«الشرق الأوسط» تلتقي العالقين الفلسطينيين عند معبر رفح

أكرم وزوجته يسابقان الزمن للقاء والدها المريض.. نادية كانت تزور ابنتها بالخارج

TT

بين الأمل في رؤية الأهل ولقاء الأحبة.. والخوف من قضاء نصف العمر على بوابات حدود الدنيا.. يقضي مئات العالقين الفلسطينيين أيامهم ولياليهم على معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة الفلسطيني.. أنظارهم تتعلق ببوابة المعبر.. بينهم من قضى نصف إجازته عالقا على المعبر.. ومنهم العائد من رحلة علاج.. أو زيارة عائلية للأهل في الشتات.. وآخرون عائدون من العمل بدول العرب والعالم في إجازة سنوية.

وقبل أن تتحدث مصادر حدودية مصرية لـ«الشرق الأوسط» عن احتمالات فتح المعبر يوم السبت المقبل في الاتجاهين لمدة أربعة أيام.. التقينا عددا من الفلسطينيين العالقين..

قال السيد مصطفى ـ 35 عاما ـ وهو فلسطيني عائد من رحلة عمل لزيارة أهله في قطاع غزة: وصلت إلى مدينة العريش المصرية في بداية الشهر الجاري، لكنني فوجئت بان المعبر مغلق.. قضيت نصف إجازتي السنوية في العريش.

وتقول الحاجة نادية، التي كانت في زيارة لابنتها المتزوجة في الخارج، إنها وصلت في اليوم الثاني لإغلاق المعبر الشهر الماضي واضطرت للإقامة داخل أحد الفنادق الشعبية.. لكن فترة الإغلاق طالت وأموالها أوشكت على النفاد.

ويقدر عدد الفلسطينيين العالقين بمدن شمال سيناء بنحو 700 فلسطيني يقيم معظمهم في فنادق شعبية وفي الشاليهات وقليل منهم يقيم لدى أقارب لهم في شمال سيناء.

واضطرت عشرات الأسر الفلسطينية إلى الانتقال من الإقامة داخل الفنادق إلى الشاليهات حيث تقيم كل 3 أسر مع بعضها داخل شاليه واحد لتوفير النفقات.

ويقول أكرم خليل ـ 26 عاما ـ وصلت إلى مدينة العريش قبل أيام في محاولة للعودة إلى غزة أنا وزوجتي بسبب تعرض والدها لأزمة صحية شديدة ومع ذلك وجدنا المعبر مغلقا.

وأغلقت مصر معبر رفح الحدودي في نهاية يونيو (حزيران) الماضي بعد فتحه لمدة 3 أيام عبر خلالها نحو 4811 فلسطينيا في الاتجاهين، فيما فتحت السلطات المصرية المعبر بعد ذلك استثنائيا على فترات أمام عودة المرضى والجرحى الفلسطينيين بعد تلقيهم رعاية طبية داخل الأراضي المصرية.

وقال عبد الفضيل أبو شوشة، محافظ شمال سيناء، إن هناك خطة وضعتها المحافظة لإعلان حالة الطوارئ لاستقبال الفلسطينيين عند فتح المعبر حيث يتم تجهيز عدد من سيارات الإسعاف أمام المعبر لنقل الجرحى والمرضى إلى مختلف المستشفيات كما يتم تقديم الرعاية الطبية السريعة لهم داخل مستشفيات شمال سيناء.

وقال عبد الساتر أحمد الغلبان، عضو الأمانة العامة لفلسطينيي الشتات بجميع الدول العربية والأجنبية، إن العالقين الفلسطينيين موزعون على مدن العريش والشيخ زويد ورفح بالقرب من الحدود على أمل افتتاحها في أقرب وقت.

وأعرب عن أمله في إعادة فتح معبر رفح لعبور باقي العالقين، سواء القادمون من القطاع من الطلاب والعاملين في الخارج والحالات الإنسانية، والعائدون إلى القطاع.