مقتل 14 مدنيا أفغانيا في انفجار قنبلة وإطلاق نار بطريق الخطأ

تحطم مقاتلة للناتو ومقتل جندي بريطاني في جنوب أفغانستان

TT

أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن مقاتلة عسكرية تابعة للقوة التي يقودها الحلف تحطمت عقب إقلاعها، أمس، في مطار في إقليم قندهار بجنوب أفغانستان، وذلك بعد يوم واحد من حادث تحطم طائرة قتل فيه 16 شخصا هناك. وقالت متحدثة باسم قوة المعاونة الأمنية في أفغانستان إن الطائرة التي كان يعتقد في بادئ الأمر أنها هليكوبتر تحطمت وكان على متنها عدد صغير من أفراد الطاقم. وقالت القوة في بيان: «سيجري التحقيق في الحادث ولكن استبعدت أي عملية للمتمردين». وقالت المتحدثة باسم قوة المعاونة الأمنية إن أفراد الطاقم خرجوا بسلام من الطائرة ولكنهم أصيبوا بجروح بسيطة. وأردفت «يجري علاج الجرحى». ولم يتسن على الفور الحصول على مزيد من التفاصيل بشأن الحادث الذي وقع في مطار قندهار القاعدة العسكرية الرئيسية التابعة للحلف في إقليم قندهار بجنوب البلاد وهو من معاقل طالبان.

وقال مسؤولون إن النيران اندلعت في الطائرة بعد الحادث وأغلقت القوات الأفغانية الطرق المؤدية إلى القاعدة امترامية الأطراف الواقعة إلى الجنوب من مدينة قندهار. وقالت المتحدثة باسم القوة إنه تم إجلاء بعض الناس من المنطقة حرصا على سلامتهم. وزادت حركة الملاحة الجوية من مطارات في جنوب أفغانستان بصورة كبيرة منذ أن شنت قوات مشاة البحرية الأميركية والقوات البريطانية عمليات كبرى ضد طالبان في إقليم هلمند المجاور في وقت سابق هذا الشهر. ولقي 16 شخصا حتفهم أول من أمس وأصيب خمسة عندما تحطمت طائرة هليكوبتر للنقل المدني بعد إقلاعها من قاعدة قندهار. كما تحطمت مقاتلة أميركية في شرق أفغانستان يوم السبت مما أسفر عن مقتل الطاقم المكون من فردين في حادث نادر يقع لطائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت كانت تستخدم في ضرب الأهداف الأرضية وتقديم دعم جوي للقوات البرية. وفي الأسبوع الماضي قتل ستة أوكرانيين هم أفراد طاقم طائرة هليكوبتر للنقل روسية الصنع تحطمت في هلمند. وقالت سلطات مولدوفا إن الطائرة أسقطت أثناء نقلها إمدادات إلى قاعدة بريطانية نائية. وشنت قوات مشاة البحرية الأميركية والقوات البريطانية عمليات أمنية كبرى في هلمند في أوائل يوليو (تموز) وهي أول عمليات تتم في إطار استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لهزيمة طالبان وتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وأصبح يوليو (تموز) منذ ذلك الحين أكثر الشهور دموية بالنسبة للقوات الأجنبية خلال الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات مما أثار جدلا داخل الولايات المتحدة حول ما إذا كانت القوات يجري تزويدها بإمدادات كافية وحول الفترة التي يتعين على الجنود البقاء فيها هناك أو ما إذا كان من المفترض أن تكون موجودة أصلا في أفغانستان. وحذر قادة أميركيون من أن الفترة القادمة بها عمليات صعبة وأنه لابد من توقع زيادة في حجم الخسائر البشرية بسبب انتقال الجنود خارج القواعد بحثا عن مقاتلي طالبان في معاقلهم بالجنوب. وقال مسؤولون أمس إن 11 مدنيا بينهم امرأة وطفل لقوا حتفهم إثر انفجار قنبلة في جنوب غرب أفغانستان، فيما قتل جنود ألمان من القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) ثلاثة مدنيين بإطلاق النار عليهم بطريق الخطأ حيث ظنوا أنهم مسلحون من طالبان وذلك في جنوب البلاد. وقال عبد الرءوف أحمدي، المتحدث باسم قوات الشرطة بإقليم فرح، إن المدنيين الـ11 كانوا مسافرين في حافلة صغيرة في منطقة جوليستان بالإقليم الواقع غرب البلاد أمس عندما اصطدمت مركبتهم بقنبلة على جانب الطريق. وقال أحمدي «قتل 11 مدنيا بينهم طفل وامرأة والباقي رجال جراء هذا الانفجار» مضيفا أن مركبة ثانية وصلت إلى الموقع لنقل الجثث انفجرت أيضا جراء قنبلة أخرى على جانب الطريق ما أسفر عن إصابة السائق. وألقى أحمدي باللوم في الانفجار على «أعداء أفغانستان» وهي عبارة تستخدم في الغالب من مسؤولي أفغانستان لوصف مسلحي طالبان. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس عن مقتل جندي بريطاني في جنوب أفغانستان. وكان الجندي في دورية بإقليم هلمند أول من أمس عندما قتل في انفجار قنبلة. ومنذ بداية مشاركة بريطانيا بجنودها في القوات الدولية في أفغانستان عام 2001 قتل 186 جنديا بريطانيا. ولقي 17 جنديا منهم حتفهم في يوليو (تموز) الجاري فقط. ومن ناحية أخرى قال محمد عمر حاكم إقليم قندز لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات الألمانية في الإقليم الواقع شمال البلاد قتلت ثلاثة مدنيين وأصابت اثنين آخرين أمس بعدما اعتقدوا بالخطأ أنهم من مسلحي طالبان. وقال عمر «تلقت القوات الألمانية معلومات استخباراتية تفيد بأن مسلحين من طالبان يتحركون في مركبة مدنية» وأضاف أن الجنود فتحوا النيران على المركبة المستهدفة بعد عدم توقفها عند نقطة تفتيش. وأوضح أنه «بعد إطلاق النار أدرك الجنود الألمان أن مسلحي طالبان تركوا المركبة قبل أن تصل إلى نقطة التفتيش.. وقتل رجلان وطفل فيما أصيب راكبان آخران جراء إطلاق النيران». وقال الحاكم إن المدنيين المصابين يتلقيان العلاج في مستشفى ألماني بالإقليم. وأصبح مقتل المدنيين على أيدي جنود من قوات الناتو مسألة حساسة في أفغانستان. وحذر مسؤولون أفغان ومن بينهم الرئيس حميد كرزاي مرارا من أن تتسبب زيادة عدد الضحايا من المدنيين في انقلاب الشعب الأفغاني ضد الحكومة والقوات الدولية. ويتمركز حوالي 4000 جندي ألماني في المنطقة الشمالية التي تشمل إقليم قندز وذلك تحت لواء القوات الدولية بقيادة الناتو.