بريطانيا: مساعد كاميرون ينفي تورطه في قضية التنصت على هواتف شخصيات

لجنة نيابية تستمع لكلسون الذي كان يرأس تحرير «نيوز أوف ذا وورلد»

TT

نفى أندي كلسون، مساعد زعيم حزب المحافظين المعارض في بريطانيا دايفيد كاميرون ومدير اتصالاته، أن يكون قد تغاضى عن قضية التنصت على الهواتف الجوالة لشخصيات قام بها صحافيون في صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» عندما كان رئيس تحريرها. كما نفى خلال جلسة الاستجواب التي خضع لها أمس أمام لجنة نيابية، علمه بما كان يحصل في الصحيفة تحت إمرته، من اللجوء لخدمات محققين خاصين للتنصت على هواتف شخصيات.

واستقال كلسون من منصبه بعد أن أدين صحافي بالسجن بسبب تورطه في قضية التنصت في عام 2007، إلا أن صحيفة «الغارديان» قالت إن الصحيفة التي كانت يرأسها تحريرها كلسون قد دفعت مبالغ وصلت إلى مليار جنيه إسترليني لكي تمنع القضية من الخروج إلى العلن، وقالت إن لديها وثائق تثبت تورط أكثر من صحافي واحد بالقضية. وفتحت إثر ذلك لجنة الثقافة النيابية تحقيقا في الموضوع، واستمعت أمس في إطار التحقيق إلى شهادة كلسون. وعلى الرغم من أنه نفى علمه بما كان يحصل في الصحيفة تحت إمرته، قال كلسون إنه أسف لأن الأمور أخذت شكلا سيئا، وإنه تحمل المسؤولية وقدم استقالته. وقال أيضا للجنة إن الشرطة أبلغته الجمعة قبل السابقة، إن هناك أدلة بأن هاتفه تعرض للقرصنة. وجلسة الاستماع التي خضع لها كلسون أمس كانت الأولى التي يخضع لها حول هذه القضية، علما بأنه استقال من منصبه كرئيس تحرير صحيفة «نيوز أوف ذو وورلد» في عام 2007 بعد أن شغل المنصب منذ عام 2003. وقال كلسون إنه أعطى صحافييه الحرية لكي يقوموا بعملهم، ولكنه أضاف: «تعليماتي للفريق كانت واضحة، نحن لم نستعمل الخدع من أي نوع إلا إذا كانت هناك مصلحة عامة واضحة لفعل ذلك». وأشار أيضا إلى أن فريق الصحافيين كانوا يخضعون لدورات تنظمها لجنة شكاوى الصحافيين، وإنهم كانوا يحضرون جلسات نصائح مع المحامين في الشركة بشكل مستمر. وقال: «لقد أعطيت الصحافيين الحرية على اعتبار أنهم صحافيون محترفون لكي يقيموا هم الأمور وقدمت لهم أيضا موارد كثيرة». وأضاف: «لقد صرفنا أموالا في نيوز أو ذو وورلد لكي نلاحق قصة، أكثر من أي صحيفة، وأنا لا أعتبر هذا الأمر سرا. ولكن الأمور أخذت مسارا سيئا جدا خلال تولي رئاسة التحرير في الصحيفة. أنا آسف جدا لهذا.. سأتحمل اللوم لأنه في النهاية كانت مسؤوليتي».

وتابع يقول: «ولكن عندما قدمت استقالتي، تخليت عن 20 عاما من مهنتني في نيوز إنترناشونال، وكل ما عملت لأجله منذ كان عمري 18 عاما. ولكن أعتقد أنه من الصائب أنه عندما يرتكب الأفراد خطأ، أن يتحملوا المسؤولية، ولهذا السبب استقلت». وأكد أنه لم يشرف بشكل دقيق على كل قصة نشرت، ولكنه اعترف بأن الإشراف المالي كان يمكن أن يكون أقسى. وقال إنه شعر «بالغضب والتعجب» عندما ألقي القبض على الصحافي كلايف غودمان. وقال إن القصص حول تنصت صحافيين على الهواتف كانت دائما موجودة خلال السنوات العشرين التي عمل فيها كصحافي، ولكنه أكد أنه لم يتورط فيها قط. ونفى أيضا علمه بمبلغ الـ700 ألف جنيه إسترليني التي تم تقديمها إلى غوردن تايلور، رئيس لاعبي كرة القدم المحترفين، لكي لا يتقدم بشكوى ضد الصحيفة بسبب التنصت على هاتفه.

وعلق ناطق باسم حزب المحافظين بعد انتهاء جلسة الاستماع، وقال: «ليس هناك شك حول ثقة دايفيد كاميرون بأندي كلسون. منصب أندي كلسون بأمان». إلا أن ناطق باسم حزب الليبراليين الديمقراطيين كريس هيون، قال إن دفاع كلسون عن نفسه بأنه لم يكن يعرف ماذا يحصل في غرفة التحرير التي كان مسؤولا عنها، دليل على إما «أنه متورط في الشريط، أو أنه واحد من أسوأ رؤساء التحرير في التاريخ الحديث. وكلا الأمرين لا يجب أن يطمئنا دايفيد كاميرون».