صفير يدعو لتسريع تشكيل الحكومة اللبنانية.. ويجدد انتقاده لجمع الأكثرية والمعارضة فيها

وسط دعوات لإزالة الشروط المعرقلة لتأليفها

TT

أمل البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير «أن تشكل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن»، مجددا انتقاده لجمع فريقي الأكثرية والمعارضة في الحكومة، ومشيرا إلى أن «القاعدة المألوفة تقضي أن تحكم الموالاة وتعارض المعارضة، لكن يبدو أن هذه القاعدة قد تبدلت، وهناك رغبة في جمع الفريقين في الحكومة التي ستصبح كعربة يجرها حصانان، واحد من الأمام والثاني من الخلف».

كلام صفير جاء خلال زيارته البطريرك الأرثوذكسي إغناطيوس الرابع هزيم في دير البلمند في شمال لبنان. وأضاف: «أملنا أن تتشكل الحكومة في القريب العاجل، وهذا ما يوحي به بعض المسؤولين الذين يهتمون بهذا الأمر، ولكن كانت هناك صعاب كثيرة تعرفونها أكثر من سواكم، ونحن نأمل أن تذلل هذه الصعاب وتجري الأمور كما يجب».

وعن موضوع الثلث المعطل قال: «لا أريد أن أدخل في هذا الحساب الدقيق والمعقد، ولكن درجت العادة أن يكون هناك معارضة وهناك موالاة، فالموالاة تحكم والمعارضة تعارض، ولكن يبدو أن المعادلة قد تغيرت هذه الأيام لجمع المعارضة والموالاة في حكومة واحدة. ونحن سبق لنا أن شبهنا ذلك بعربة يجرها حصانان من الأمام ومن الوراء، فلا يمكنها أن تسير بهذا الشكل».

وعما إذا كان يؤيد تأليف الموالاة الحكومة وحدها قال: «نحن قلنا ما قلناه، وهو أن المعارضة يأتي دورها للحكم عندما يأتي، والموالاة هي التي تشكل الحكومة، ولكن الآن يريدون جمع المعارضة والموالاة في حكومة واحدة، نأمل لهم التوفيق والنجاح».

إلى ذلك تواصلت الدعوات لدى القوى اللبنانية لإزالة الشروط المعرقلة للتأليف، فلفت عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر إلى أن تكتل «لبنان أولا» «اطلع (أول من) أمس على أجواء تأليف الحكومة عموما من دون الدخول في التفاصيل». وقال: «هناك ثوابت تتمثل في تأليف حكومة وحدة وطنية لمواجهة التحديات المقبلة ولملمة الوضع الداخلي»، مشددا على أن «هذا هو التوجه الأساسي لدينا، وتأليف الحكومة قبل الأول من أغسطس (آب) سيكون خطوة مهمة جدا». ودعا إلى «تأليف الحكومة على قواعد ثابتة، لأنه لا مصلحة لأحد أن يبقى الوضع متأرجحا داخليا».

بدوره قال عضو تكتل «لبنان أولا» النائب أيمن وهبة: «إننا بحاجة إلى أن تشكل حكومة وحدة وطنية في أقرب وقت، بعيدا عن كل أشكال التعطيل، لأننا اختبرنا هذه التجربة التي كانت معيقة لعمل المؤسسات». ورأى أن «التجربة التي سبقت، والتي كان فيها للمعارضة ثلث معطل، كانت غير مشجعة. والإصرار على الثلث المعطل هو تغيير في جوهر النظام اللبناني، وهذا ما لا نقبله»، وأضاف: «هناك انتخابات نيابية حصلت، وهذه الانتخابات النيابية أوكل الشعب اللبناني ثقته إلى أكثرية معينة. نحن لسنا ضد أن تمارس المعارضة دورها وأن تربح في جولات أخرى الأكثرية، وأن تحكم إن أوكلها الشعب اللبناني أكثريته. لذلك نحن ضد الثلث المعطل، ومع حكومة وحدة وطنية لا يكون فيها تعطيل، بل يكون فيها تواصل وتعاون».

وشدد عضو كتلة «الكتائب» النائب سامر سعادة على «وجوب تشكيل حكومة تتناسق مع نتائج الانتخابات النيابية»، وقال: «إما أن تكون المعارضة ضمن هذه الحكومة بلا ثلث معطل أو نسبية، وإما تبقى خارجها تسأل وتراقب». وأضاف: «لا نريد نسف نتائج تلك الانتخابات، ونصرّ على أن تكون الحكومة على نهج وصوت من اقترعوا لنا، وتطبيق البرامج والمشاريع التي وضعناها وساندوها بأصواتهم، وتحقيق الوعود التي أطلقناها، لأننا كذلك ما زلنا مصرّين على حكومة تتناسق، وتلك النتائج لا يكون فيها ثلث معطل ولا تقوم على أساس النسبية».

من جهته أكد النائب ياسين جابر، من كتلة «التنمية والتحرير»، «تفاؤل رئيس مجلس النواب نبيه بري في موضوع المراوحة التي تحكم مسار تأليف الحكومة، وذلك خلال اجتماع لكتلة التحرير والتنمية ولقاء الأربعاء». وقال: «رئيس المجلس لو لم يكن لديه معطيات يستند إليها لما كان على هذا التفاؤل». وأشار إلى «كتمان شديد يحرص عليه الرئيس المكلف. هناك حركة تجري في الخفاء لتشكيل الحكومة، والرئيس بري هو من الناشطين في هذه الحركة الجارية، ويعمل على أن يصبح تفاؤله أمرا واقعا وحقيقة».

وحول المرونة في التعامل مع تمثيل المعارضة، أشار جابر إلى أنه «ومنذ البداية، الجميع يتكلم بشكل إيجابي، والكل يقول إنه يسعى لتشكيل الحكومة ويعاون ويساعد، وكما تكلم الرئيس بري في القصر الجمهوري، بأن كل الإمكانات موجودة، فإن المعارضة كان موقفها واضحا، بأن الموضوع ليس موضوع نسب، بل كيف تكون هناك شراكة حقيقية بين المعارضة والأكثرية النيابية».

وحول التباينات القائمة بين النائب ميشال عون وبري، أعرب عن اعتقاده بأن «المعارضة سيكون لها موقف موحد من الحكومة، فليس هناك ما يمكن الحديث عنه في هذا الموضوع من تباينات، بل بالعكس، هناك تنسيق».