مقتل جنديين أميركيين في أفغانستان

هولبروك: الولايات المتحدة حريصة على تجنب الأخطاء الماضية في أفغانستان

TT

أعلنت القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أن اثنين من جنودها قُتلا في هجوم في جنوب البلاد أمس ليرتفع عدد القتلى من الجنود الأجانب المشاركين في عمليات هجومية واسعة على معاقل طالبان إلى مستويات قياسية. وجاء في بيان للقوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) أن «اثنين من قوة (إيساف) قُتلا اليوم (الجمعة) نتيجة هجوم للمسلحين في جنوب أفغانستان». ولم يكشف البيان تفاصيل مقتل الجنديين أو موقع الهجوم. وأكد متحدث باسم الجيش الأميركي في كابول أن الجنديين أميركيان.

ووصل عدد القتلى من القوات الأجنبية إلى مستويات قياسية في أفغانستان في وقت ترسل الحكومات الأجنبية مزيدا من القوات إلى هذا البلد المضطرب على أمل تخفيف حدة التمرد الذي تشنه حركة طالبان قبل انتخابات 20 أغسطس (آب).

وبمقتل الجنديين أمس، يرتفع عدد القتلى من القوات الأجنبية في شهر يوليو (تموز) إلى 65 جنديا ليكون أكثر الأشهر دموية بالنسبة إلى القوات الدولية منذ غزو أفغانستان عام 2001.

من جهته قال ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان، أول من أمس، إن الولايات المتحدة تعمل على تجنب الأخطاء التي سمحت بهروب فلول طالبان من أفغانستان إلى باكستان وشنهم تمردا دمويا. وصرح للصحافيين «سنواصل العودة بشكل منتظم لتحسين التنسيق. ولم يكن الوضع على هذا النحو عام 2002 وكان ذلك خطأ فادحا». وفي الأشهر التي أعقبت الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 والإطاحة بنظام طالبان في كابل، فرت فلول من تنظيم القاعدة وطالبان إلى المناطق الجبلية في باكستان حيث أقامت مخابئ لها. وقام المسلحون الذين تمركزوا في مناطق نائية خارج سيطرة الحكومة، بإعادة تنظيم صفوفهم وتوجيه هجماتهم ضد القوات الغربية في أفغانستان وشن تمرد وصل إلى مستويات قياسية. وفي الثاني من يوليو (تموز)، شن الجيش الأميركي أكبر عملية عسكرية في أفغانستان وتمت الاستعانة بـ400 من عناصر المارينز الأميركي لقتال فلول طالبان في ولاية هلمند الجنوبية قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 20 أغسطس (آب). وأعرب مسؤولون باكستانيون عن مخاوفهم من أن تجبر العملية الأميركية المسلحين على الفرار إلى باكستان وتصعيد الاضطرابات في منطقة بلوشستان المحاذية لولاية هلمند. وقال هولبروك لمجموعة صغيرة من الصحافيين في إسلام آباد «حتى الآن لم يظهر أي منهم (المسلحين) ولكننا نريد تجنب خطأ عام 2002 عندما تجاهل الغزو الأميركي العواقب في أفغانستان». وأضاف «من الأمور المهمة التنسيق بين الجيش الأفغاني والجيش الباكستاني»، مؤكدا أن «هناك تنسيقا هذه المرة». من جهته قال داود احمدي المتحدث باسم حاكم هلمند لوكالة «فرانس برس» إن «ريتشارد هولبروك وصل إلى هلمند أمس وزار القوات (الأميركية) ويلتقي حاليا حاكم الولاية» محمد غلام مانغال. ورفض متحدث باسم السفارة الأميركية في كابل أمس كشف مكان وجود هولبروك. وينتشر نحو 90 ألف جندي أجنبي ـ معظمهم من الأميركيين والبريطانيين والكنديين ـ في أفغانستان لإحلال الاستقرار في البلاد بعدما وصل تمرد طالبان إلى أعلى مستوياته منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 في أفغانستان».