قيرغيزستان: فوز الرئيس باكييف بولاية جديدة بغالبية تزيد على 86% من الأصوات

منظمة الأمن والتعاون الأوروبية تنتقد نزاهة الانتخابات.. والمعارضة تطالب بإعادتها بسبب التزوير

زعيم المعارضة في قيرغيزستان يتحدث لمؤيديه في تجمع أمس (رويترز)
TT

أظهرت النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية في قيرغيزستان أمس فوز الرئيس المنتهية ولايته كرمان بك باكييف، لكن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا انتقدت هذه العملية بشدة، مؤكدة أنها لم تحترم «معاييرها الرئيسية». فقد أعلنت اللجنة الانتخابية في قيرغيزستان فوز كرمان بك باكييف بغالبية تزيد على 86% من الأصوات بعد فرز 64% من بطاقات الاقتراع. ورفضت الحكومة مزاعم المعارضة التي تحدثت عن عمليات تزوير واسعة، وقالت إن النتائج لا رجعة فيها. وقال المتحدث باسم اللجنة الانتخابية ضمير ليسوفسكي للصحافيين «هذه الانتخابات الرئاسية القانونية جرت بطريقة منظمة. لقد نظمت في أجواء هادئة وودية. أن إعادة تنظيم الانتخابات كما تطالب به المعارضة، أمر غير ممكن». وكان فوز باكييف شبه مؤكد في الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس في قيرغيزستان والتي أكدت المعارضة أنه تخللتها «عمليات تزوير واسعة». وكانت مكاتب الاقتراع أغلقت في الثامنة مساء (14:00 ت غ) في هذا البلد الفقير في آسيا الوسطى. وذكرت اللجنة الانتخابية المركزية أن نسبة المشاركة كانت مرتفعة جدا وبلغت 92.78 في المائة من الناخبين المسجلين. لكن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قالت في تقرير أصدرته غداة العملية الانتخابية إن «الانتخابات الرئاسية القيرغيزية لا تحترم المعايير الرئيسية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا رغم (وجود) عناصر إيجابية».

وأضافت أن «يوم الانتخابات شابته مشاكل ومخالفات عدة، بينها تزوير في الصناديق وأخطاء في قوائم الناخبين ومقترعون أدلوا بأصواتهم مرارا». وتابعت المنظمة أن «العملية تدهورت أكثر خلال فرز الأصوات وتحديد النتائج، فقد نظر المراقبون سلبا إلى هذا الجزء من العملية في أكثر من نصف الحالات التي تمت مراقبتها». ولاحظت المنظمة انه أتيح للناخبين الاختيار بين العديد من المرشحين وأن المجتمع المدني اضطلع بـ«دور مهم» في العملية الانتخابية.

ورغم ذلك، فقد أفاد الرئيس المنتهية ولايته من «أفضلية في غير محلها» على خصومه عبر استغلال إمكانات مرتبطة بمنصبه وتغطية عملت لمصلحته في وسائل الإعلام، وفق المصدر نفسه. وقال رادميلا سيكيرينسكا رئيس بعثة المراقبين التابعة لمكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون «من المؤسف أن العملية الانتخابية لم تظهر التحسن الذي كنا نأمل به، وافتقرت إلى معايير رئيسية أعلنت قيرغيزستان إنها ستلتزمها بصفتها بلدا مشاركا في المنظمة».

وأضاف تقرير المنظمة أن الحملات الانتخابية لمرشحي المعارضة واجهت «عراقيل» فيما تعرض أنصارهم لـ«ضغط وترهيب»، مشيرا إلى أن هذه الشوائب أشاعت «مناخا من الحذر وأدت إلى المساس بثقة الناخبين في إجراء انتخابات ديمقراطية فعليا». وانتشر نحو 300 مراقب تابعين لمنظمة الأمن والتعاون لمواكبة الانتخابات. وقال أمس النائب عن المعارضة بكيت بيشيموف لوكالة الصحافة الفرنسية «إن نسبة 90% هي نسبة هائلة. هذا مؤشر واضح لا يقبل الجدل بوجود تزوير على مستوى الدولة». ومنذ الخميس، انتقدت المعارضة بشدة مجريات العملية الانتخابية ونتائجها، وأعلنت أنها ستتحرك خلال الأيام المقبلة. وقال المظ اتامباييف المرشح الرئيسي المنافس لباكييف إن الانتخابات «غير شرعية»، متوعدا بتنظيم تظاهرات احتجاج. وكان نحو ألفين من أنصار المعارضة تجمعوا الخميس في مقر حملة المظ اتامباييف في ضواحي العاصمة بشكيك، وأحيوا حفلة على أنغام الموسيقى الفولكلورية، ملوحين بأعلام بيضاء وهاتفين بشعارات مختلفة بينها «يسقط باكييف». وانتهت الحفلة من دون تسجيل حوادث. ووصل باكييف إلى السلطة في 2005 اثر تظاهرات عنيفة في أعقاب انتخابات شابتها عمليات تزوير. ورغم الانتقادات التي توجهها إليه المعارضة، يبقى باكييف بالنسبة إلى كثيرين الخيار الأمثل لقدرته على فرض استقرار نسبي في البلاد بعد نحو عقد من الصراعات السياسية. وباكييف حليف للأميركيين خصوصا بعد قرار قيرغيزستان في نهاية يونيو (حزيران) أن تبقى على أراضيها قاعدة أميركية حيوية لعمليات التحالف الدولي في أفغانستان، بعدما هددت بإغلاقها.