ليبرمان يبدأ جولة في أميركا اللاتينية لمطالبتها بالابتعاد عن إيران

قال إن على إسرائيل عدم إبقاء علاقاتها محصورة في أميركا الشمالية وأوروبا

TT

في محاولة تظاهرية لتوسيع «الحلف الدولي ضد إيران» و«إخراج إسرائيل من قفص العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا»، بدأ وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، جولة طويلة إلى عدة دول في أميركا اللاتينية. ويبدأ ليبرمان جولته بزيارة البرازيل حيث يلتقي رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، ثم يتوجه إلى الأرجنتين، حيث يلتقي رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ويختتمها في كل من بيرو وكولومبيا.

ويرافق ليبرمان في جولته، التي تدوم 12 يوما، مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين الإسرائيليين وكذلك خبراء في التكنولوجيا العالية والاتصالات والزراعة. وسيعرض خلالها اقتراحات لدعم هذه الدول بمشاريع اقتصادية والمساعدة في الخبرات في شتى المجالات، وذلك مقابل تنازل هذه الدول عن علاقاتها المتقدمة مع إيران. وحسب مصدر في الخارجية الإسرائيلية، فإن ليبرمان ينوي إحداث انعطاف في السياسة الخارجية الإسرائيلية ليزيد من تأثيرها في القضايا الدولية الكبرى. والعلاقات مع أميركا اللاتينية جاءت بهدف كسر العلاقات الودية بينها وبين إيران وطرح بديل مقنع ومجد لمصالحها الاقتصادية عن العلاقات مع إيران. وقال المصدر «إيران تقدم الفتات لهذه الدول، ولكنها تكسب الكثير منها اقتصاديا وسياسيا، ونحن قادرون على منحها مكاسب أكبر مقابل العلاقات معنا ومع دول الغرب».

ولا يقتصر هذا التوجه في السياسة الخارجية الإسرائيلية الجديدة على مبادرة ليبرمان لهذه العلاقات مع أميركا اللاتينية، بل يشمل العلاقات مع روسيا أيضا. فليبرمان كان قد زار موسكو والتقى الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس حكومته فلاديمير بوتين، عارضا فتح صفحة جديدة من التعاون الاستراتيجي معها. وفي الوقت الذي تميزت فيه سياسة إسرائيل في الماضي برفض التدخل الروسي في جهود تسوية الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، أبدى ليبرمان استعدادا إسرائيليا لقبول دور روسي مميز، وقال إنه أقنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بذلك. وبفضل زيارة ليبرمان إلى موسكو، سيسافر إلى هناك كل من الرئيس شيمعون بيريس ووزير الدفاع، إيهود باراك، قريبا ليبحثا في تطوير العلاقات الروسية ـ الإسرائيلية.

ويتحدث مقربون من ليبرمان صراحة أن الهدف من كل هذه النشاطات هو وضع حد للسياسة القديمة التي كانت تضع إسرائيل في قفص العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وأوروبا. فهو يريد تعزيز الاستقلال الإسرائيلي بالانفتاح على قوى أخرى في العالم.