روسيا وجورجيا تتبادلان طرد دبلوماسيين.. عشية وصول بايدن إلى تبليسي

موسكو تحتج ضد استمرار وجود السفن الحربية الأميركية على مقربة من شواطئها

TT

عشية وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جورجيا، تصاعد التوتر بين تبليسي وموسكو، إذ أعلنت الأولى عن رفضها عودة اثنين من أعضاء شعبة رعاية المصالح الروسية إلى مقر عملهما في سفارة سويسرا في جورجيا، فيما ردت روسيا بطرد اثنين من الدبلوماسيين الجورجيين العاملين في موسكو ومنهما قنصل جورجيا زوراب باتارادزه.

وقالت سكرتيرة مجلس الأمن القومي الجورجي إيكا تكيشاليشفيلي، إن الرجلين اللذين رفضت عودتهما، غير مرغوب فيهما «لارتباطهما بأجهزة المخابرات». وأشارت مصادر دبلوماسية روسية إلى أن موسكو تأسف لعودة جورجيا إلى السقوط في شرك أوهام الجاسوسية. وقال نائب وزير الخارجية الروسية غريغوري كاراسين، إن الجانب الجورجي «يحاول بشكل أخرق استخدام سلاح الجاسوسية لإظهار مدى صلابته وجسارته أمام الضيف السامي القادم لزيارته»، في إشارة إلى بايدن الذي وصل أمس إلى جورجيا في إطار جولة في الفضاء السوفياتي السابق استهلها بزيارة العاصمة الأوكرانية كييف. ومن اللافت أن شبكة «نيوز رو» الإلكترونية كشفت عن أن تبادل «قرارات الطرد» بين الجانبين جرى منذ ما يقرب من الأسبوعين، ولم يعلن عنه إلا مؤخرا، كما أنه ليس الأول من نوعه حيث تبادل الجانبان حالة مماثلة في أبريل (نيسان) الماضي، في إطار اتفاق حول عدم الإعلان عن مثل هذه الأمور والابتعاد عن الحملات الإعلامية.

وأشارت قوى المعارضة الجورجية من جهتها، إلى أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي كان حدد توقيت إلقائه خطابا أمام البرلمان في موعد سابق لوصول نائب الرئيس الأميركي، في محاولة منه لتصوير مدى تمسكه بالأطر الديمقراطية وعزمه على مواصلة الإصلاحات والاستمرار في الحكم حتى نهاية ولايته الدستورية في العام 2013. وطالب ممثلو المعارضة الجانب الأميركي بإيفاد ممثل عن الإدارة الأميركية على غرار ما فعلت الإدارة السابقة يوم أوفدت جيمس بيكر للوساطة في الحوار عام 2003 بين الرئيس السابق ادوارد شيفارنادزه وقوى الثورة التي كان ساكاشفيلي أحد زعمائها آنذاك، مع نينو بورجانادزه الرئيسة السابقة للبرلمان التي انضمت إلى فصائل المعارضة مع كثيرين من القيادات السابقة. وأعادت المعارضة طرح قائمة مطالبها التي تتضمن رحيل ساكاشفيلي والإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة. ويتوقع المراقبون أن يلتقي بايدن مع ممثلي المعارضة في محاولة لرأب الصدع في الوقت الذي تحاول فيه السلطات الرسمية في تبليسي استقطاب الإدارة الأميركية الحالية لدعم مواقع جورجيا في النزاع القائم مع روسيا، واستعادة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين اعترفت موسكو باستقلالهما في أغسطس (آب) من العام الماضي. وكشفت مصادر جورجية عن أن بايدن سيلتقي كلا من نينو بورجانادزه الرئيسة السابقة للبرلمان وليفان جاتشيتشيلادزه المرشح السابق للرئاسة في الانتخابات الماضية. وفي هذا الإطار طالبت القيادة الجورجية واشنطن بإيفاد مراقبيها للانضمام إلى قوات الاتحاد الأوروبي في الرقابة على المناطق الحدودية مع هاتين الجمهوريتين بعد نجاح موسكو في إحباط إقرار مجلس الأمن لمشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وسبع من أعضاء المجلس لمد فترة صلاحيات قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة التي كانت موجودة هناك منذ عام 1994.

وكانت واشنطن تدخلت إلى جانب تبليسي بشكل غير مباشر في حربها الماضية في القوقاز ضد أوسيتيا الجنوبية المدعومة من جانب موسكو من خلال إيفاد مجموعة سفنها الحربية التي قالت آنذاك إنها أرسلتها لنقل المؤن الإنسانية بينما كشفت موسكو عن أنها كانت أيضا محملة بالكثير من العتاد والمعدات العسكرية.

ورغم بقاء هذه السفن واستمرار وجودها على أساس دائم في مياه البحر الأسود على مقربة من الشواطئ الروسية منذ ذلك الحين لم تكشف موسكو عن معارضتها سوى أمس، من خلال تصريحات الجنرال نيكولاي ماكاروف رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الذي وصف استمرار وجود هذه السفن بأنه «عمل غير ودي» من جانب الولايات المتحدة تجاه روسيا. وقال إن روسيا تنظر إلى ذلك بشكل سلبي مؤكدة أنه يثير تحفظاتها.