أنباء عن اغتيال نجل بن لادن بقصف جوي أميركي بباكستان

مواقع الأصوليين تلتزم الصمت.. والجيش الباكستاني يؤكد: ليست لدينا معلومات

TT

فيما التزمت المواقع الأصولية القريبة من «القاعدة» الصمت حيال ما تردد من أنباء أمس حول مقتل سعد بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بقصف صاروخي في منطقة الشريط القبلي أوائل العام، قال مسؤولون باكستانيون لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكنهم تأكيد التقارير التي تتحدث عن مقتل نجل بن لادن. وقال ضابط كبير من الجيش الباكستاني إنه: «لا يملك أية معلومات حتى اللحظة حول مكان أو مصير سعد بن لادن». وكانت الإذاعة العامة الوطنية الأميركية نقلت عن مسؤولين في المخابرات الأميركية قولهم إن أحد أبناء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ربما يكون قتل في ضربة صاروخية أميركية في باكستان في وقت سابق من العام الحالي. وقال مسؤولون أميركيون في المخابرات في يناير (كانون الثاني) إنه يعتقد أن سعد نجل أسامة بن لادن ذهب إلى باكستان بعدما قضى سنوات رهن الإقامة الجبرية في المنزل بإيران. ونقلت الإذاعة في موقعها على الإنترنت عن مسؤول أميركي في مجال مكافحة الإرهاب لم تذكر اسمه قوله إن هناك اعتقادا بأن صاروخا أطلقته طائرة أميركية من دون طيار قتل سعد العام الحالي. وقال المسؤول إن وكالات المخابرات الأميركية متأكدة بنسبة بين 80 و85 في المائة من مقتل سعد بن لادن، مضيفا أنه لم يكن مهما لدرجة استهدافه شخصيا ولكنه «كان في المكان الخطأ في الوقت الخطأ». يذكر أن في أعقاب الغزو الأميركي لأفغانستان في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2001، فر سعد بن لادن من أفغانستان إلى إيران، حيث احتجزته السلطات الإيرانية لعدد من السنوات، حيث وضعته قيد الإقامة الجبرية «الاختيارية» بحسب وصف مسؤولين أميركيين.

وذكرت الإذاعة أنه لم يتضح ما إذا كان سعد كان قرب والده عندما قتل. ووصف المسؤول سعد بأنه نشط في صفوف «القاعدة»، لكنه لا يلعب دورا كبيرا. ويعتقد أنه كان في أواخر العشرينات من عمره. وكثفت القوات الأميركية من هجماتها بطائرات بلا طيار في باكستان منذ سبتمبر (أيلول) مستهدفة مقاتلي طالبان و«القاعدة» في مناطق على الحدود مع أفغانستان. وشنت الولايات المتحدة ما يقرب من 50 هجوما من هذا النوع منذ بداية العام الماضي مما أسفر عن مقتل نحو 470 شخصا بينهم كثير من المقاتلين الأجانب، وذلك وفق تقارير من وكالات المخابرات الباكستانية ومسؤولين محليين وسكان. ويعتقد أن سعد نجل بن لادن ذهب إلى باكستان في يناير (كانون الثاني) الماضي بعدما قضى سنوات رهن الإقامة الجبرية في منزله بإيران، وكان مدير جهاز الاستخبارات القومي الأميركي مايكل ماكونيل قد كشف في الشهر نفسه أن سعد قد استقر في المناطق الجبلية على الحدود الأفغانية الباكستانية بعد مغادرته لإيران. ولم يكشف ماكونيل عن ما إذا كان نجل بن لادن قد فر من الحجز أو أنه سمح له بمغادرة إيران. وكانت وزارة الخزانة الأميركية بقرار من القضاء الأميركي قد فرضت في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي عقوبات مالية على نجل بن لادن وثلاثة من أعضاء تنظيم القاعدة بتهمة الانتماء للتنظيم وعلاقاتهم مع النظام الإيراني. وبحسب الوزارة، فإن سعد «اتخذ قرارات مهمة لـ(القاعدة) وهو يقود التنظيم من إيران»، حيث اعتقل عام 2003. إلى ذلك خلت المواقع الأصولية القريبة من «القاعدة» من أي إشارة تلمح إلى مقتل نجل بن لادن أمس. وقال أصوليون في لندن: «لو قتل سعد بن لادن لنعته (القاعدة)». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد اعتبر في برنامجه الانتخابي قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة أن قتل أسامة بن لادن والقضاء على تنظيم القاعدة يجب أن يحظى بأولوية كبرى فيما يتعلق بالأمن القومي الأميركي.