المجلس البلدي اليهودي في القدس ينقل ملكية 14 عقارا في سلوان لمنظمة استيطانية

نشطاء اليمين المتطرف يستعدون لاقتحام الأقصى

TT

كشفت منظمة أهلية إسرائيلية النقاب عن أن المجلس البلدي اليهودي لمدينة القدس المحتلة يخطط لتدمير حي سكني فلسطيني بأكمله. وقالت منظمة «عير عميم» أي «مدينة الشعوب» التي تراقب الأنشطة التهويدية في القدس المحتلة، في تقرير لها أمس، أن رئيس المجلس، نير بركات، أعد خطة لتدمير منطقة البستان التي يعد جزءا من حي سلوان العربي القديم في المدينة، القريب من الحرم القدسي المحاذي لحائط المبكى، وبناء حي يهودي في مكانه، بالإضافة إلى ما يسمى بحدائق توراتية. وأكدت المنظمة أن المجلس نقل ملكية 14 عقارا في المكان، إلى منظمة «العاد» وهي منظمة يهودية شبه حكومية تقوم بشراء وإدارة الأراضي لحساب المستوطنات، إلى المنظمات المتطرفة التي تنشط في مجال تعزيز الوجود اليهودي في الأحياء العربية في المدينة المقدسة. وحسب «عير عميم» فإن المجلس نقل الملكية دون الحصول على موافقة المستشار القانوني للحكومة تمهيدا لتنفيذ المشروع.

وقالت «عير عميم» إن القرار الذي اتخذ بسرية تامة، يشكل «انتهاكا فاضحا لقواعد الحكومة وفي بعض الأحيان انتهاكا للقانون، في غياب قرار رسمي وعام تتخذه الحكومة أو الكنيست، وبدون مناقشة أو تحقيق أو مناقشة عامة». وحذرت «عير عميم» من أن حي سلوان «هو حجر الزاوية في مشروع كبير يهدف إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحيطة بالمدينة القديمة وعزل المدينة القديمة عن النسيج الحضري في القدس الشرقية ووصلها بالتجمعات الاستيطانية اليهودية» في شمال شرقي المدينة القديمة.

ويأتي تقرير «عير عميم» بعيد تحذير الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس من مخطط إسرائيلي يستهدف كلا من حيي البستان والشيخ جراح. وأشارت اللجنة في بيان صادر عنها إلى أن حي البستان يمثل حزام أمان للمسجد الأقصى والبلدة القديمة من الناحية الجنوبية. وحذرت اللجنة من أنه في حال أزالت السلطات الإسرائيلية حي البستان فإن هذا يعني تمكين الاحتلال من الإطباق على المسجد الأقصى والبلدة القديمة من ثلاث جهات. وقام المجلس البلدي بتسليم عدد من الأهالي في حي البستان دفعة جديدة من الإنذارات بالهدم بحجة البناء بدون ترخيص والبناء على مرافق عامة.

يذكر أن 88 منزلا في الحي تلقى أصحابها إخطارات بالهدم من المجلس، تطالبهم بإخلاء هذه المنازل والرحيل عنها لصالح إنشاء حدائق تلمودية.

وتدير منظمة «العاد»، التي يتولى إدارتها ديفيد برعي، العضو السابق في القوات الخاصة الإسرائيلية، الذي يعمل منذ نهاية الثمانينات مع الصندوق الوطني اليهودي، في سلوان حديقة «أسوار القدس الوطنية»، بموجب تفويض تم أيضا سرا في 1997 بين المنظمة والإدارة العامة للحدائق وليس وفق مناقصة عامة كما يفترض القانون، بحسب تقرير «عير عميم».

ولدى علمها بالأمر، تقدمت هيئة الآثار الإسرائيلية بشكوى ضد هذا التفويض لدى محكمة العدل العليا التي حكمت لصالحها. ولكن في عام 2002، ورغم هذا الحكم، قامت الهيئة العامة للحدائق بتوكيل منظمة «العاد» بإدارة الموقع مجددا. واستحوذت «العاد» على مبان كانت ملكا للفلسطينيين في الحي. بعض من هذه المباني بيع لمنظمات يهودية، لكن أخرى تم الاستحواذ عليها في ظروف مثيرة للشبهات، بما في ذلك باستخدام وثائق مزورة، كما تؤكد «عير عميم».

من ناحية ثانية كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي النقاب عن أن المئات من نشطاء اليمين المتطرف يخططون لاقتحام الحرم القدسي والمسجد الأقصى في 9 أغسطس (آب) المقبل، بهدف تحدي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأشارت الإذاعة إلى أن نشطاء اليمين سيتواجدون على بوابات الأقصى والشوارع المؤدية له لاقتحامه وإجراء شعائرهم الدينية بداخله.

يشار إلى أن اليهود يقيمون شعائر دينية في هذا اليوم من كل عام، بمناسبة عيد «شفوعوت» الذي يشددون فيه على الالتزام بإعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. واعتبر الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، أن محاولات اليهود المتطرفين المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك تأتي في إطار محاولاتهم تغيير الوقائع في المسجد الأقصى. وتعهد حسين بأن «يعمل حراس الأقصى والأهالي والمصلون على التصدي بكل قوة لحمايته ومنع قطعان المستوطنين من المساس به». وندد الدكتور طالب أبو شعر، وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة المقالة، بقيام شرطة ومخابرات الاحتلال باقتحام غرفة المعدات الإلكترونية المركزية والتحكم الصوتي بالمسجد الأقصى. وقال أبو شعر في بيان «إن الظواهر الخطيرة التي باتت تجري في المسجد الأقصى المبارك، كلها تشكل حقائق تشير إلى أن الاحتلال الصهيوني يخطط ويدبر أمرا ما لإيقاع الأذى بالمسجد الأقصى المبارك».