هندوراس: زيلايا يبدأ رحلة عودة جديدة إلى بلاده.. عبر البر

مصحوبا بقافلة من الصحافيين والمؤيدين

TT

بدأ رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا رحلة جديدة لمحاولة العودة إلى بلاده، وهذه المرة توجه إلى هندوراس برا بدءا من نيكاراغوا، في وقت بدأت فيه قمة الاتحاد الجمركي لأميركا الجنوبية (ميركوسور) اجتماعها الذي من المتوقع أن تهيمن عليه الأزمة في هندوراس، إلى جانب انتشار إنفلونزا الخنازير التي سجل ثلثا ضحاياها في أميركا اللاتينية.

واستقل زيلايا، وهو يرتدي قبعة رعاة البقر التي اشتهر بها، سيارة جيب في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا، وتوجه شمالا إلى الحدود مع هندوراس وخلفه قافلة من المؤيدين والصحافيين. ويقول زيلايا، الرئيس اليساري الذي أطيح به في 28 يونيو (حزيران) وأجبر على الذهاب إلى المنفى، إنه سيحاول العبور إلى هندوراس على الرغم من تهديد الحكومة المؤقتة التي أطاحت به بأنها ستلقي القبض عليه.

وقال قبل مغادرته ماناغوا: «آمل أن تنضموا إليّ في عودة رئيس دولة اختاره الشعب بطريقة شرعية وأطاحت به قوة فاشستية بطريقة غير قانونية». وفي محاولة لمنع دخول مؤيدي زيلايا، أعلنت الحكومة المؤقتة في هندوراس حظرا على التجول طوال الليل بمحاذاة المنطقة الحدودية. وأقام جنود الجيش نقاط تفتيش متعددة على الطرق قرب الحدود. وكانت محاولة في وقت سابق من الشهر الحالي للعودة في طائرة فنزويلية قد أحبطت، عندما سد الجيش مدرج المطار. وقتل شاب من مؤيدي زيلايا في اشتباكات مع جنود الجيش. وأزعج زيلايا النخبة الحاكمة التي تتهمه بمحاولة السعي لإعادة انتخابه ودفع البلاد إلى تحالف مع الرئيس الفنزويلي اليساري هوغو شافيز. وطالبت الولايات المتحدة وحكومات دول أميركا اللاتينية بإعادة زيلايا إلى الحكم، لكن الحكومة المؤقتة في هندوراس ترفض الإذعان للضغوط. ولم تعترف أي دولة بعد بالحكومة الانقلابية في هندرواس. وبدأت مفاوضات لحل الأزمة قادها رئيس كوستاريكا أوسكار أورتيغا، إلا أنها فشل في إيجاد تسوية للأزمة.

من جهة أخرى، بدأت قمة الاتحاد الجمركي لأميركا الجنوبية (ميركوسور) اجتماعاتها أمس، وعلى رأس جدول أعمالها الأزمة في هندوراس. وأدرجت عدة خلافات اقتصادية إقليمية أيضا على جدول أعمال اجتماع المنظمة التي أنشئت في 1991 وتضم الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي. وستمثل تشيلي وبوليفيا العضوان المشاركان، برئسيهما أيضا. إلا أن مشاركة الرئيس هوغو شافيز غير أكيدة، حيث لا يزال انضمام فنزويلا إلى «ميركوسور» معلقا بانتظار موافقة مجلسي الشيوخ في البرازيل وباراغواي. وقال وزير خارجية باراغواي هيكتور لاكونياتا إن الأزمة في هندوراس ستكون «أحد المواضيع الرئيسية في القمة» سواء حضر شافيز زعيم اليسار المعادي لليبرالية في أميركا اللاتينية وحليف زيلايا، أو لم يحضر. وستصدر القمة إعلانا يطالب «بالعودة الفورية للرئيس سيلايا» إلى السلطة بعد شهر على الانقلاب الذي أطاح به. كما ستطلب عقد «اجتماع جديد طارئ» لمنظمة الدول الأميركية، على حد قول لاكونياتا.

وقالت مصادر قريبة من وزارة الخارجية الأرجنتينية إن بوينس آيرس تريد زيادة الضغط على نظام الأمر الواقع في هندوراس لتسهيل عودة زيلايا.