المتهم في هجمات مومباي يقر بالذنب أمام المحكمة

اعترف بأنه أتى مع التسعة الآخرين من كراتشي.. وعميل من «عسكر طيبة» كان عنصرا بارزا في المؤامرة

ممثل الادعاء الهندي أوجوال نيكام في المؤتمر الصحافي الذي عقده خارج قاعة محكمة مومباي أمس (أ.ف.ب)
TT

في تطور مفاجئ أمس، أدلى الباكستاني الناجي الوحيد الذي أُسر خلال هجمات مومباي في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، باعترافات أمام إحدى محاكم مومباي، وأقر بضلوعه في الهجمات. وقف محمد أجمل أمير كساب خلال محاكمته وقال: «سيدي، أقر بجرمي». وبعد ذلك دعا القاضي إم إل تاهيلياني، الذي بدت عليه الدهشة، المحاميين من كلا الطرفين للنظر في مغزى هذه التصريحات. ويشار إلى أن هذه الهجمات الإرهابية أودت بحياة قرابة 180 شخصا وخلفت أكثر من 300 مصاب. ومن المقرر أن تقوم المحكمة بتسجيل تصريحات كساب رسميا.

وخلال سرده، اعترف كساب بأنه أتى مع الإرهابيين التسعة الآخرين في قارب من كراتشي، وقال إن عميلا لعسكر طيبة يُدعى زكي الرحمن لخوي كان عنصرا بارزا في المؤامرة، وقال إنه طُلب منه القيام بهجوم فدائي (انتحاري) في مومباي. وتحدث كساب عن أن الرحلة من كاراتشي إلى مومباي تمت من خلال أربعة قوارب في أماكن مختلف داخل بحر العرب، ووصف كيف وصلوا في النهاية إلى كولابا جنوب مومباي. وقال المدعي العام الذي ذكر ذلك لوسائل الإعلام: «كان الاعتراف مفاجئا، فقد أقر كساب بجميع الجرائم التي اتُّهم بها. لم يفكر شخص في أن هذا (الإرهابي القاتل) سوف يعترف. كنا على وشك أن نضع الشاهد رقم 135 في القضية داخل المكان المخصص للشهود عندما وقف كساب وقال إنه يريد أن يعترف. في البداية، كان كساب يستخدم وسائل مختلفة للهروب من العقوبة، فعلى سبيل المثال قال إنه مواطن باكستاني وعندما لم يفلح ذلك قال إنه ما زال حدَثا». ونقلت القنوات الإخبارية عن المدعي العام قوله إن كساب يفهم الإنجليزية والهندية والأوردية وإنه كان يحاول تعلم لغة الماراثية حتى يتسنى له فهم بعض ما يقال. وقال المدعي العام: «دائما ما كنت أؤكد أمام المحكمة أن كساب لاعب كبير». ويأتي هذا الاعتراف في الوقت الذي تقوم فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بزيارة للهند تستغرق خمسة أيام، ويمكن أن يعزز ذلك من موقف الهند إزاء باكستان في ما يتعلق بقضايا الإرهاب. ووُجهت إلى كساب، الذي أظهرت تسجيلات الفيديو أنه كان يحمل بندقية كلاشينكوف حين كان يهاجم محطة قطار رئيسية في مومباي، 86 تهمة منها القتل وشن حرب على الهند. وكان كساب قد دفع ببراءته من التهم المنسوبة إليه في مايو (أيار). وهو الوحيد من بين عشرة مسلحين اعتُقل حيا في الهجمات التي استمرت ثلاثة أيام من 26 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) على أهداف منها فندقان فخمان ومركز يهودي ومحطة القطارات. وقالت الحكومة الهندية إن السلطات وجهت الاتهام إلى ما وصل إلى 38 شخصا من بينهم كساب لكن غالبيتهم في باكستان. وبدأت المحاكمة التي جرت في المحكمة الخاصة في 15 أبريل (نيسان) الماضي في سجن آرثر الذي كان مزودا بإجراءات أمنية مشددة حيث يوضع كساب في حبس انفرادي. ويُتهم كساب بكونه عضوا في جماعة مكونة من عشرة أفراد تابعة لـ«عسكر طيبة» ومقرها باكستان، شنّت هجمات في مومباي لمدة ثلاثة أيام بدءا من 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. واعتُقل بعد ساعات من الهجمات. وقُتل 166 شخصا على الأقل من بينهم 26 مواطنا أجنبيا في هجمات مومباي.