تفجير داخل منزل ضابط قرب الفلوجة يقتل اثنين من أطفاله

توقع مليون زائر لإحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم اليوم رغم الهجمات

شرطي يفحص زوارا شيعة بجهاز للكشف عن المتفجرات في محيط مرقد الإمام الكاظم في بغداد أمس (رويترز)
TT

أعلن مصدر أمني عراقي عن مقتل طفلين وإصابة أربعة آخرين من عائلة ضابط في الشرطة برتبة مقدم، في انفجار عبوة لاصقة فجر أمس شرق مدينة الفلوجة غرب بغداد. من ناحية ثانية واصل آلاف الشيعة التوافد سيرا على الأقدام إلى مدينة الكاظمية للمشاركة في إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، رغم هجمات استهدفت بعض مواكبهم.

وقال ضابط في الشرطة ـ رفض الكشف عن اسمه ـ إن «طفلين (10 و11 عاما) من أولاد المقدم عبد السلام خوام قتلا، وأصيبت امرأتان وطفلتان، فضلا عن اثنين من الحرس، بجروح في انفجار عبوة لاصقة داخل منزله»، في الكرمة (15 كلم شرق الفلوجة). وأضاف أن «الانفجار وقع نحو الساعة الثالثة، وأسفر عن أضرار مادية». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أكدت المصادر نجاة المقدم خوام، مدير الشرطة في إحدى نواحي الكرمة التابعة لمحافظة الأنبار. يذكر أن سيارة مفخخة انفجرت قبل أيام قرب نقطة تفتيش للشرطة في الرمادي، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص.

في غضون ذلك استمرت عشرات الآلاف من الشيعة في التوافد، سيرا على الأقدام، إلى الكاظمية شمال بغداد أمس لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، التي تصادف اليوم، رغم أعمال عنف محدودة حتى الآن.

وقال المسؤول الإعلامي للمرقد، عامر الأنباري، إن «حشود الزوار تتوافد بشكل مستمر لزيارة الإمام موسى الكاظم، وأستطيع القول إن الزيارة ستكون مليونية»، في إشارة إلى أعداد محتملة للزوار طوال ثلاثة أيام. وأضاف قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية: إن «الزوار من مختلف الأعمار، وبينهم نساء وأطفال، يصلون من مناطق العراق، بالإضافة إلى آخرين من دول عربية وأجنبية».

ويمر الزوار في شوارع بغداد الرئيسية، حيث انتشرت سرادقات تقدم لهم الطعام والماء إثر وصولهم من وسط وجنوب البلاد، سيرا على الأقدام. واتخذت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة لحماية الزوار تمثلت في منع سير الدراجات النارية وعربات البضائع، ونشر الشرطة والجيش في الطرق التي يسلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد. وأغلقت السلطات شوارع وجسورا أمام الدراجات والعربات لضمان أمن الزوار.

وتعرض الزوار لسلسلة هجمات بعبوات ناسفة أسفرت عن مقتل رجل وزوجته وإصابة 25 آخرين، بينهم نساء، بجروح. وقالت المصادر إن «رجلا وزوجته قتلا، وأصيب 12 آخرون، بينهم أربع نساء، بجروح، في انفجار عبوة ناسفة استهدفت زوارا شيعة كانوا في طريقهم إلى الكاظمية».

وأوضحت أن «العبوة انفجرت على طريق محمد القاسم السريع» في منطقة بغداد الجديدة. وأكدت مصادر طبية في مستشفيات الكندي وابن النفيس وسط بغداد، تلقي جثتي رجل وامرأة، و12 جريحا، بينهم أربع نساء، أصيبوا في الانفجار. وفي هجوم آخر، أصيب ثمانية أشخاص (ستة رجال وامرأتين) في انفجار عبوة ناسفة استهدفت الزوار في منطقة الدورة، جنوب بغداد، وفقا لمصادر أمنية وأخرى طبية. وأصيب خمسة أشخاص، جميعهم رجال، من الزوار بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة البياع (جنوب غرب)، وفقا لمصدر في الشرطة. والهجوم هو الخامس الذي يستهدف الزوار الذين استمر توافدهم أمس، ولليوم الثالث على التوالي، إلى المرقد.

وقلل علاء الطائي، المسؤول في وزارة الداخلية، من شأن الهجمات على الزوار، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجهزة الأمنية تسيطر على الوضع بشكل كامل». وأضاف أن «العبوات التي تزرع هنا وهناك أصبحت حالات طبيعية في الشارع، سيما أننا غالبا ما نجدها مزروعة في أماكن غير مدروسة تدل على الفوضى والتخبط الذي تعيشه المجموعات الإرهابية، وبالتالي لا يمكن التعويل على هذه الخروقات، سيما أنها لا تعد تحديا يذكر بالنسبة للأجهزة الأمنية».