تبادل اتهامات بخرق القرار 1701 بعد دخول لبنانيين موقعا إسرائيليا

أهالي يقطعون طريق قرية احتجاجا على مداهمة اليونيفيل لمنزل

TT

تبادل لبنان وإسرائيل الاحتجاجات أمس حول خرق القرار 1701 الدولي، الذي أمر في 2006 بوقف العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله. وقال متحدث عسكري إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية احتجاجا على دخول لبنانيين أول من أمس لموقع إسرائيلي: «نعتبر دخول مدنيين لبنانيين (إلى الموقع) انتهاكا سافرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701». وأضاف أن «هؤلاء المدنيين، وبينهم أطفال، عرضوا أنفسهم للخطر»، مشيرا إلى أن «قواتنا امتنعت عن عمد عن التدخل بعد أن لاحظت أن المدنيين لم يكونوا مسلحين».

وكان عشرات اللبنانيين قاموا أول من أمس بإزالة شريط من الأسلاك الحديدية في منطقة كفرشوبا المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان ورفعوا لبعض الوقت العلم اللبناني وعلما لحزب الله على موقع إسرائيلي. وبعد نصف الساعة، تدخلت عناصر من اليونيفيل لدى الأهالي لإبلاغهم بوجوب التراجع فورا، فانسحبوا إلى مسافة قريبة. وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، إن ثلاث دبابات إسرائيلية من طراز ميركافا تقدمت حينها من مركز المراقبة وعمد حوالي عشرة جنود إلى نزع علم حزب الله والعلم اللبناني، ثم عادوا أدراجهم.

وقبل حوالي السنة، أقامت قوات الطوارئ الدولية سياجا من الأسلاك الحديدية في بركة بعثائيل في محاولة لمنع رعاة الماشية من الجانبين من دخول المنطقة. وقبل أربعة أسابيع تقريبا، عمد الجيش الإسرائيلي إلى وضع ساتر ترابي ثم برج مراقبة بين الأسلاك والخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة كحدود مؤقتة، مما أثار احتجاجات في لبنان. وقال متحدث عسكري لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس، إن هذا التحرك الإسرائيلي هو «انتهاك فاضح للأراضي اللبنانية، واستفزاز ومحاولة لتغيير الوضع القائم المتحفظ عليه أصلا».

وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد عرض أمس مع قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب الـ«يونيفيل» الجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو الخروق الإسرائيلية المتواصلة لبنود القرار الدولي 1701 والانتهاكات اليومية الإسرائيلية للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا، وكان آخرها التجاوز الإسرائيلي في منطقة كفرشوبا وإقامة موقع إسرائيلي جديد داخل الأراضي اللبنانية. وقد حضر اللقاء مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» عضو كتلة «التحرير والتنمية» البرلمانية النائب علي بزي والنائب قاسم هاشم والمستشار الإعلامي علي حمدان وعدد من ضباط القوات الدولية الكبار. وعلم أن بري شدد أمام غراتسيانو على «وجوب التحرك الفوري للجم وكبح جماح الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لبنود القرار الدولي 1701 وقد بدأت تأخذ أشكالا تؤشر لحقيقة النيات الإسرائيلية المبيتة ضد لبنان وحقه في السيادة على آخر ذرة من ترابه».

واعتبر أن «استمرار إسرائيل في احتلال الشطر الشمالي من قرية الغجر وما أقدمت عليه خلال الأيام الماضية من قضم أراض لبنانية في خراج بلدة كفرشوبا، محاولة لتكريس أمر واقع في جغرافيا المنطقة المحاذية لمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مستغلة كالعادة المناخ الدولي الذي يهيئ لإسرائيل الأرضية الخصبة للتمادي في عدوانيتها ويبقيها استثناء لا ينطبق عليه القرارات الدولية».

وأكدت أوساط متابعة للقاء، أن بري جدد التأكيد لغراتسيانو أن «لبنان قد وفى بكل التزاماته حيال القرار الدولي. وهو ينتظر المجتمع الدولي كي يمارس ضغطه على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية في إسرائيل للوفاء بالتزاماتها والتقيد ببنود القرار 1701». وشددت على أن «دور قوات الطوارئ الدولية ومهمتها في حفظ السلام يقتضي منع الاستفزازات والتحرشات من الجانب الإسرائيلي وعدم الإقدام على إحداث أي واقع جديد في الأراضي اللبنانية التي لا تزال في قبضة الاحتلال الإسرائيلي».

وختمت بتأكيد بري لغراتسيانو أن «المقاومة لا تزال تمثل حاجة وطنية لبنانية للدفاع عن الأرض والإنسان، وحتى تنتفي هذه الحاجة المطلوب أولا وأخيرا انسحاب إسرائيلي كامل من آخر شبر من الأراضي اللبنانية».

وكان مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» في الجنوب، قد أفاد أن قوة من الجيش تمكنت من فتح طريق عام بئر السلاسل ـ خربة سلم، بعدما كان أهالي المنطقة قد قطعوها احتجاجا على قيام قوات الطوارئ الدولية المعززة «اليونيفل» بمحاولة دهم أحد المنازل في المنطقة التي انفجرت فيها ذخائر منذ أيام. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام أن قوة من «اليونيفل» حاولت بعد ظهر أمس مداهمة البيوت الواقعة في بلدة خربة سلم ـ منطقة الدبشة، فتصدى لها الأهالي وحصل عراك بالأيدي وبالحجارة، مما اضطرها إلى أن تنسحب إلى منطقة بئر السلاسل، فعمد أهالي بئر السلاسل إلى قطع الطريق الدولي بالإطارات المشتعلة، وفي هذه الأثناء، تدخلت قوة من الجيش لمحاولة إعادة الهدوء إلى المنطقة. كما حصل تحليق مروحي للطوارئ فوق المنطقة.