كلينتون توقع مع الهند اتفاقا دفاعيا.. وآخر لبناء محطتين للطاقة النووية المدنية

انتقدت قادة كوريا الشمالية وشبهتهم بـ«المراهقين».. يخلقون المشاكل لجذب الانتباه

TT

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الهند والولايات المتحدة وقعتا اتفاقا دفاعيا يتيح بيع نيودلهي أسلحة أميركية، وتوافقتا أيضا على موقعين في الهند لبناء محطتين نوويتين مدنيتين أميركيتين. وستتيح هذه الاتفاقية التي تعرف باسم اتفاقية «مراقبة الاستخدام النهائي»، والتي يشترطها القانون الأميركي لمثل هذه المبيعات من الأسلحة، لواشنطن التأكد من أن الهند تستخدم هذه الأسلحة للأغراض المقصودة وتمنع تسرب هذه التكنولوجيا إلى آخرين. وتعتبر هذه الاتفاقية انجازا ملموسا لأول زيارة تقوم بها هيلاري كلينتون للهند بوصفها وزيرة خارجية الولايات المتحدة. وكانت كلينتون قد ناقشت أمس خلال مأدبة غداء في مقر إقامة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ قضايا الإرهاب وباكستان وطرق تعزيز العلاقات الثنائية. وتطرق النقاش إلى الوضع في منطقة باكستان وأفغانستان، ودور الهند فيه، وأطلع سينغ كلينتون على محادثاته مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في منتجع شرم الشيخ بمصر وعلى موقف نيودلهي من الحوار مع إسلام آباد. وتقوم كلينتون بزيارة للهند تستغرق خمسة أيام تهدف إلى تقوية العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين الولايات المتحدة والهند. وبدأت زيارتها يوم الجمعة الماضي في مومباي لتذكر بالهجمات الإرهابية التي نفذها إرهابيون داخل هذه المدينة بعد انطلاقهم من باكستان في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأودت بحياة قرابة 180 شخصا ووترت العلاقات بين الدولتين الآسيويتين. وأقامت وزيرة الخارجية في فندق «تاج»، وهو أحد فندقين في مومباي تعرضا لهجمات الإرهابيين. وخلال تصريحات لها عشية اجتماعاتها الرسمية هنا، قالت كلينتون إنها تعتقد أن باكستان تبذل في الأشهر الأخيرة جهودا ملموسة من أجل الحد من المتطرفين داخل أراضيها. وقالت إنها تتوقع أن تقوم السلطات الباكستانية خلال الأيام المقبلة بخطوات ملموسة من أجل إحضار الجناة المتورطين في هجمات مومباي أمام العدالة، وقالت إنها سوف تشعر بالقلق لو لم يحدث ذلك. وفي موضوع آخر، قالت كلينتون إن قادة كوريا الشمالية يتصرفون «كمراهقين يعانون مشاكل» بهدف لفت الانتباه، مقللة من أهمية التهديد الذي يشكله نظام بيونغ يانغ. وردا على سؤال لشبكة «ايه بي سي» الأميركية أثناء وجودها في الهند، أقرت كلينتون بأن واشنطن خففت أخيرا من وتيرة انتقاداتها لكوريا الشمالية بعد الإدانة التي تلت التجربة النووية الكورية الشمالية في 25 مايو (أيار). وقالت الوزيرة الأميركية «لن نعطي الكوريين الشماليين الرغبة التي يسعون إليها، أي أن يجدوا أنفسهم في مقدم الأحداث». وأضافت «ما نشهده هو طلب مستمر للفت الانتباه، قد أكون أتحدث كأم، انطلاقا من الخبرة التي لي مع أطفال ومراهقين يعانون مشاكل ويسعون إلى لفت الانتباه». وتابعت: «ينبغي عدم إعطائهم ذلك. إنهم لا يستحقونه. إنهم يتحركون للبعث برسالة لا نريد تلقيها».

وقللت الوزيرة الأميركية من أهمية الأخطار التي تمثلها التجارب الصاروخية لبيونغ يانغ، وخصوصا بعدما توعدت بإطلاق صاروخ بعيد المدى على ولاية هاواي الأميركية. وقالت «إنها ليست تهديدات فعلية بالنسبة إلينا»، مضيفة «نعلم أن حليفتينا، اليابان وكوريا الجنوبية، قلقتان جدا». لكنها شددت على أن هذين البلدين «يفهمان ما يحصل».

وخلال اجتماع مع طلاب بإحدى كليات جامعة نيودلهي، قالت كلينتون إن العصر الحديث هو الأفضل للمرأة. وأضافت في كلمتها أمام حشد ضم أكثر من 1000 طالب: «إنه شيء مثير، ولكن الوقت الحالي هو الأفضل بالنسبة للمرأة، وبالنسبة لي تعد هذه فرصة رائعة ومسؤولية، وأنا على استعداد لقبول ذلك». وكان ذلك في معرض ردها على سؤال من طالب حول كيفية إدارتها لحياتها الشخصية وحياتها كسياسية. وابتسمت كلينتون، التي كانت ترتدي سترة بيضاء وقلادة من اللؤلؤ الأبيض على عنقها، قائلة: «كنت أدعم زوجي، وكان له مشوار ناجح في دنيا السياسة...ولم أتمكن من الدخول إلى الساحة السياسية عندما كانت ابنتي تكبر». «إنها قضية توازن، وكيف يمكن للمرء أن يحقق توازنا في الحياة... وألا يتخلى عن مسؤولية ولكن يحقق ما هو مطلوب منه».

وبعد تناول الغداء مع مانموهان، قامت كلينتون بزيارة إلى مقر إقامة إل كيه أدفاني، زعيم المعارضة في البرلمان، وأعربت عن تفاؤلها بخصوص العلاقات بين الهند والولايات المتحدة وخوفها إزاء الزعم باستخدام باكستان للإرهاب ضد الهند. وذكرت كلينتون بزيارة مهمة قام بها زوجها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون للهند في 2000 مهدت للتحول في العلاقات بين الدولتين وكانت تتولى السلطة حكومة برئاسة حزب بهارتيه جنتا بارتي. ومن المقرر أن تتجه كلينتون يوم الخميس إلى تايلاند لحضور المنتدى الأمني لاتحاد دول جنوب شرق آسيا، والذي ضم عشر دول. ويسيطر على المنتدى مناقشة قضايا الإرهاب والملف النووي لكوريا الشمالية والأزمة المالية العالمية.