذه المصادر أن هذه الزيارة تنطوي على أهمية قصوى، في هذا الوقت بالذات، حيث تتصاعد النشاطات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. ففي السنة الأخيرة أجرت إسرائيل مناورات واسعة النطاق حرصت على تسريب أخبارها إلى وسائل الإعلام، أبرزها المناورات فوق الجزر اليونانية وفي منطقة جبل طارق، التي تمت فيها تجربة الطيران في مناطق تبعد عن إسرائيل بنفس مقدار بعدها عن إيران، واستخدمت فيها صواريخ بعيدة المدى، وتجربة الصاروخ «حيتس» المضاد للصواريخ بعيدة المدى، الذي جرب على إسقاط صاروخ إيراني. وكان آخر هذه النشاطات العلنية تدريبات جرت في عرض البحر الأحمر، وفي إطارها مرت غواصة «دولفين»، حاملة الصواريخ ذات الرؤوس النووية، عبر قناة السويس، وسفينتان حربيتان من طراز «ساعر ـ 5»، وهي أحدث السفن الحربية الإسرائيلية.

وحسب مصدر أمني إسرائيلي كبير، فإن إجراء هذه التحركات بشكل علني هو رسالة موجهة مباشرة إلى إيران، حيث إنها مبنية على أساس الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية أولى للمفاعل النووي الإيراني، وتلقى ضربة جوابية من إيران والرد عليها فورا.

وقال المعلق العسكري لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، رون بن يشاي، إن هدف إسرائيل من هذا النشاط العلني هو ممارسة الضغط على إيران أولا، لكي تتجاوب مع دعوة الولايات المتحدة إلى الحوار حول وقف مشروعها للتسلح النووي. ولكي تعرف أن فشل الحوار الدبلوماسي معها سيكون له ثمن باهظ. وأن المسألة ليست مسألة تهديد شكلي، بل جدي.

وتقول مصادر سياسية في إسرائيل، إن هناك بوادر تفاهم إستراتيجي، إسرائيلي ـ أميركي، في الموضوع الإيراني. فواشنطن بدأت تقتنع بالموقف الإسرائيلي القائل بأن هناك حاجة لأن يدرك الإيرانيون أن الحوار مع الغرب لن يكون بلا نهاية، وأن هناك سقفا زمنيا إلزاميا بشأنه «هناك من يحدد هذا السقف بشهرين، وهناك من يحدده حتى نهاية السنة». ففي حالة الفشل، لا بد من اتخاذ إجراءات عقابية، تبدأ بتشديد الضغط الاقتصادي وتتصاعد بشكل تدريجي لتصل إلى فرض حصار بحري على إيران (حظر دخول أو خروج السفن والبوارج) وتتطور بالتالي إلى الخيار العسكري، الذي تريد إسرائيل أن تكون شريكة فيه.

وقالت هذه المصادر، إن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وافقت على رفع مستوى الشراكة مع إسرائيل في الموضوع الإيراني، لقاء تجاوب الحكومة الإسرائيلية مع مطالب واشنطن في قضايا المسار الفلسطيني لعملية السلام، بدءا بالتوجه لتجميد الاستيطان وإزالة الحواجز العسكرية وغيرها.

يذكر أن النشاطات العسكرية الإسرائيلية تتم في الأيام الأخيرة في غياب وزير الدفاع، إيهود باراك، الذي خرج إلى عطلة لمدة أسبوعين. وسيعود من عطلته في السادس والعشرين من الشهر الحالي، أي قبل يوم واحد من قدوم غيتس إلى إسرائيل. وسيلتقي الوزيران للبحث في عدد من القضايا، التي كانا قد باشرا بحثها في زيارة باراك قبل الأخيرة إلى واشنطن في الشهر الماضي، ومن ضمنها التنسيق الإستراتيجي بشكل عام، والطلبات العسكرية الإسرائيلية من الولايات المتحدة والترتيبات الأمنية لاتفاقيات السلام مع الفلسطينيين، ومع كل من سورية ولبنان. كما سيبحثان في الإجراءات الإسرائيلية لتخفيف معاناة الفلسطينيين. بيد أن موضوع إيران يظل الموضوع الأساس. كما سيلتقي غيتس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وسيتركز هذا اللقاء أيضا على الموضوع الإيراني.