سليمان لمسؤول أميركي: يجب الضغط على إسرائيل لتطبق القرار 1701

الناطقة باسم اليونيفيل تؤكد أن أي عمل سيتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني

الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدى لقائه بدانيال شابيرو والسفيرة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون بالقصر الرئاسي في بعبدا أمس (أ.ب)
TT

شدد أمس رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان خلال استقباله مدير شؤون الشرق الأدنى في مجلس الأمن القومي الأميركي دانيال شابيرو في حضور السفيرة الأميركية ميشيل سيسون على «وجوب الضغط على إسرائيل من أجل تطبيق القرار 1701 ووقف خروقها اليومية بحرا وبرا وجوا، وكذلك شبكات التجسس كي يكون هذا الالتزام من جانبها دليلا على رغبة جادة وصادقة في السلام لم تظهرها إسرائيل لغاية الآن من خلال ما تقوم به». ورحب سليمان بشابيرو شاكرا لبلاده مساعدتها للبنان في كل الميادين، ومكررا أن أي «حل شامل وعادل ودائم في المنطقة لا يعطي الفلسطينيين حقوقهم، وفي طليعتها حق العودة كما تنص على ذلك مبادرة بيروت العربية، يبقى حلا منقوصا، ويبقي الوضع عرضة للانتكاس في أي لحظة». وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني فوزي صلوخ «التزام لبنان القرار 1701»، مشددا، خلال استقباله سفيرة النرويج لدى لبنان اودليز نورهايم، على «وجوب تفويت الفرصة على إسرائيل التي تمعن في خروقها اليومية لقرار مجلس الأمن الدولي».

من جهتها، نفت الناطقة الرسمية باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني الـ«يونيفيل» ياسمينا بوزيان حصول أي أعمال في منطقة كفرشوبا وتحديدا في بركة بعثائيل. وقالت: «كانت لدينا مشكلة عبور الماشية في تلك المنطقة حيث كانت اليونيفيل تتشاور مع البلدية للتوصل إلى حل ملائم والفرق التقنية لليونيفيل منتشرة حاليا في المنطقة للمراقبة الميدانية، إلا أن أي عمل يمكن أن يجري سيتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني والبلدية. هذه مرحلة أولية فقط والمشاورات مستمرة». من جهته، طالب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الأمم المتحدة بـ«وضع حد للعدو الإسرائيلي الذي ينتهك السيادة اللبنانية باستمرار خرقه القرار 1701 رافضا إعادة النظر بالقرار الدولي 1701 لمصلحة العدو الإسرائيلي»، مؤكدا «أهمية دور قوات الأمم المتحدة اليونيفيل العاملة في وضع حد للعدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني».

في غضون ذلك، بحث السفير الاسباني لدى لبنان خوان كارلوس غافو في الوضع في الجنوب مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وعقب اللقاء، صرح غافو: «كان كل منا مطمئنا نظرا إلى أن الوضع الآن يسوده هدوء كبير. كما أن تصريحات الأطراف السياسية المختلفة أظهرت تمسكها بالقرار 1701 وباستمرار الهدوء الذي يسود حاليا في المنطقة. كما أن كلينا يعتبر أن مهمات قوات اليونيفيل أساسية في الجنوب، وان العلاقة بينها وبين الأهالي ممتازة». وعما إذا كان يتخوف من أي هجمات إرهابية على قوات اليونيفيل، قال: «إننا في حال تأهب دائم، والوضع الآن هادئ. بالطبع يجب أن نكون في حال تأهب لأنه كما تعلمون فإن قوات اليونيفيل عملها دقيق، ولا أعتقد أن هناك مصلحة لأي طرف بأن يتسبب بأي تصعيد أو توتر».

وفي هذا الإطار، قال عضو «كتلة المستقبل» النائب عمار حوري عن الوضع في الجنوب: «لامسنا في الفترة الأخيرة الخط الأحمر في ما يتعلق بالقرار 1701 الذي جاء نتيجة صمود اللبنانيين وإصرارهم على مواجهة إسرائيل والتمسك بمنطق الدولة والجيش. إن محاولة البعض زعزعة هذه الثروة ستكون نتائجها غير موفقة. إسرائيل تريد تغيير قواعد اللعبة وعلينا ألا نعطيها ذريعة للذهاب بهذا المنحى، ربما هناك سوء تصرف من جانب اليونيفيل. وقد عولج من دون الوصول إلى حد تشكيل خطر على القرار الدولي. وعلينا ألا ننسى أن القرار 1701 جاء بناء على النقاط السبع التي كانت الحكومة قد وجهتها في حينه برئاسة الرئيس (فؤاد) السنيورة إلى مجلس الأمن. لذا علينا أن نحميه ونمنع المساس به».

كما تطرق رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى التحركات المريبة التي حصلت الأسبوع الفائت والوضع الأمني المتوتر في الجنوب، فقال: «متفقون جميعا على أن إسرائيل هي العدو، لكن هذا لا يعني أن البعض منا يحق له القيام بتحركات تؤدي إلى الضرر بلبنان أو اللبنانيين. فالجنوب لنا ولا أحد يستطيع احتكاره واعتبار نفسه المسؤول الأوحد عنه، إذ أن جميع اللبنانيين مسؤولون عن كل الجنوب وكل الشمال وكل البقاع وعن بيروت وعن جبل لبنان لأنهم ممثلون جميعا في الدولة اللبنانية التي هي بدورها مسؤولة عنهم وعن كل لبنان». وأكد أن «القرار 1701 صدر بالإجماع عن مجلس الوزراء حين كان كل الفرقاء ممثلين فيه وبالتالي يجب التمسك به. وإذا كان لدى إسرائيل نيات عدوانية فنحن نعتبر أن قوتنا في جيشنا ودولتنا في حين هم (المعارضة) يضيفون قوتنا في مقاومتنا. أما نحن فنضيف بكل شعبنا. فما الضرر إذا أضفنا إلى قوتنا قوة جديدة هي القرار 1701 و13 ألف عسكري دولي في لبنان منعا للأعمال العسكرية العدوانية عن الجنوب؟». ورأى أن «الأنسب للبنان هو جنوب مع قوات دولية وان من يحركش (من يتدخل) بهذه القوات يتصرف ضد مصلحة الجنوب ولبنان ككل»، مشيرا إلى أن «أي خطة دفاعية للبنان قوامها الأول إجماع اللبنانيين حولها، لأن هذا الإجماع هو القوة الحقيقية للدفاع عن وطننا». واعتبر أن «محاولة أي فريق الدفاع وحده عن لبنان بمعزل عن بقية اللبنانيين ستمنى بالفشل». وأصدر تجمع «لقاء علماء صور» بيانا أكدوا فيه رفضهم «أي تعديل في مهمة القوة الدولية المعززة في الجنوب أو تغيير قواعد الاشتباك المتعارف عليها في القرار الدولي الرقم 1701»، مؤكدين «التزامنا القرار الدولي، لكننا ضد محاولات تغيير قواعد الاشتباك». ورحب البيان باليونيفيل «ما دامت قوات مراقبة، لكن حين تقوم بعمل مطلوب منها إسرائيليا كما حصل في بلدة خربة سلم الجنوبية الأسبوع الماضي، فإننا سوف نتصدى لها». وقال «إن كل ما تقوم به القوة الدولية بالتنسيق مع الجيش اللبناني، فإننا نرحب به».