فوضى ومقاطعة أثناء محاكمة متهمي هجمات سبتمبر.. وشكاوى من حرمان ابن الشيبة من النوم

عائلات الضحايا يطالبون ببقاء معسكر غوانتانامو

TT

شهدت جلسة الاستماع التي عقدت أمس في محكمة عسكرية لمقاضاة 5 متهمين في تخطيط هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) في نيويورك وواشنطن حالة من الفوضى، بعد مقاطعة المتهمين للجلسة التي أقيمت في غوانتانامو. وقاطع المتهمون الخمسة بداية جلسة الاستماع بمن فيهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد أنه العقل المدبر للهجمات. وحضر ثلاثة من المتهمين جانبا من الجلسة قبل أن يغادروا بعد أن قرر قاضي المحكمة العسكرية أن المتهمين الثلاثة لن يسمح لهم بالحديث خلال الجلسة التي أجريت تحت حراسة أمنية مشددة. وركزت جلسة الاستماع على التعرف على التقارير الطبية لشخصين اثنين من بين الخمسة المتهمين.

وذكرت صحيفة «ميامي هيرالد» الأميركية أن خالد شيخ محمد المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) والمتهمين الأربعة الآخرين رفضوا ترك زنازينهم قبل الموعد المقرر لبدء جلسة الاستماع. وكان من المقرر أن تجتمع المحكمة للنظر في طلبات مقدمة لها، والبدء في تحديد ما إذا كان اثنان من المتهمين وهما رمزي بن الشيبة ومصطفى الحوساوي مؤهلين عقليا بشكل كاف للدفاع عن نفسيهما أم لا. وقد استؤنفت المحاكمات في معسكر غوانتانامو بكوبا منذ أن قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما في مايو (أيار) الماضي محاكمة بعض المحتجزين في السجن والبالغ عددهم 230 سجينا. وأثار هذا القرار انتقادات من جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان.

وبدأت جلسات الاستماع أول من أمس في قضايا ثلاثة متهمين، من بينهم عمر خضر الكندي المتهم باستخدام قنبلة يدوية في قتل جندي أميركي عام 2002، وكان عمره يبلغ 15 عاما وقت ارتكابه هذا الهجوم. وكان الرئيس أوباما علق تلك المحاكمات بُعيد توليه السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلا أنه أعلن في مايو (أيار) الماضي أن بعض هذه المحاكمات سيستمر، مما أثار انتقادات من جانب نشطاء حقوقيين. ولم تعلن إدارة الرئيس باراك أوباما الموقع الذي ستقام فيه محاكمات المعتقلين في غوانتانامو بعد إغلاق المعتقل في يناير (كانون الثاني) 2010. ويواجه محمد وعلي عبد العزيز علي (وكلاهما باكستاني)، ومصطفى أحمد الحوساوي، ورمزي بن الشيبة ووليد بن العطاش (وكلاهما يمني)، الحكم بالإعدام إذ أدينوا بالقتل والتآمر والإرهاب وتهم أخرى. وتناولت جلسة أمس الأهلية العقلية لابن الشيبة والحوساوي. وعطلت المقاطعة الإجراءات القانونية أكثر من ساعتين، قبل أن يتم إحضار ابن العطاش والحوساوي وعلي عبد العزيز علي في نهاية الأمر إلى قاعة المحكمة التي تخضع لإجراءات أمن مشددة من المعتقل السري الذي يجري سجنهم فيه. غير أن الحوساوي سرعان ما طلب المغادرة، بعد أن شكا من أنه لن يسمح له بالتحدث. وطلبت الضابطة البحرية سوزان لاتشلير محامية ابن الشيبة من المحكمة السماح لمستشار من الدفاع بفحص مخ موكلها بالأشعة المقطعية. وأضافت أنه جرى تشخيص حالته على أنه يعاني من «هلاوس». وقالت ملفات الدفاع المقدمة للمحكمة إن الأطباء وصفوا له أدوية منبهة تستخدم في علاج الفصام أو الاضطرابات النفسية. وقطع أحد رقباء المحكمة كلام لاتشلير عن المراقبين والصحافيين خارج القاعة عندما بدأت تتحدث عن شكوى ابن الشيبة من حرمانه من النوم الذي يقول منتقدون إنه أسلوب تعسفي لإضعاف السجناء قبل الاستجواب. وقالت قبل قطع الصوت «الحكومة لا يمكنها إنكار حقيقة أنهم استخدموا الحرمان من النوم». وفي وقت لاحق قال المدعي كلايتون تريفت إن شكاوى ابن الشيبة من الحرمان من النوم يمكن تفسيرها من خلال تشخيص معاناته من الهلاوس. وقال تريفت إن ابن الشيبة اتهم الحراس بضخ روائح كريهة وتشغيل أصوات صاخبة في زنزانته وهز فراشه لحرمانه من النوم. وأضاف تريفت: «موقف الحكومة هو أن هذا لا يحدث ولم يحدث على الإطلاق». إلى ذلك، حضر تسعة من أقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة المحكمة العسكرية في غوانتانامو أول من أمس الخميس، وطالبوا الرئيس باراك أوباما بالإبقاء على معسكر الاحتجاز والمحاكمات عن جرائم الحرب التي تجري فيه. وشاهد الأقارب الذين نقلتهم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إلى القاعدة العسكرية الأميركية في كوبا ثلاثة من الرجال الخمسة المتهمين بالتآمر في الهجمات التي نفذت بطائرات مخطوفة في 2001 وهم يمثلون أمام المحكمة التي شكلتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش، لمحاكمة المشتبه بهم في الحرب التي شنها ضد الإرهاب. وقام الأقارب بجولة في القاعدة البحرية الأميركية، لكن لم يسمح لهم بالدخول إلى معسكرات الاحتجاز، والتقوا ببعض الحراس، وأثنوا على عملهم، كما أثنوا على أول محاكمة أميركية لجرائم الحرب منذ الحرب العالمية الثانية. ووصف منتقدون معسكرات الاحتجاز في غوانتانامو بأنها وصمة لسمعة أميركا في مجال حقوق الإنسان، والمحاكمات بأنها إجهاض للعدالة. وقال جاري ريس من بنسلفانيا، الذي قتل ابنه (23 عاما) في مركز التجارة العالمي: «لا أملك سوى أن أقول لكم إننا نحتاج لهذا المعسكر.. نحتاجه بشدة». وأضافت زوجته حوديث: «أرجوكم أن تبقوا على غوانتانامو وعلى الجلسات. يجب أن تحصلوا على العدالة من أجل 3000 ضحية لهجمات 11 سبتمبر (أيلول).. أطلب هذا إحياء لذكرى ابني جوشوا».