اتفق وزراء الصحة العرب، الذين اجتمعوا في القاهرة برعاية منظمة الصحة العالمية، على خفض عدد الحجاج هذا العام من أجل الحد من مخاطر انتشار فيروس الخنازير. وتتعلق هذه القيود، حسب منظمة الصحة، بالحجاج الأكثر عرضة للأمراض مثل المسنين والنساء الحوامل والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. وعبر شيخ الأزهر، الدكتور محمد سيد طنطاوي، ومفتي الديار المصرية، الدكتور علي جمعة، عن تأييدهما للتوصية.
واختتمت الدورة الاستثنائية للأمانة العامة لمجلس وزراء الصحة العرب، التي عقدت بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة، أعمالها مساء أول من أمس باتخاذ قرار يقضي بعدم إلغاء الحج أو تأجيل العمرة هذا العام لكن مع استثناء بعض الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض مثل كبار السن فوق الخامسة والستين، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما، والحوامل، والمرضى بأمراض مزمنة كأمراض القلب والكلى والكبد، وذلك للحيلولة دون إصابتهم بمرض إنفلونزا الخنازير «إتش 1 إن 1». وشارك في الاجتماع وزراء الصحة بكل من مصر والسعودية والأردن واليمن والبحرين. وطالب الوزراء بتعميم مذكرة الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية الخاصة بالمتطلبات والاشتراطات الصحية لموسم الحج في العام الحالي والتي تشترط فيها تقديم شهادة تطعيم سارية المفعول ضد الفيروس، في حال توافر مثل هذا التطعيم قبل موسم الحج، قبل الحصول على تأشيرة الحج بأسبوعين.
وأيد شيخ الأزهر الدكتور طنطاوي توصية وزراء الصحة العرب، وقال طنطاوي في تصريحات له أمس «أؤيد وزراء الصحة العرب في كل ما قالوه لأنهم هم أهل الاختصاص والذين يستطيعون أن يقولوا الكلمة الحاسمة في هذا الشأن بحكم تخصصهم». وأضاف «أهل الاختصاص رأوا أن هناك خطورة على هذه الفئات لأداء العمرة والحج ولابد من تأجيلها لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض». كما أثنى شيخ الأزهر على عدم التوصية بإلغاء موسم الحج والعمرة بسبب مرض إنفلونزا الخنازير، مؤكدا ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية والصحية حفاظا على النفس البشرية «لأن درء الضرر مقدم في الشريعة الإسلامية على جلب المنافع». ومن جانبه، شدد مفتي الديار المصرية، الدكتور علي جمعة، على أهمية اتباع التعليمات التي تصدرها وزارة الصحة بالنسبة لكل المعتمرين والحجاج خلال هذا العام لتفادى أي تداعيات لانتشار فيروس إنفلونزا الخنازير. وقال «إن من لا يلتزم بهذه التعليمات يعتبر آثما»، مبينا أن الشرع يؤكد وجوب الالتزام بالإرشادات الصحية التي تحددها الجهات المعنية وعدم مخالفتها. وأشار المفتي إلى أن وزراء الصحة هم أصحاب الرأي العلمي والفني في تحديد خطورة هذا المرض ويجب شرعا اتباع ما يصدر عنهم لعدم وقوع الضرر بالنفس البشرية.
وقال وزير الصحة السعودي، عبد الله الربيعة، إن السعودية لن تقيد العدد الإجمالي للراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة هذا العام رغم أنه من المتوقع أن تنخفض الأعداد. وأضاف الربيعة بعد اجتماع وزراء الصحة العرب «لن نغير النسبة المئوية لأي دولة. غيرنا اشتراطات معينة».
ومن جانبه، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إبراهيم الكرداني، إن القرار يجب أن تقره حكومات وزراء الصحة بما في ذلك الحكومة السعودية رغم أن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية حسين الجزائري قال إن من المرجح أن تجري الموافقة عليه. وأضاف الكرداني «بعض الفئات ستستبعد من الحج الأشخاص فوق 65 عاما والأشخاص الذين يقل عمرهم عن 12 عاما والمصابين بأمراض مزمنة».
ويصادف الحج هذا العام شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بينما يمكن القيام بالعمرة في أي وقت من العام، لكن كثيرين يفضلون أداءها في شهر رمضان الذي يبدأ الشهر المقبل. ونقلت وكالة «رويترز» عن الربيعة، رده على سؤال حول احتمال انخفاض عدد الحجاج هذا العام «يحتمل». وقال الجزائري إن السعودية لديها تجهيزات جيدة للتعامل مع الأمراض المعدية بين العدد الكبير للحجاج كل عام. وأضاف «الحكومة السعودية لديها خبرة كبيرة جدا الآن، لأن السعودية تستقبل كل عام ما بين 25 و30 حالة كوليرا ولا تحدث أي أوبئة».
وقالت مصر، التي تسعى جاهدة لاحتواء فيروس إنفلونزا الطيور «إتش 5 إن 1» وأعلنت يوم الأحد الماضي عن أول حالة وفاة بفيروس «إتش 1 إن 1» لامرأة عائدة من العمرة إنها ستضمن ألا يسافر أي حاج مصري إلى السعودية إذا كان مصابا بفيروس إنفلونزا الطيور الذي يقول الخبراء إنه يمكن نظريا أن يمتزج مع فيروس إنفلونزا الخنازير ليشكلا سلالة أخرى للإنفلونزا.
وقال وزير الصحة المصري، حاتم الجبلي «نحن نعزل المرضى الحاملين لفيروس إنفلونزا الطيور في المستشفيات، لكن إذا كنت مصابا بإنفلونزا الطيور وأمكنك العلاج بنجاح سيكون بوسعك الذهاب لأداء مناسك الحج والعمرة ولا توجد خطورة على الإطلاق لأننا لا نسمح بخروج أي شخص من أي مستشفى حتى نتيقن من أنه لا يحمل الفيروس».
وحذرت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي من أن فيروس إنفلونزا الخنازير ينتشر في العالم بسرعة «غير مسبوقة» نسبة إلى أمراض أخرى. وقالت المنظمة إن فيروس إنفلونزا الخنازير الذي ينتقل عبر الهواء جرى تشخيصه في عشرات الآلاف من الأشخاص في شتى أنحاء العالم وتسبب في وفاة أكثر من 430 شخصا.