نتنياهو يؤجل البحث حول جسر باب المغاربة لما بعد رمضان.. خوفا من انتفاضة ثالثة

بناء على توصيات من الجيش والأجهزة الأمنية

TT

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، تأجيل البحث الذي كان مقررا في مكتبه بحضور ممثلي الجيش والشرطة والمخابرات، حول بناء جسر في باب المغاربة في القدس الشرقية المحتلة، بالقرب من المسجد الأقصى المبارك. وقالت مصادر أمنية إن سبب التأجيل هو الخوف من أن يؤدي بناء الجسر إلى موجة غضب شعبي، خصوصا في هذه الأيام، حيث نقترب من شهر رمضان المبارك.

وكان موضوع الجسر قد أثار موجة من الغضب الفلسطيني والعربي والعالمي قبل سنتين، وما زال مطروحا على أجندة البحث في المؤتمرات الدولية. وتعود قضيته إلى فبراير (شباط) من سنة 2004، حيث انهار قسم من الجسر الخشبي القديم مقابل حي المغاربة وأصبح استخدامه خطرا حسب الزعم الإسرائيلي. وزاد الخطر مع هطول الأمطار وانهيار أكوام ترابية من تحته كما يقولون. واستغلت إسرائيل هذا الخلل للمباشرة في حفريات أثرية في المنطقة. فثار الأمر رد فعل غاضبا. وساد القلق من أن تكون هذه حجة لهدم الأقصى، الأمر الذي نفته إسرائيل ودعت حكومتي الأردن وتركيا لزيارة المكان والتأكد من أن الأقصى ليس في خطر. وحضر وفد تركي، ولم يقتنع بأن الإجراءات الإسرائيلية ضرورية. وطالبوا بوقف الحفريات. واتضح في ما بعد أن إسرائيل تعد مشروعا كبيرا لهذه المنطقة، تهدف من ورائه إلى السيطرة الكاملة على باب المغاربة ومنع الفلسطينيين من استخدامه، وبناء جسر حديث قوي يستطيع حمل قوات كبيرة من الشرطة تستخدمه لاقتحام باحة الأقصى «في حالات الضرورة». وكشف النقاب أمس عن أن إسرائيل تنوي استغلال المنطقة التي ستفرغ تحت الجسر من أجل توسيع مساحة باحة حائط المبكى (البراق)، حيث تصلي النساء اليهوديات. يذكر أن قصة باب المغاربة كانت متفجرة طول الوقت، منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية سنة 1967. ففي اليوم الأول للاحتلال تم طرد السكان الفلسطينيين من حي المغاربة وهدمت بيوتهم من أجل توسيع باحة البراق. وأغلق المكان في وجه الفلسطينيين وتم قصره على المصلين اليهود. وجاء مشروع الجسر ليؤجج مشاعر الفلسطينيين أكثر وأكثر.