شرطة إندونيسيا تعرض صورا لمنفذي تفجيري جاكرتا

الاعتداءات تثير مخاوف من عودة الأعمال الإرهابية ضد أهداف سياحية

المتحدث باسم شرطة جاكرتا الجنرال نان سوكرانا يرفع رسما للانتحاريين اللذين فجرا فندقي كارلتون ريتز وماريوت في جاكرتا الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

أصدرت شرطة إندونيسيا، أمس، صورا رقمية لشخصين يشتبه بأنهما نفذا تفجيرين انتحاريين بفندقين فاخرين في جاكرتا الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، وإصابة أكثر من 50 آخرين. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية، نانان سويكارنا، إن الصور الرقمية استندت إلى معالم رأسين مقطوعين عثر عليهما في موقعي الانفجارين، مشيرا إلى أنه يعتقد بأن الرأسين يخصان المهاجمين الانتحاريين اللذين يشتبه في انتمائهما إلى «الجماعة الإسلامية» أو أحد فروعها.

وأضاف سويكارنا أن الرأسين المقطوعين اللذين عثر عليهما، كل على حدة، في فندقي «ماريوت» و«ريتزكارلتون» «هما رأسا منفذي التفجيرين». وقال سويكارنا في مؤتمر صحافي: «بجانب العثور على الرأسين المقطوعين، عثرنا أيضا على أشلاء وأنسجة في محيط منطقتي الانفجارين»، مضيفا أن منفذي الانفجارين قضيا الليلة السابقة في فندق «ماريوت». وتابع: إن الصور سيجرى توزيعها في كل أنحاء البلاد بجانب دعوة إلى المجتمع بضرورة إبلاغ أقرب مركز شرطة حال التعرف عليهما. وكان تسعة أشخاص قتلوا في الانفجارين اللذين هزا فندقي «ماريوت» و«ريتزكارلتون» المتجاورين. ويعتقد بأن منفذي الانفجارين بين القتلى التسعة. من جهة أخرى أحيت الهجمات الانتحارية ضد فندقين فاخرين تابعين لسلسلة «ماريوت» الأميركية في جاكرتا المخاوف من عودة الأعمال الإرهابية التي تستهدف مواقع سياحية وأعادت إطلاق الجدل حول الإجراءات الأمنية المعتمدة. وقال الخبير في أمن السياحة لدى مجموعة «جيوس» لإدارة المخاطر، ديدييه رانشون، لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب): «يمكن أن نخشى من حدوث اعتداءات أخرى في إندونيسيا أو أكثر عموما في آسيا في الأسابيع المقبلة. التهديد فعلي ويشمل أوروبا». ووقع الانفجاران، المتزامنان تقريبا، اللذان أسفرا عن تسعة قتلى، الجمعة، بينهم منفذو الاعتداءات، رغم المستوى الأمني بحده الأقصى المعتمد لدى فنادق «ماريوت» التي تعرضت لعدة هجمات في السابق. وأكد ألان أورلوب، مسؤول الأمن لدى مجموعة «ماريوت»، أنه في فندقي جاكرتا كان يجري تفتيش كل حقيبة «بواسطة أجهزة رصد متطورة للمتفجرات»، كما يحصل في المطارات، وكانت تتم مراقبة الزوار عند المدخل. وقال رانشون: «إنه دليل على أن استبعاد المخاطر بشكل كامل غير موجود رغم كل الاحتياطات التي يمكن اتخاذها، لأن مهمة الفندق هي استقبال مسافرين». وأثار الاعتداء المزدوج حالة استنفار في القطاع الفندقي لا سيما في الولايات المتحدة. ففي النصف ساعة التي تلت الاعتداءات في إندونيسيا سجل انتشار أمني طارئ في محيط عشرات الفنادق في نيويورك شمل آليات ورجال شرطة.

وفي دول أخرى سبق أن شهدت هجمات، مثل تركيا، فإن بعض الفنادق مثل «حياة ريجنسي» في اسطنبول أو فندق «شيراتون» في أنقرة لم تعتبر أنه من الضروري زيادة مستوى تدابيرها الأمنية المشددة أساسا. وسبق أن شهدت اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003 أربعة اعتداءات نسبت إلى القاعدة. وفي موسكو التي شهدت في ديسمبر (كانون الأول) 2003 اعتداء أمام فندق «ناشيونال»، عززت الإجراءات الأمنية في المباني التي يرتادها أجانب مع وضع كاميرات مراقبة وأجهزة رصد للمعادن. وردا على سؤال، رفض المسؤولون الأمنيون الإدلاء بأي تعليق حول الموضوع. وفي باريس مستوى الإنذار أقل. وقال نائب رئيس التجمع الوطني لسلاسل الفنادق، كريستيان ريكوان: «في فرنسا، لسنا بمنأى عن اعتداء لكن الخطر قليل». واعتبر رئيس نادي مديري الفنادق الكبرى في باريس، جان بول لافاي، أنه «من الوهم السعي لتعزيز الإجراءات الأمنية. الفندق مكان شبه عام وليس مثل مصرف يمكن مراقبة كل المداخل». وقال: «فلنكن واقعيين، إذا دخل انتحاري بلباس رسمي ورابطة عنق فلا يمكننا القيام بشيء لأن لا شيء يدل على أنه (إرهابي). وهناك عنصر أمن موجود ليل نهار على مدخل فنادق (ماريوت) في فرنسا». وقال روبريشت كيتش، مدير فندق «ماريوت» في باريس: إن «زبائننا يرتاحون لوجود مسؤول أمني، ذلك يوحي لهم بالثقة». لكن الإجراءات الأمنية تجري بشكل أكثر تكتما مما هي عليه في فنادق «ماريوت» في إندونيسيا وتايلاند، أو باكستان، التي هي في حالة استنفار قصوى فرضت بموجبها إجراءات مراقبة مشددة على الأمتعة والزائرين.