أول أزمة ائتلافية في الكنيست الإسرائيلي على خلفية خصخصة أراضي الدولة

سحب مشروع قانون بعد معارضة من نواب في حزبي العمل والليكود

TT

تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضربة شديدة من ائتلافه الحكومي، وذلك عندما تهرب عدد من وزرائه ونوابه من التصويت على قانون اقترحه لخصخصة أراض مسجلة على اسم الدولة. وأدى ذلك إلى سقوط القانون في الكنيست.

واعتبرت مصادر سياسية هذه الضربة دليلا على هشاشة قيادة نتنياهو لائتلافه، إذ إن أقرب المقربين منه، أمثال وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، وقفوا ضده في هذا القانون. وبدا الائتلاف الحاكم مفككا لا أحد يسيطر عليه. ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» هذا الفشل لنتنياهو بأنه شبيه بالفشل الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973. وقالت إنه فقد قوة الردع، التي يتمتع بها كل رئيس حكومة مبتدئ في العالم. يذكر أن 90% من الأراضي في إسرائيل مسجلة على اسم الدولة وخاضعة لدائرة رسمية تدعى «إدارة أراضي الدولة». وقد وضعت على هذا النحو بروح الاشتراكية التي اعتبرت آيديولوجية الحكم في الحقبة الأولى من إسرائيل، حيث تسيطر الدولة على المرافق الأساسية مثل الأرض والمياه والكهرباء والصناعات العسكرية. ويرمي نتنياهو إلى خصخصة العديد من هذه المرافق، لكنه يواجه برفض واسع في الساحة الحزبية الإسرائيلية. ولدى طرح مشروعه هذا، دخل في نقاش مع المعارضين وحاول تخفيف صيغة القانون المقترح بحيث تتم خصخصة قسم من الأراضي وليس جميعها. ووافقه على ذلك حليفه رئيس حزب العمل، إيهود باراك. ولكن عندما طرح المشروع على التصويت، حصل تململ كبير. وقال العديد من نواب ووزراء الائتلاف إن الموضوع لم يستوف البحث اللازم. وهناك ضرورة لإدارة نقاش واسع، جماهيريا وأكاديميا واقتصاديا، وليس فقط بين السياسيين. وحاول رؤساء الائتلاف إقناع النواب والوزراء بالتصويت على القراءة الأولى للقانون، واعدين بإجراء تعديلات عليه في القراءتين الثانية والثالثة. ولكنهم لم يقتنعوا. فاستدعوا نتنياهو. فراح يهدد بإقالة كل وزير لا يصوت معه. ولم ينفع هذا التهديد أيضا. وحاول رئيس الكنيست، روبي رفلين، المماطلة في طرحه للتصويت، على أمل أن ينجح نتنياهو في توفير أكثرية لصالح القانون، علما بأن عدد نواب الائتلاف يصل إلى 74 نائبا من مجموع 120 نائبا. وفشل. فاضطر نتنياهو إلى سحب المشروع وتأجيل التصويت إلى موعد لاحق. ويرى المراقبون أن نتنياهو سينجح في نهاية المطاف في تجاوز معضلة هذا القانون وسيتوصل إلى اتفاق مع المعارضين عليه في ائتلافه. ولكنه لن ينجح في محو عار هذا الفشل، حيث إنه دل على أن نتنياهو لا يسيطر على ائتلافه ولا على حزبه (الليكود) ولا حتى على الوزراء الذين جلبهم إلى الساحة القيادية وصنع منهم نجوما ولا يقدر على إقناعهم بالأمور الأولية لسياسته.