حماس تعرض أول فيلم روائي سينمائي ينتج في غزة

يصور حياة أحد قادة القسام

مسن فلسطيني يمر بملصق دعائي ضخم لفيلم «عماد عقل» باكورة الإنتاج السينمائي في قطاع غزة، امس (أ. ب)
TT

عرض الليلة قبل الماضية في قاعة المؤتمرات في الجامعة الإسلامية بغزة الفيلم السينمائي «عماد عقل»، وهو من إخراج المخرج الفلسطيني ماجد جنديه وقصة وسيناريو الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس.

ويتناول الفيلم سيرة حياة أحد القادة الأسطوريين في «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحماس، الذي قتل في اشتباك مع القوات الإسرائيلية في حي الشجاعية عام 1992، بعد أن خطط ونفذ عشرات الهجمات التي استهدفت الجيش والمستوطنين في قطاع غزة وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الجنود والمستوطنين، وهو ما جعل هذا الشاب الذي قتل عن عمر لا يتجاوز 28 عاما على رأس قائمة المطلوبين للجيش الإسرائيلي. ويعترف قادة جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية «الشاباك» أن رئيسي وزراء إسرائيل السابقين إسحاق شامير وخليفته إسحاق رابين كانا يبدآن لقاءاتهما اليومية بهم بسؤال عن آخر الجهود لتصفية عقل. والفيلم من إنتاج «شبكة الأقصى الإعلامية»، ومدينة أصداء، وهما المؤسستان اللتان يشرف عليهما وزير الداخلية الحالي فتحي حماد الذي كان من بين الذين حضروا عرض الفيلم إلى جانب رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية وكاتب السيناريو الزهار.

وعقب هنية بعد مشاهدته العرض قائلا «نحن قوم لا ننسى أبطالنا ولا ننسى من صنعوا المجد التليد للشعب الفلسطيني»، معربا عن سعادته بما سماه «هذا الإنتاج الفني الفريد من نوعه في فلسطين»، مشددا على أن مثل هذا الفن «يؤرخ لمرحلة من مراحل المقاومة، كما أنه يعكس روح الصمود والتحدي والثبات والجهاد للشعب الفلسطيني».

ومن ناحيته كشف الزهار النقاب عن أنه شرع في كتابة سيناريو الفيلم منذ مطلع عام 1999 وفرغ منه في نهاية عام 2000، مشيرا إلى أن إنتاج الفيلم استغرق عامين. وحول دوافعه لكتابة الفيلم، قال الزهار إن ما حفزه على هذا المشروع هو «السيرة الجهادية غير المسبوقة التي مثلها عماد عقل»، مشيرا إلى أن عقل أجبر رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين في حينه على القدوم إلى بيت عائلته في مخيم جباليا ليطلب من ذويه العمل على إقناعه بترك المقاومة مقابل أن يحصل على ما يشاء. ومن ناحيته كشف فتحي حماد النقاب عن أن هناك أفكارا لإنتاج أعمال فنية حول حياة كبار قادة الحركة من أمثال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما، موضحا أن ما يعيق إنتاج هذه الأعمال حاليا هو الدعم المالي، حاثا على دعم ما سماه «الفن الإسلامي».

ويتطرق الفيلم لحياة عقل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتأثير الحياة في المخيم كلاجئ في دفعه للانضمام للمقاومة. وكذلك في الضفة الغربية التي استطاع الوصول إليها رغم أنه كان على رأس قائمة المطلوبين لإسرائيل، واتخذ من مدينة الخليل أقصى الجنوب منطلقا لتنفيذ عدد كبير من العمليات النوعية. وأكثر ما أثار الجمهور الغفير الذي حضر عرض الفيلم، هو تصوير اللقاء الذي جمع بين عقل والطفل محمد فرحات نجل النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس مريم فرحات (أم نضال)، حيث كان عقل يقيم في منزل العائلة متخفيا عن عيون الجيش الإسرائيلي. وتأثر الطفل محمد بعقل إلى درجة أنه ما أن بلغ من العمر 17 عاما حتى نفذ إحدى أكثر العمليات نوعية في تاريخ المقاومة، إذ نجح بمفرده في اقتحام المدرسة العسكرية التي كانت في قلب إحدى المستوطنات جنوب غربي مدينة رفح رغم التحصينات الشديدة والحراسة الكبيرة، وقتل سبعة من الضباط والجنود وجرح عدد آخر. ومن ناحيته تمنى مخرج الفيلم ماجد جنديه أن يكون الفيلم «اللبنة الأولى في الأعمال السينمائية الإسلامية الجادة التي تبدأ من قطاع غزة رغم محاصرته».