مسلحون يهاجمون قافلة زوار إيرانيين ويقتلون 5 بينهم 4 نساء ويصيبون العشرات

محافظ الأنبار لـ «الشرق الأوسط»: حظر التجوال إجراء عسكري.. ولا عودة لمسلحي «القاعدة»

TT

قالت الشرطة في محافظة ديالى العراقية إن خمسة إيرانيين قتلوا في ساعات الصباح الباكر أمس عندما فتح مسلحون النار على قافلة حافلات كانت تحمل زوارا إلى المواقع الشيعية المقدسة في العراق، فيما فرضت السلطات المحلية في محافظة الأنبار غربي العراق منذ مساء أول من أمس حظرا للتجوال مدته يومان، يشمل جميع المركبات والدراجات النارية بجميع مناطق المحافظة، بعد أن كان محصورا بمدينتي الرمادي والفلوجة.

وقال مسؤول بالشرطة طلب عدم ذكر اسمه إن إطلاق النار وقع على الطريق السريع الواصل بين الحدود الإيرانية وبغداد وجنوبي العراق، وعلى مسافة 45 كيلومترا من شمال شرقي بعقوبة عاصمة محافظة ديالى.

وأوضح المسؤول لوكالة «رويترز» أن خمسة زوار من بينهم امرأة قُتلوا، وأن 32 شخصا آخرين جُرحوا عندما تعرضت الحافلة الأخيرة في الركب لإطلاق النار. وقال طبيب بمستشفى خانقين طلب عدم نشر اسمه إن أربعة من القتلى نساء والخامس رجل، ومعظم المصابين يعانون من إصابات بالصدر والرأس. وقال الطبيب بعد حديثه مع عدد من المصابين إن مسلحين يركبون دراجات نارية قطعوا الطريق على قافلة كانت في طريقها للعودة إلى إيران، وأوقفوا الحافلة الأخيرة في القافلة وفتحوا عليها النيران.

فيما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية عراقية أن المسلحين هاجموا قافلة الزوار الإيرانيين التي ضمت 12 حافلة، كانوا متجهين إلى الأضرحة المقدسة لدى الشيعة في بغداد وكربلاء والنجف.

وتقوم قوات وزارة الداخلية العراقية بحماية مثل هذه القوافل التي تسير على الطريق السريع، حيث قتل 57 شخصا على الأقل، معظمهم من الزوار الإيرانيين في هجوم في أبريل (نيسان) داخل مطعم على الطريق توقفت فيه قافلتهم.

وأثار ذلك الهجوم، الذي وقع وسط موجة من التفجيرات التي استهدفت على وجه الخصوص أهدافا شيعية خلال أبريل (نيسان)، المخاوف من إمكانية عودة العراق إلى أسوأ موجة عنف طائفي قتل خلالها عشرات الآلاف منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003.

وتحسنت الحالة الأمنية إلى حد كبير، لكن المستقبل ليس مضمونا في وقت تتسلم فيه قوات الأمن العراقية مسؤولية الأمن من الجنود الأميركيين في أنحاء متعددة من البلاد، بينما يُظهر المتمردون عنادهم في المناطق المختلطة عرقيا مثل ديالى.

وأغلقت إيران مؤقتا عددا من نقاط عبور الإيرانيين للحدود بينها وبين العراق بعد هجوم أبريل (نيسان)، وتم تحويل مرور المواطنين والقوافل الإيرانية عن ديالى لفترة. وتوافد الزوار من إيران على العراق بالملايين بعد سقوط نظام صدام حسين السني، في ما يمثل وجها من وجوه العلاقات الوثيقة والمعقدة والمتوترة غالبا بين بغداد وطهران.

وفي محافظة الأنبار، غربي العراق، فرضت السلطات المحلية ومنذ مساء أول من أمس حظرا للتجوال مدته يومان، يشمل جميع المركبات والدراجات النارية بجميع مناطق المحافظة.

وقال قاسم محمد، محافظ الأنبار، إن «الحظر جاء كجزء من عمليات تفتيش وبحث عن مطلوبين في عموم المحافظة». ونفى محمد في تصريح خص به «الشرق الأوسط» أن «تكون هناك أي عودة لمسلحي (القاعدة) في المحافظة»، وقال إن «المسلحين لم ولن يعودوا إلى محافظتنا». وأكد أن «الحظر يعتبر جزءا من إجراء عسكري لمحاصرة المطلوبين ومنعهم من مغادرة المدينة».

وحول الانفجارات التي وقعت في الرمادي، مركز المحافظة، والتي استهدفت سوقا شعبية، قال محمد إنه «لا يوجد توتر أمني في المحافظة، وما حصل في الأنبار قد يحصل في أي مدينة عراقية، وبشكل عام نحن نسيطر على الأوضاع، وإن أهالي المدينة يمدون يد المساعدة إلى قواتهم الأمنية التي تحميهم من الانفجارات، وسوف يحصدون قريبا ثمار تعاونهم هذا»، مشددا على أن مناطق الأنبار ستشهد خلال الفترة المقبلة استقرارا ملحوظا على كل الأصعدة.

وكانت الأنبار تعد من المناطق المتوترة أمنيا باعتبارها أحد معاقل «القاعدة» في العراق قبل عامين، إلى أن تم تشكيل مجالس الصحوات من العشائر العراقية بدعم أميركي لمحاربة عناصر هذا التنظيم. وكان مسؤولون أمنيون قد أكدوا في أوقات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أن «جيوبا للمسلحين قد تنشط هنا وهناك في مناطق المحافظة، ولكن بشكل عام لا يمكنها العودة إلى ما كانت عليه سابقا».

إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي، أمس، أن جنوده قتلوا شخصين اشتبه بهما خلال هجوم استهدف رتلا أميركيا في منطقة أبو غريب غرب بغداد، أول من أمس.