كوريا الشمالية تصف كلينتون بـ«غير الذكية».. وترفض العودة للمحادثات السداسية

ردا على تصريحات سابقة لها وصفت فيها مسؤولين في بيونغ يانغ بالتصرف كـ«مراهقين»

TT

وصف مسؤولون من كوريا الشمالية وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنها «غير ذكية» وأنها تتصرف «كتلميذة»، وذلك تعليقا على تصريحات سابقة لكلينتون وصفت فيها المسؤولين بكوريا بأنهم يتصرفون مثل «مراهقين صعاب المراس». كما رفضت كوريا الشمالية دعوة كلينتون للعودة للمحادثات السداسية، لحين تخلي الولايات المتحدة عن موقفها العدائي. وقال السفير الكوري الشمالي المتجول ري هونغ سيك في مؤتمر صحافي على هامش المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقد حاليا في جزيرة فوكيت التايلندية، إن بلاده لن تشارك في المزيد من المحادثات السداسية الرامية لإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي. وقال ري «ينبغي أن تغير الولايات المتحدة سلوكها العدائي أولا».

وقالت كلينتون، التي تحضر المنتدى نفسه، إن كوريا الشمالية لم يعد لها أصدقاء يحمونها من العقوبات المفروضة عليها لإصرارها على رفضها التخلي عن برامجها النووية. وقالت للصحافيين: «للأسف كان وفد كوريا الشمالية مصرا على رفضه الاعتراف بأن كوريا الشمالية تسلك الطريق الخاطئ». وأضافت «خلال مداخلتهم اليوم لم يبدوا رغبة في انتهاج طريق نزع السلاح النووي، مما شكل مصدر قلق ليس فقط للولايات المتحدة بل للمنطقة وللمجتمع الدولي». وقالت «السؤال هو إذن: إلى أين نحن ذاهبون؟».

لكن كلينتون أعربت عن رضاها لأن عددا كبيرا من الدول الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) المشاركة في المنتدى أعربت عن قلقها إزاء تصرفات كوريا الشمالية، التي قالت إنها كانت «استفزازية خلال الأشهر القليلة الماضية». وقالت كلينتون «لم يعد لديهم أصدقاء يحمونهم من جهود المجتمع الدولي الرامية إلى نزع السلاح النووي». والتقت وزيرة الخارجية الأميركية في فوكيت بنظيريها من روسيا والصين، اللتين تؤيدان الحل الدبلوماسي في الخلاف مع بيونغ يانغ. وبدا الانفعال على الموفدين الكوريين الشماليين وهم يعملون على تنظيم مؤتمر صحافي يندر أن يحصل، قبل لقاء كلينتون مع الصحافيين في المنتجع. ووصف المسؤولون الكوريون الشماليون عرض كلينتون المتجدد بتقديم جملة من الحوافز مقابل نزع السلاح النووي بأنه «كلام فارغ».

وقال السفير الكوري الشمالي المتجول في المنطقة ري هونغ سيك «بعد ما سمعته عن العرض الشامل، لا يسعني سوى أن أقول إنه في الأساس كلام فارغ»، مؤكدا أن بلاده لن تستأنف الحوار مع واشنطن حتى تتخلى عن «سياستها العدائية المتأصلة». وصرح السفير ري بأن المفاوضات السداسية حول برنامج بيونغ يانغ النووي «في حكم الميتة أصلا».

وانسحبت كوريا الشمالية من المحادثات السداسية بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية بعد فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات عليها إثر إطلاقها صاروخا بعيد المدى في أبريل (نيسان). وإثر ذلك أجرت بيونغ يانغ تجربة نووية تحت الأرض في مايو (أيار) مما أدى بمجلس الأمن الدولي إلى تبني قرار بتشديد تفتيش السفن المرسلة إليها ومنها وتوسيع الحظر على الأسلحة.

ووجهت وسائل الإعلام الكورية الشمالية انتقادات حادة لكلينتون، التي قالت في وقت سابق من الأسبوع إن الكوريين الشماليين يتصرفون مثل «مراهقين صعابي المراس». ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن كلينتون «دأبت منذ توليها منصبها على توجيه سلسلة من الملاحظات المبتذلة التي لا تليق بمنصبها، أينما ذهبت». وأضاف المتحدث أن «كلامها يوحي بأنها ليست ذكية»، وأنها «سيدة غريبة الأطوار لأنها تتجاهل أصول التخاطب داخل المجتمع الدولي (..) فهي مرة تشبه تلميذة، ومرة مثل متقاعدة ذاهبة للتسوق». وأضاف المتحدث أن «كل من يدلي بتصريحات في غير مكانها، عليه أن يتحمل مسؤولية ذلك».

وقالت كلينتون إنه ما زال ممكنا تقديم عرض لكوريا الشمالية يقوم على تزويدها بالطاقة وبمساعدات اقتصادية مقابل تخليها تماما عن السلاح النووي. وأوضحت «باختصار نهجنا يقوم على عزل كوريا الشمالية وممارسة ضغوط كبيرة لإرغامها على تغيير سلوكها، وتقديم مسار بديل يخدم مصالح الجميع». وعبرت كلينتون عن قلقها من نشاطات بيونغ يانغ في وقت سابق من الأسبوع عندما تحدثت عن مخاوف من قيامها بنقل أسلحة وتكنولوجيا نووية إلى بورما. لكن كلينتون قالت إنها مرتاحة لأن بورما أعربت عن تأييدها لتطبيق العقوبات على كوريا الشمالية بعد اجتماع عقده مساعدوها مع ممثلي المجلس العسكري البورمي أول من أمس. وحضت كلينتون الدول أعضاء منتدى آسيان على منع سفن كوريا الشمالية من دخول موانئها وفرض عقوبات مالية على الشركات التي تقوم بشراء معدات نووية. وأكد المسؤولون اليابانيون خلال المنتدى أنه سيتم تجميد العائدات الكورية الشمالية في اليابان. وناقش وفدا الولايات المتحدة وبورما كذلك بشأن التعامل مع زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي. وقالت كلينتون إن الوفد حض السلطات على الإفراج عن المعارضة وغيرها من المعتقلين السياسيين بدون شروط، وضمان تنظيم انتخابات نزيهة العام المقبل. وقالت كلينتون إن المجلس العسكري «سيستفيد كثيرا بانضمامه إلى المجتمع الدولي ومن خلال الاعتناء بصورة أفضل بشعبه، ووضع البلاد على المسار الديمقراطي»، رغم أنها قالت إنها لا تتوقع «حدوث تغيير بين ليلة وضحاها».