قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: زيارة مقتدى لدمشق ترمي إلى توثيق العلاقة مع المقاومة

الصدر يلتقي الرئيس السوري.. والأسد يؤكد حرصه على المصالحة الوطنية في العراق

الرئيس السوري بشار الأسد لدى لقائه مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري بالعراق، في دمشق، أمس (أ.ف.ب)
TT

وصل مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، أمس إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة مفاجئة تستغرق عدة أيام قادما من طهران. واستهل الصدر زيارته بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد لبحث الأوضاع على الساحة العراقية والقضايا المشتركة.

وقال بيان رئاسي سوري إن الرئيس الأسد أكد خلال استقباله الصدر «أهمية تعزيز المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي وحرص سورية على دعم أي جهد يصب في تحقيق هذا الهدف ويحفظ أمن واستقرار العراق».

وتناول اللقاء، وفق البيان الرئاسي «علاقات الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة التي تجمع شعبي البلدين سورية والعراق وآخر المستجدات على الساحة العراقية».

وعبر الصدر عن تقديره العالي لـ «مواقف سورية الداعمة لمصالح الشعب العراقي وحرصها على وحدة العراق أرضا وشعبا»، بحسب البيان.

ومن جهته، قال قيادي في التيار الصدري لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة الصدر إلى سورية تأتي في إطار توثيق العلاقات مع أطراف المقاومة العراقية للاحتلال باعتبار التيار الصدري أحد أطرافها المهمة».

وأشار القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السيد مقتدى الصدر يزور دمشق للقاء مسؤولين في الحكومة وسيبحث الأوضاع العراقية بعد الانسحاب الأميركي من المدن العراقية»، مضيفا أن «الانسحاب كان عبارة عن انسحاب إعلامي لأن خروقات حدثت وما زالت العربات الأميركية تتجول في بعض المدن العراقية».

وكانت القوات الأميركية قد انسحبت من داخل المدن العراقية في 30 يونيو (حزيران) الماضي تنفيذا لاتفاقية سحب القوات التي أبرمها العراق وواشنطن، على أن يتم جلاء آخر جندي أميركي من العراق أواخر عام 2011. وحول ما إذا كانت هناك إمكانية لعقد مؤتمر للتيار الصدري في دمشق على غرار المؤتمر الذي عقده في تركيا قبل عدة أشهر، قال القيادي «لا نية لعقد مؤتمر ولكن الزيارة تهتم بالأوضاع العراقية والمقاومة الشريفة والتيار الصدري جزء من هذه المقاومة، خصوصا أن الجانب الأميركي يعلم جيدا أن عمل المقاومة الآن أصبح أكثر سهولة باعتبار أن الأميركيين متواجدون ضمن قواعد معينة وأن عملية توجيه الضربات للمحتل ستكون أسهل»، لكنه أضاف قائلا إن «المقاومة الآن تتجه للحل السياسي وليس العسكري لأن العمل في العراق الآن يتطلب هذا الأمر». وفيما إذا كانت هناك نية لفتح مكاتب للتيار في دمشق، قال القيادي «لدينا مكاتب في سورية ومنذ زمن النظام السابق وهناك شخصيات مؤثرة وفاعلة فيها وقد تم إخراجهم من العراق في زمن النظام بعد تضييق الخناق عليهم وهم يعملون في مكاتب الشهيد وهناك تطور في عمل هذه المكاتب».

وكان القيادي في التيار الصدري قد ذكر في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «نوايا بفتح مكاتب للتيار الصدري في عدد من الدول العربية والأوروبية». وسبق لمقتدى الصدر أن زار سورية في شهر فبراير (شباط) من عام 2006، حيث التقى الرئيس الأسد وبحثا الأوضاع على الساحة العراقية. ويقيم الصدر منذ عام 2007 في إيران لإكمال دراسته الدينية في حوزة قم. وكانت مصادر مطلعة قد كشفت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن الصدر قد أنهى دراسته وأنه بصدد العودة في وقت قريب للعراق.