أوباما يخوض للمرة الأولى في قضية التمييز العنصري بجرأة.. ويتهم الشرطة بالتصرف بـ«غباء»

ردا على اعتقال أستاذ أسود في جامعة هارفارد بعد الاشتباه بأنه اقتحم منزله

TT

في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الأميركي باراك أوباما، ليل أول من أمس، في البيت الأبيض، تمكن الأميركيون من أن يحصلوا على لمحة نادرة لما يعني أن يكون لديهم رئيس أسود في المكتب البيضاوي. وسئل أوباما في المؤتمر الصحافي عن رأيه في اعتقال هنري لويس غيتس، بروفسور أسود في جامعة هارفارد، في منزله في كامبريدج بماساشوستس خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد الاشتباه بأنه اقتحم منزلا هو في الواقع منزله، ثم أطلق سراحه بعد أن تأكد رجال الشرطة أنه لم يقتحم منزله. فرد أوباما، بطريقة جريئة، واتهم الشرطة بالتصرف بـ «غباء»، ولكنه أحجم عن اتهام قسم الشرطة بالعنصرية، كما فعل غيتس. كان رد أوباما على السؤال حول البروفسور الأسود، الأكثر دينامية في الساعة التي أمضاها أوباما يجيب عن أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي خصصه للحديث عن برنامج الرعاية الصحية التي تدفع إدارته باتجاهه. وقال في معرض رده على السؤال، إن الأميركيين من أصول أفريقية والهسبانيك في الولايات المتحدة قد اعتادوا معاملة الشرطة العنصرية لهم. وأضاف «هناك تاريخ طويل في هذا البلد لاعتقال الأميركيين من أصول أفريقية بشكل غير عادل، وهو دليل على أن العرق ما زال عنصرا مهما في المجتمع».

وكانت تلك الحادثة بالنسبة لأوباما، الذي كان نادرا ما يتحدث حول العرق، حدثا استثنائيا؛ حيث تحدث بصراحة حول تلك القضية التي تهم الأميركيين من أصول أفريقية. وكانت الشرطة قد وصلت إلى منزل غيتس بعد تلقيها بلاغا يفيد بتعرض ذلك المنزل لعملية سرقة. ويقول غيتس إنه كان يخلع بابه المحطم، وإنه قال لقوات الشرطة إنه صاحب المنزل، إلا أن الشرطة اعتقلته بتهمة «ممارسة سلوك صاخب وغير لائق في مكان عام». وتم احتجازه في مخفر الشرطة لأربع ساعات بعد إسقاط التهم المتضاربة الموجهة ضده. يقول غيتس إنه كان ضحية عملية تمييز عنصري وطالب بأن تقدم الشرطة اعتذارا له ولكن ضابط الشرطة المتورط في القضية قال إنه ليس لديه ما يعتذر عنه. وجاء الحديث حول اعتقال غيتس كسؤال أخير في المؤتمر الصحافي، حيث وجهت لين سويت من صحيفة «سان تايمز» بشيكاغو سؤالا للرئيس أوباما حول قضية غيتس وعن رأيه في العلاقات العرقية في أميركا. فصمت أوباما للحظة ثم قال «حسنا، في البداية يجب أن أقول إن غيتس صديقي، ولذلك ربما أكون متحيزا بعض الشيء هنا».

ثم ألقى بمزحته الوحيدة في هذا المساء وهو يتأمل ما الذي يمكن أن يحدث إذا رآه أحدهم وهو يخلع باب منزله؟ «أعتقد أن هذا هو منزلي الآن، وبالتالي فلا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث». ثم أضاف «فلنقل منزلي في شيكاغو. هنا. كان يمكن أن أتعرض للقتل». ثم أصبح الرئيس جادا وبدأ يقدم ترتيبا زمنيا للأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي بعدما تلقت قوات الشرطة بلاغا حول تعرض منزل غيتس للاقتحام. فقال «إن الشرطة تفعل ما ينبغي عليها فعله. فهناك بلاغ، وهم يحققون فيه. ولكن ما الذي حدث؟ أعتقد أن الأستاذ غيتس قد أظهر عند ذلك بطاقة هويته لكي يثبت أن ذلك المنزل هو منزله الخاص، ولكنه اعتقل بتهمة السلوك المزعج». وأضاف أوباما «لا أعرف ما دور العرق بالتحديد في تلك المسألة، فأنا لم أكن هناك ولم أشهد كل الحقائق، ولكنني أعتقد أنه من العدل أن أقول: أولا: إن أيا منا سوف يغضب بشدة. وثانيا: إن شرطة كامبريدج قد تصرفت بغباء عندما ألقت القبض على شخص بعدما أثبت أنه في منزله. وثالثا: أعتقد أننا جميعا نعرف أنه وبعيدا عن تلك الحادثة، يوجد تاريخ طويل من الاعتقال غير العادل للاتينيين والأميركيين من أصول أفريقية في هذا البلد. وهذه مجرد حقيقة».

وقد أسقطت شرطة كامبريدج تهم السلوك المزعج عن غيتس، ولكنه يقول إنه ما زال راغبا في اعتذار شخصي. ويقول إنه يعتقد أن الأمر يتعلق بكونه أسود ولذلك لم يصدق الضابط جيمس كرولي في البداية أنه يعيش في ذلك المنزل الفاخر.

ويشير العديد من زملاء غيتس أنهم يعتقدون أنه يمكنه رفع قضية على مخفر كامبريدج. وقد قالت النقابة التي تمثل السيرجنت كرولي يوم الأربعاء إنها تقف إلى جانب الضابط، كما أكدت النقابة ورؤساء كرولي في مخفر كامبريدج أن كرولي «من المسؤولين المخضرمين المحترمين»، وأنه سيتلقى «الدعم الكامل والمطلق». وقد قال كرولي لوكالة «أسوشييتد برس» إنه كان يتصرف وفق الإجراءات المتبعة وإنه لن يعتذر. وقال بيان النقابة إن «سلوكياته في ذلك الموقف كانت تتفق مع التدريب الذي حصل عليه، ومع السياسات المتعارف عليها والممارسات التي يقرها المخفر، كما أنه كان ملتزما بالمعايير القانونية المتبعة»، ولم يستجب مخفر الشرطة لطلبات الإدلاء بتعليق حول الموضوع ليلة أمس.

* خدمة «نيويورك تايمز»