أوباما يدافع عن خططه للتأمين الصحي.. من منطلق اقتصادي

في تاسع ظهور إعلامي خلال 9 أيام من أجل كسب المعركة الإعلامية

TT

في تاسع ظهور إعلامي له خلال 9 أيام متتالية، دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما مجددا عن خططه لإصلاح التأمين الصحي. واستهل أوباما المؤتمر الصحافي الذي عقده أول من أمس في البيت الأبيض بالحديث عن الاقتصاد الأميركي، مشددا على أن إدارته استلمت بلدا يعاني من «أسوأ ركود منذ نصف قرن»، وأن المعاناة الاقتصادية ليست نتيجة سياساته.

وانتقد الرئيس الأميركي التكلفة الباهظة للتأمين الصحي حاليا، ودفع الأميركيين أموالا لتأمين صحي لا يستخدمونه. وحذر أوباما من أنه «إذا لم نسيطر على التكلفة فلن يكون من الممكن السيطرة على ديوننا، وإذا لم نصلح الرعاية الصحية فإن مصروفاتكم ستتواصل في الارتفاع الجنوني. وإذا لم نعمل فإن 14 ألف أميركي ستتواصل خسارة تأمينهم الصحي يوميا. هذه هي نتائج عدم التحرك».

وركز أوباما في خطابه على التواصل مع الأميركيين من منطلق احتياجاتهم الصحية، مشددا على أن «هذه ليست لعبة سياسية»، بل ما يحتاجه الأميركيون. وقال: «المسألة ليس عني شخصيا، فأنا أتمتع بأفضل تأمين صحي في العالم كوني رئيس الولايات المتحدة»، مضيفا أنه يريد مساعدة «كل أميركي يريد أن يكون لديه تأمين صحي.. هذا حق كل أميركي». وهناك بين 46 و47 مليون أميركي ليس لديهم تأمين صحي، وقال أوباما إنه يريد أن يشمل التأمين الصحي ما بين 97 و98 في المائة من كل الأميركيين، موضحا: «سيكون هناك دائما أناس لا يقبلون بالتأمين الصحي، ولكن هذه نسبة قليلة».

ويواجه أوباما انتقادات شديدة من الجمهوريين، بينما بعض سناتورات حزبه الديمقراطي أنفسهم أبدوا معارضتهم لمشروع قرار التأمين الصحي الذي يدرسه مجلس النواب الأميركي حاليا. وسأل أحد الصحافيين أوباما لماذا ينتقد الجمهوريين، بينما هناك أعضاء من حزبه يعارضونه، ويذكر أن لدى الديمقراطيين الأغلبية في الكونغرس مما يعني أنه بإمكانهم تمرير المشروع إذا اتفقوا عليه، لكن أوباما حريص على التوصل إلى إجماع حول القضية السياسية الحساسة وإدخال أكبر إصلاحات للتأمين الصحي منذ أكثر من 50 عاما. ورد أوباما على السؤال قائلا: «إنني غاضب من المعلومات الخاطئة التي يوزعها الجمهوريون.. أريد نقاشا معمقا وحقيقيا».

والمعلومات الأساسية التي يتناقلها الجمهوريون هي حول تكلفة التأمين الصحي، مؤكدين على أنها ستزيد من الديون الأميركية. إلا أن أوباما أكد أن «إصلاح التأمين الصحي لن يزيد من ديوننا خلال العقد المقبل، وأعني ذلك». وأوضح أن ثلثي التكلفة، التي تقدر بتريليون دولار، ستغطى من خلال إصلاح النظام الصحي والتخلص من التبذير، بينما الثلث الآخر يحتاج إلى دراسة. ويريد أوباما أن يزيد الضرائب على أغنى الأميركيين، الذين يكسبون أكثر من 280 ألف دولار، لتغطية الثلث الأخير، لكن هناك معارضة واسعة في الكونغرس حول ذلك.

واختيار أوباما عقد مؤتمر صحافي في الساعة الثامنة مساء، وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية في البلاد، وتخصيص المؤتمر الذي استمر ساعة لمناقشة التأمين الصحي، دليل على اهتمام أوباما بكسب تأييد الشارع الأميركي لخطته، ومن خلالهم يتم الضغط على الكونغرس الأميركي. ويذكر أن اللجوء إلى المؤتمرات الصحافية المتلفزة مباشرة مساء من الأسلحة المتاحة للرؤساء الأميركيين للدفاع عن أفكارهم، لكن قليلا ما تستخدم كي لا تستهلك. وبينما لجأ أوباما إلى هذه الوسيلة 4 مرات منذ استلامه الرئاسة خلال الأشهر الستة الماضية، عقد سلفه الرئيس السابق جورج بوش 4 مؤتمرات صحافية مماثلة على السنوات الثمانية التي كان فيها رئيسا. ويعتمد أوباما على شعبيته بين الشعب الأميركي في الدفاع عن خططه لإصلاح النظام الصحي، الأمر الذي يريد إنجازه قبل نهاية هذا العام، إلا أن شعبيته أخذت تتراجع في الفترة الأخيرة بحسب استطلاعات رأي نشرت هذا الشهر وتظهر حصوله على نحو 54 في المائة من تأييد الأميركيين، بينما كانت شعبيته في أكثر من 65 في المائة.