مستوطنون متطرفون يخططون لاعتصام في باحة الأقصى ويهددون بإحراق القدس

بمناسبة ذكرى هدم الهيكل في 9 أغسطس حسب التقويم اليهودي

محتجون على جدار الفصل في بلدة بلعين غرب رام الله، يحاولون تجنب دخان القنابل المسيلة للدموع التي اطلقها الجيش الاسرائيلي امس، امس (أ. ب)
TT

تخطط «لجنة أمناء الهيكل وأرض إسرائيل» و«لجنة حاخامات المستوطنات» وأوساط يمينية متطرفة أخرى في إسرائيل، للاعتصام داخل باحة المسجد الأقصى منذ يوم غد، وذلك احتجاجا على منع اليهود من الصلاة في المكان. وهدد بعضهم بإثارة احتجاج جماهيري واسع، إذا حاولت الشرطة منعهم، «وإشعال نار تحرق القدس بمن فيها»، كما قال جرشون سلومون، رئيس ما يسمى بلجنة الأمناء المذكورة أعلاه.

وأضاف سلومون، أن «باحة الأقصى هي المكان الذي دفن تحته الهيكل المقدس (المزعوم). والصلاة فيه تعتبر أقدس مهمات اليهودي المؤمن. ومع أن إسرائيل هي التي تسيطر عليه، فإنه يعتبر المكان الوحيد في العالم الذي يمنع اليهود من الصلاة فيه». وهاجم سلومون حكومات إسرائيل، منذ ليفي اشكول وموشيه ديان، «اللذين فرطا بهذا المكان (المسجد الأقصى وقبة الصخرة وباحاتهما) وسلماه إلى دائرة الوقف الإسلامي وحتى بنيامين نتنياهو الذي يكمل مسيرة الخنوع للفلسطينيين، ويمنعون اليهود من ممارسة حقهم في الصلاة في المكان». وقال، إن آخر عملية خنوع لنتنياهو كانت بقراره إلغاء البحث في بناء جسر على باب المغاربة في القدس، المجاور للحرم القدسي، «فقد خاف من انتفاضة فلسطينية مزعومة، وجمد خطة بناء الجسر».

وينوي سلومون، وجماعته من المستوطنين المتطرفين، دخول باحة الأقصى بحجة إقامة الصلاة في زاوية منها، وذلك حتى 9 أغسطس (آب)، حسب التقويم العبري، وهو يوم هدم الهيكل. ويعلن فيه اليهود المتدينون الحداد ويقضونه بالصوم والصلوات. وكانت لجنة رجال الدين اليهود في المستوطنات، برئاسة الرباي دوف ليئول، قد أعلنت هذا الأسبوع فترة حداد على مصير أرض إسرائيل في أعقاب الموقف الأميركي الرافض للبناء الاستيطاني في القدس، فاعتبروه موقفا معاديا لليهود والموقف الفلسطيني (الذي عبر عنه الشيخ رائد صلاح، رئيس مؤسسة الأقصى ومقرها مدينة أم الفحم في إسرائيل)، ويقول: «سيظل اليهود يحيون التاسع من أغسطس (آب) إلى الأبد»، فاعتبروا هذا دعاء إلى الله أن يظل اليهود في حالة حداد إلى الأبد. والجدير بالذكر، أن الحاخام الرئيسي في المنطقة المقدسة لليهود في القدس، وتسمى «حائط المبكى» (البراق)، شموئيال رابينوفتش، أصدر فتوى يحرم فيها الصلاة في باحة الأقصى بسبب قدسية المكان لدى اليهود. وقال، إن الدوس على الأرض التي تضم ركام الهيكل المقدس يعتبر مساسا بقدسية المكان. وهذا حرام، ويوافقه في هذه الفتوى غالبية رجال الدين اليهود، ولذلك فإن النشاطات التي تقام من أجل الصلاة بالقوة في باحة الأقصى تعتبر نشاطات سياسية استيطانية وليست دينية.