بوتفليقة لنحو 5 ملايين مغترب جزائري: للوطن حق ودَين عليكم

الجزائر تعقد أول جامعة صيفية لمغتربيها وتبحث الإفادة من 400 ألف إطار مهاجر

TT

أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن الجزائر تطمح إلى الاستفادة من الكفاءات الجزائرية المهاجرة في مجالات البحث العلمي والخبرة والاستثمار المالي، مضيفا في كلمة له وجهها إلى أول لقاء من نوعه يخصص لمناقشة شؤون الجالية، أن للوطن والشعب «حقا ودَينا» على الجزائريين المهاجرين.

وقال الرئيس بوتفليقة في الكلمة التي تلاها نيابة عنه حبة العقبي الأمين العام للرئاسة، بمناسبة افتتاح الجامعة الصيفية للجالية الجزائرية في الخارج أول من أمس: «نحتاج مساهماتكم، بالخصوص حسن التسيير والتدبير والعقلنة في إدارة الأعمال بما توفره المعرفة والوسائط المختلفة اليوم في الاتصال والتكنولوجيا الرقمية وغيرها من فرص للارتقاء بالنهضة الوطنية وازدهار البلاد». وأكد أن للوطن والشعب «حقا ودَينا» على هذا الشباب المهاجر، إذ إن أغلبية هؤلاء الشبان، حسب تعبير الرئيس الجزائري، «تمكنت من التعليم والدراسة في مدارس وثانويات وجامعات الوطن». وأكد بوتفليقة أن الجزائر ستواصل «سعيها للاعتناء بأبنائها في الخارج ورعايتهم ومتابعة أنشطتهم وتقييمها بما تستحقه من الرعاية».

وأشار الرئيس بوتفليقة إلى إعطاء الأولوية للجزائريين المقيمين في الخارج في مجالات الاستثمار الوطني، فقال إن الجزائر توفر «أفضل الشروط للمتعامل والمستثمر الوطني قبل غيره». وأوضح بوتفليقة أن الجزائر تعمل من أجل الحد من هجرة الأدمغة والكفاءات المبدعة، وإعادتها إلى الوطن من أجل الإسهام في صنع التنمية المستدامة للبلاد.

ويقدر عدد الجزائريين المقيمين بالخارج بنحو 5 ملايين، موزعين على مختلف القارات، وبينهم مليون و630 ألفا مسجلون بالقنصليات، ويتركز غالبية هؤلاء المهاجرين في فرنسا.

وانطلقت فعاليات الجامعة الصيفية بحضور عدد من الوزراء وممثلي الجالية في الخارج، وتسعى خصوصا للاستفادة من خبرات نحو 400 ألف إطار جزائري في الخارج. وشدد وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، الذي ترأس الجلسة الافتتاحية للقاء، على أن لهذه الجامعة الصيفية أهمية «مزدوجة»، فهي تتمتع «بأهمية رمزية لأنها تمثل نقلة نوعية في الروابط بين الجزائر وأبنائها في الخارج»، ولها من ناحية أخرى «أهمية علمية»، لأن اقتراحات المشاركين فيها «ستساهم في تحسين وتوجيه البرنامج الحكومي في البلاد».

ويتضمن اللقاء الذي يدوم حتى 28 من الشهر الحالي تنظيم ندوات وورش عمل تطرح فيها محاور عدة مثل «تطور تكنولوجيات الإعلام بالجزائر»، و«المرأة والتنمية في الجزائر»، و«الإسلام دين سلام وتسامح وتضامن»، و«الفن التشكيلي» الجزائري. ويشارك في اللقاء نحو 490 جزائريا، بينهم 250 قدموا من فرنسا، و50 من تونس، و20 من إسبانيا، و5 من كندا. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أمس عن رئيس شبكة الجزائريين الحائزين على شهادات من كبريات المدارس الفرنسية، فاتح وزاني، قوله إن نحو 400 ألف إطار جزائري في الخارج مدعوون لتضافر جهودهم مع الإطارات المقيمة في الجزائر للمساهمة في التنمية بالجزائر.

وأوضح وزير التضامن والأسرة والجالية بالخارج، جمال ولد عباس، في اليوم الأول من أعمال اللقاء، أن دعوة المشاركين للقاء كانت «مفتوحة» لجميع المواطنين ولم تكن انتقائية.