اليمن: عشرات القتلى والجرحى في مواجهات بالجنوب

اتهام أتباع طارق الفضلي باستخدام الـ «آر بي جي» وصواريخ ستيلا ضد الأمن

TT

ارتفع عدد قتلى المواجهات المسلحة التي دارت أمس في مدينة زنجبار بمحافظة أبين إلى تسعة أشخاص وأكثر من ثلاثين جريحا، فيما أفادت مصادر أخرى أن عدد القتلى وصل إلى 16 شخصا. وقالت مصادر مطلعة في محافظة أبين لـ«الشرق الأوسط» إن مواجهات عنيفة دارت منذ صباح أمس بين قوات من الأمن ومسلحين من «لجان الدفاع عن الوحدة اليمنية» من جهة ومسلحين أتباع الشيخ طارق الفضلي والحراك الجنوبي من جهة أخرى. وقالت مصادر خاصة إن من بين الجرحى الناشطة في «الحراك» سعيدة الهندي، التي أصيبت بجراح خطيرة.

وذكر شهود عيان أن المواجهات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، اندلعت بعيد تنظم «الحراك الجنوبي» لمظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين لدى أجهزة الأمن اليمنية على خلفية مظاهرات سابقة. وقال الشهود إن قوات من الأمن المركزي اليمني حاصرت قصر الشيخ طارق الفضلي الذي دعا إلى المظاهرة وجرى تبادل إطلاق نار مع مسلحيه واستخدم الطرفان قذائف الـ«آر بي جيه» وصواريخ «ستيلا». وأعلن محافظ أبين المهندس أحمد الميسري أن «عناصر تخريبية»، حسب وصفه، قامت بالتجمهر وبإطلاق النار والقذائف ونيران كثيفة داخل مدينة زنجبار، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وأضاف الميسري أن «تبادل إطلاق النار مع عناصر التخريب التي ألحقت أضرارا بالغة بمقر قيادة المحافظة ومنازل بعض المواطنين المجاورة لم تستهدف أي مواطن وأن كل من سقطوا قتلى وجرحى في أحداث اليوم هم ضحايا للأعمال العدوانية المسلحة لعناصر ما يسمى بالحراك وأتباع المدعو طارق الفضلي».

وكانت «لجان الدفاع عن الوحدة اليمنية» في محافظة أبين قالت في بيان لها إنها «ستتصدى بكل حزم وقوة لكل من يحاول المساس بالثوابت الوطنية وزرع الفتنة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.. مشيرة إلى أن الوحدة هي قدر ومصير». وحذرت تلك اللجان التي شكلتها السلطات اليمنية مؤخرا قوى «الحراك الجنوبي» المتعاظم في جنوب اليمن، من أنها ستتصدى «بكل حزم وقوة» لمن سمتهم «عناصر الدس والعمالة والارتزاق المأجورين ومن يقف وراءهم من الطامحين إلى عودة العروش البائدة وزمن العبودية». وفي وقت لاحق أمس، أصدرت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بيانا مقتضبا، عبرت فيه عن «الحزن العميق» للأحداث التي جرت في زنجبار ووصفتها بـ«المؤسفة». وأعرب «المشتركون» في البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن أسفه لسقوط الضحايا و«سفك الدماء البريئة». ومجددة تأكيد أن «استخدام العنف يؤدي إلى مزيد من العنف وإراقة الدماء، كما حدث في زنجبار».

ودعت المعارضة اليمنية «الجميع إلى وقف العنف وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في ما جرى وكشف الحقيقة للرأي العام ومحاسبة المتسبب».

وكان محافظ أبين أكد مقتل 8 أشخاص وجرح 18 آخرين في اعتداء مسلح من أتباع طارق الفضلي وما يسمى بالحراك الجنوبي في مدينة زنجبار أمس، وقال المحافظ أحمد الميسري في إعلان رسمي إن 8 من المواطنين لقوا مصرعهم في هذا الاعتداء وجرح 18 آخرون، ومن بين الجرحى 6 من قوات الأمن، منهم نائب مدير الأمن في زنجبار المقدم محمد أحمد الدوبحي، حيث اتهم عناصر تخريبية خارجة عن القانون تتبع الشيخ طارق الفضلي. وقال إن أتباع الشيخ طارق الفضلي أطلقوا قذائف الـ«آر بي جيه» وصواريخ «استيلا» المضادة للدروع بالتزامن مع إطلاق نيران كثيفة بشكل عشوائي. وأوضح محافظ أبين أن عناصر ما يسمى بالحراك الجنوبي بدأوا منذ الصباح الباكر من يوم أمس بالتجمهر أمام منزل طارق الفضلي المقابل لمبنى المجمع الحكومي القديم بزنجبار وأنه سمح للمتجمهرين بإقامة المهرجان وبعد انتهاء المهرجان أصر المشاركون على أن يتحركوا إلى قيادة الأمن المركزي لإطلاق سراح محتجزين من قبل الأمن بالقوة وعندما حاولت قوات الأمن منع المهاجمين من مهاجمة قيادة الأمن المركزي أطلق المتجمهرون قذيفة «آر بي جيه» باتجاه مبنى المحافظة، بينما قام مسلحون آخرون في الوقت نفسه في منزل الفضلي بإطلاق القذائف والمتفجرات والرصاص بصورة عشوائية، وأحرق أتباع الفضلي سيارة للشرطة. وقال إن قوات الأمن تبادلت إطلاق النار مع ما يسمى بـ«الحراك» من أنصار الفضلي وهو ما تسبب في إلحاق إضرار بالغة بمقر المحافظة ومنازل المواطنين المجاورة مؤكدا أن قوات الأمن لم تستهدف أي مواطن وأن كل من سقطوا من القتلى والجرحى هم من ضحايا الأعمال العدوانية المسلحة لما يسمى بـ«الحراك الجنوبي» وأتباع الفضلي. فيما قالت مصادر غير أمنية إن قوات عسكرية كبيرة طوقت منزل طارق الفضلي في مدينة زنجبار من جميع الجهات وشملت تلك القوات أطقما عسكرية وأكدت المصادر ذاتها أن جموعا توافدت إلى مكان المهرجان فيما أعد الفضلي وأنصاره لهذا المهرجان منذ أكثر من أسبوعين معتبرين هذا الأمر ردا على المهرجان الذي أقيم في 7 يوليو (تموز) الحالي في إطار الاحتفالات الرسمية بذكرى هزيمة المشروع الانفصالي بعد حرب صيف 94، فيما كان المحافظ الميسري قد حث القيادات التنفيذية على أن يكونوا في مقدمة الصفوف للتصدي للعابثين والمروجين للأفكار التشطيرية وثقافة الكراهية.