قبرص: الشطر الجنوبي يحيي الذكرى الـ35 لاجتياح الجزيرة.. والشمالي يحتفل بـ«عملية السلام»

أنقرة تلمح لإمكانية التوصل لحل قبل نهاية العام وترفض الاختيار بين قبرص والاتحاد الأوروبي

TT

أحيت قبرص أمس الذكرى الـ35 للاجتياح التركي للشطر الشمالي للجزيرة، الذي جاء ردا على الانقلاب الذي نفذه قبارصة يونانيون قوميون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان. ودوت صفارات الإنذار في كل أراضي الجمهورية القبرصية في الخامسة والنصف فجر الاثنين (2.30 ت غ) وهو الوقت الذي بدأت فيه القوات التركية إنزالها في كيرينيا بهدف معلن يتمثل في حماية القبارصة الأتراك الذين كانوا يشكلون آنذاك 20% من السكان، وذلك بعد خمسة أيام على قيام مجموعة قومية بالإطاحة بالرئيس المنتخب الأسقف ماكاريوس وتشكيل حكومة صورية.

ونظمت احتفالات دينية صباحا في العاصمة نيقوسيا إحياء لذكرى العسكريين والمدنيين الذين قتلوا أو فقدوا أثناء الهجوم الخاطف. وكان الهجوم التركي قد انتهى في 30 يوليو (تموز) بإنشاء «منطقة أمنية» تحت سيطرة الأمم المتحدة على طول «الخط الأخضر» الذي يفصل بين الطرفين منذ 1964، فيما يسيطر الجيش التركي على 37% من الجزيرة. وفر 200 ألف قبرصي يوناني من الاجتياح ولجأوا إلى الجنوب.

وفي الشطر الآخر، تم الاحتفال بالإنزال الذي وصفته أنقرة بأنه «عملية سلام» في شمال الجزيرة، حيث يتمركز نحو 40 ألف جندي تركي، في عرض عسكري بري وجوي. وبحسب الأمم المتحدة فإن 1468 قبرصيا يونانيا و502 من القبارصة الأتراك فقدوا في أعمال العنف بين المجموعتين التي وقعت بين 1963 و1964 وخلال الاجتياح التركي. وجرت سلسلة محاولات لتوحيد شطري الجزيرة كان آخرها وضع خطة من قبل الأمم المتحدة عرفت بـ«خطة أنان»، لكنها فشلت كلها.

ووافق القبارصة الأتراك على خطة أنان، فيما رفضها القبارصة اليونانيون في أبريل (نيسان) 2004. وفي الشهر التالي انضمت الجمهورية القبرصية مقسومة إلى الاتحاد الأوروبي. وبدأت منذ سبتمبر (أيلول) 2008 مفاوضات جديدة بين رئيس جمهورية قبرص ديمتريس خريستوفياس والزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت. ولم يتم إحراز تقدم ملموس في هذه المفاوضات رغم أن المجموعة الدولية ترغب في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية عام 2009. وحذرت الحكومة القبرصية اليونانية في يوليو (تموز) من أن «الوضع الحالي للأمور» لا يبشر بإمكان توحيد الجزيرة خلال هذه المهلة. ويرغب القبارصة اليونانيون في إقامة فيدرالية تحت سلطة دولة مركزية قوية، الأمر الذي يرفضه القبارصة الأتراك الذين يطالبون بصلاحيات موازية للشطر اليوناني الذي يضم 80% من سكان الجزيرة. وقال خريستوفياس، أمس «علينا تكثيف الجهود لإنهاء واقع الاجتياح والاحتلال الذي يتفاقم على مر الزمن». وأشار طلعت من شمال قبرص إلى ضرورة إعادة التوحيد «بأسرع وقت ممكن»، معتبرا أن الطرفين «ليسا بعيدين عن حل».

أما نائب رئيس الوزراء التركي، جميل تشيتشيك، الذي مثل أنقرة في الاحتفال في شمال الجزيرة، فاعتبر أنه يمكن بلوغ «حل شامل قبل نهاية عام 2009». غير أنه قال «على الجميع أن يعلم أن الفرصة المتاحة لن تبقى إلى أجل غير مسمى»، مشيرا إلى أن أنقرة ترفض تقديم تنازلات في المسألة القبرصية مقابل إحراز تقدم في ملف انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وقال: «لن يتم إغراء تركيا بورقة الاختيار بين قبرص والاتحاد الأوروبي».