بايدن يعلن تأييد بلاده لانضمام جورجيا للناتو.. وروسيا تحذر من إعادة تسليح تبيليسي

نائب الرئيس الأميركي أكد أمام البرلمان الجورجي رفض واشنطن الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية

TT

أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في خطاب أمام البرلمان الجورجي، أن الولايات المتحدة تدعم «في شكل كامل» سعي جورجيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن لن تعترف أبدا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، في تصريحات من المتوقع أن تغضب روسيا.

وجاءت تصريحات بايدن في وقت قالت فيه روسيا إنها ستمنع جورجيا من إعادة التسلح، وهددت الدول التي تساعدها على ذلك في تحذير قاس بدا موجها للضيف الأميركي في تبيليسي. ونفى رئيس البرلمان الجورجي، ديفيد بكرادزيه، عقد مباحثات لشراء أسلحة أميركية خلال زيارة بايدن. وقال بكرادزيه للصحافيين «لم نناقش مسائل محددة مثل بيع الأسلحة إلى جورجيا»، لكنه أوضح أن «اتفاق الشراكة الاستراتيجية (بين جورجيا والولايات المتحدة) ينص على أن تقدم الولايات المتحدة مساعدات لجورجيا لتطوير قدراتها الدفاعية». ورفضت ايكا تكشيلاشفيلي، أمينة سر مجلس الأمن والدفاع القومي تصريحات كاراسين التي قالت إنها تدخل في إطار «الدعاية الروسية». وأضافت «هذه هي اللازمة الاعتيادية للسياسيين والدعاية الروسية»، التي هدفها «إشاعة الخوف». وقالت في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنهم يسعون إلى إظهار جورجيا بوصفها بلدا عسكريا. وهذا غير صحيح. لكل دولة حق سيادي ومسؤولية تطوير قدراتها الدفاعية».

وقال بايدن في كلمته أمام البرلمان الجورجي، إن الولايات المتحدة تؤيد «جورجيا موحدة»، معتبرا أن على تبيليسي أن تبذل «جهدا أكبر» لتقوية ديمقراطيتها. وقال: «نريد جورجيا حرة وآمنة وديمقراطية وموحدة»، وذلك في وقت اعترفت فيه روسيا باستقلال المنطقتين الجورجيتين الانفصاليتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. ولكنه شدد على أنه لا يوجد خيار عسكري لإعادة دمج منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين. وأضاف «نحن ضد مفهوم مناطق النفوذ الذي يعود إلى القرن التاسع عشر ولا يمت بصلة إلى القرن الحادي والعشرين»، في إشارة واضحة إلى روسيا التي تعتبر أن الجمهوريات السوفياتية السابقة منطقة نفوذ لها. وكان بايدن التقى في تبيليسي الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، وقال له إن «سبب وجودي هنا هو (..) إظهار أننا نقف إلى جانبكم». وأضاف أن المباحثات مع الرئيس الجورجي تتناول «الأمن والاقتصاد والديمقراطية». وقال ساكاشفيلي في بداية لقائه مع بايدن: «نحن دولة تتعرض لهجوم.. تحت احتلال جزئي. قررنا أن ننضم إلى العالم الحر. أوروبا. وحلف شمال الأطلسي».

من جهتها، أعلنت روسيا أنها بصدد اتخاذ «تدابير ملموسة» للحؤول دون إعادة تسليح جورجيا بعد عام من النزاع المسلح بين البلدين. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن نائب وزير الخارجية غريغوري كاراسين قوله «نشعر بقلق بالغ إزاء مساعي الحكومة الجورجية لإعادة عسكرة البلد، الأمر الذي تتعاطى معه بعض الحكومات بهدوء، لا بل بصورة إيجابية»، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وقال كاراسين: «سنواصل معارضتنا لإعادة تسليح نظام (الرئيس الجورجي ميخائيل) ساكاشفيلي ونحن في طور اتخاذ تدابير ملموسة لهذه الغاية». وتعارض روسيا باستمرار الدعم الذي تقدمه الدول الغربية لجورجيا الساعية إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتي تعمل على تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة.

وفي إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة، اتهم كاراسين «بعض الدول بالعمل في الكواليس من خلال التستر على التعاون العسكري مع جورجيا تحت غطاء المساعدة الإنسانية لتجاوز تبعات النزاع». وأضاف: «هذا قصر نظر سياسي. إعادة تسليح الجيش الجورجي والدعم المقدم لإعادة بناء الهيكليات العسكرية وإعداد القوات الخاصة، كلها تحض تبيليسي على مواصلة سياسة التهديد والوعيد وزيادة التوتر في المنطقة».