وزير الدفاع العراقي: لن نسمح بحماقة المواجهة بين الجيش العراقي والبشمركة

العبيدي لـ «الشرق الأوسط»: فوجئت بمستوى دعم أوباما للعراق ووجدته مشابها لدعم سلفه بوش

وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي (أ.ف.ب)
TT

يواجه وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي مهمة صعبة في تأمين العراق والحرص على ملء القوات العراقية أي فراغ أمني تتركه القوات الأميركية بعد انسحابها من المدن العراقية. والتقت «الشرق الأوسط» وزير الدفاع العراقي خلال مرافقته لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في زيارة رسمية إلى واشنطن، حيث حرص العبيدي على التأكيد على قدرات الجيش العراقي بالإضافة إلى تعاونه مع القوات الأميركية رغم التقارير الإخبارية التي أشارت إلى بعض المشاكل في التنسيق بين الطرفين. وكان العبيدي حازما في رده على الأسئلة حول المخاوف من مواجهة بين قوات الجيش العراقي وقوات حكومة إقليم كردستان (البشمركة) وخاصة على حدود المناطق المتنازع عليها، مؤكدا أنه لن يسمح بمثل هذه «الحماقة»، على حد تعبيره. وفي ما يلي نص الحوار:

* ماذا أنجزتم خلال هذه الزيارة إلى الولايات المتحدة وهل أبرمتم أية اتفاقات لشراء أسلحة أو معدات عسكرية؟

ـ أجد هذه الزيارة تحمل المفاجأة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فإنني أعيش بالتفصيل منذ عام 2004 مع الجيش الأميركي والحكومة الأميركية في كل تطلعاتها بالنسبة للعراق. وتوقعت بأني سأجد دعما أقل (من الإدارة الأميركية الجديدة)، أو أن أجد فكرة أنه لا يوجد هنالك مسؤولية تجاه العراق، ولكني وجدت أن الحكومة الأميركية الحالية وحتى الجيش الأميركي كقيادة لديهما فكرة دعم أكبر وإيمان قاطع بمستقبل العراق وفي الوقت نفسه إيمان كبير ومساعدة أكبر من أي وقت مضى. ووجدت لديهم أيضا تحمسا كبيرا، وخاصة من لقاء الرئيس (الأميركي باراك) أوباما ونائبه (جو) بايدن، لقد تفاجأت من طرحهما ودعمهما.

* ولكن من أية ناحية هذا الدعم؟

ـ توقعت أن يكون دعمهم ليس بالمستوى الذي كان عليه عند الحكومة السابقة (برئاسة الرئيس السابق جورج بوش) ولكن وجدتهم بالمستوى نفسه ووجدت لديهم مسؤولية كاملة في استمرار المسيرة وصولا إلى الأهداف النهائية للعراق الجديد.

* هل الجيش العراقي بالمستوى المطلوب الآن وما هي احتياجاته من ناحية السلاح والعتاد العسكري وخاصة من الولايات المتحدة؟

ـ الجيش العراقي كغيره من الجيوش يتألف من قوات برية وبحرية وجوية. وهنالك أسبقيات، فقد كانت الأسبقية في البداية للأمن، فجرى التركيز على القوات البرية وكونا 14 فرقة، وأصبحت بمستوى من جميع النواحي جيدة. ثم بدأت مرحلة مهمة جدا، هي مرحلة بناء القوات البحرية لحماية الموانئ والمرافئ لتصدير النفط، ولدينا خطط بتكاملها قبل نهاية 2011، طالما هي موجودة الآن في حماية القوات الأميركية. ومن ثم انتقلنا لنبدأ بداية جيدة وصحيحة وعلمية بالنسبة للقوة الجوية. في جميع هذه الأمور، كان هنالك دور حقيقي للولايات المتحدة الأميركية، ودعم كبير جدا وليس دعما اعتياديا.

* نعود لموضوع الأسلحة، هناك تقارير عن حاجة العراق للمعدات والأسلحة، فما هي تلك الأسلحة وما هو القاصر بالنسبة للعراق؟

ـ هذا أمر حيوي جدا بالنسبة لنا، فعلى سبيل المثال، أصبح لدينا الآن دبابات أميركية حديثة ونحن في طور التدريب عليها وبشكل مستمر، وهذه الدبابات تحتاج إلى أعتدة وأعتدتها ليست رخيصة وإنما أعتدة ثمينة وهذه الأعتدة كلها موجودة في العراق لدى الجيش الأميركي الموجود حاليا، فإذا حصلنا على هذه الأعتدة، بدلا من أن نشتريها، سنوفر الفلوس لشراء هذه الأعتدة لصرفها في مجال آخر وتكون الأعتدة كمساعدة. والأمر نفسه بالنسبة إلى قطع الغيار.

* هل توصلتم إلى اتفاق مع الأميركيين حول هذا الأمر؟

ـ لدينا تقريبا ضوء أخضر في هذا المجال وكان ذلك من المفاجآت منذ مجيئنا هنا، فقد كنا نتوقع إجابة معينة لكننا تلقينا إجابة أخرى. هناك مشروع في هذا المجال، (يشمل) قطع الغيار ومعدات التدريب الإلكترونية.

* لننتقل إلى الوضع الداخلي في العراق، وضع الموصل ما زال متأزما، رأينا بعض الاضطرابات في الأنبار، هل تخشون من تراجع الأوضاع الأمنية مجددا؟

ـ إطلاقا لا، لم يعد هنالك إرهاب بإمكانه السيطرة على مخفر شرطة في أي منطقة نائية، بينما كان يسقط مخافر شرطة في محافظة كاملة. الآن لم يعد هناك للإرهاب قدرة على أن يظهر بعملية تعبوية يهاجم فيها أي شيء. حدوده أن يأتي بسيارة أو عبوة مفخخة و90 إلى 95 في المائة من الأحيان هي تستهدف أبرياء في سوق في مستشفى في مسجد. نحن بالنسبة لنا، إذا وضعنا أسبقيات للعمليات الإرهابية، نضع الموصل ثم ديالى ومن ثم بغداد. وبقية المحافظات، 15 محافظة، من النادر أن يحدث فيها أحداث، هي محافظات يمكن أن نعطيها اللون الأخضر.

* ولكن الأوضاع في الموصل متأزمة، ما هي خططكم للسيطرة على الأوضاع هناك؟

ـ نحن في الموصل لدينا عمليات جيدة جدا، المهم فيها أن يكون لدينا عاملان، أولا: القيادات ونحن نستهدفها بشكل دقيق، وثانيا: التمويل، وأيضا نستهدفه بشكل دقيق. ومشكلتنا صراحة في موضوع الموصل هو الحدود، ونحن أيضا نطور أنفسنا تجاه هذا الشيء. فأنتم تتكلمون عن الموصل ولكن ليس على محافظة نينوى، فمحافظة نينوى كلها آمنة، ما عدا الموصل. ونعمل بشكل جيد جدا. وأهم شيء نريد أن نقوم به في الموصل هو تفعيل دور المواطن، فبصراحة أن دور المواطن ليس بالمستوى المطلوب مثلما حصل في الأنبار وفي البصرة وفي بغداد وحتى في ديالى. وإذا ما تم ذلك، فهذا معناه أنه بإمكاننا الوصول إلى مستوى جيد في الموصل ونحن نعمل في هذا الاتجاه. يعني لدينا خططنا وليس فقط الأمنية وإنما خططنا السياسية والاقتصادية وخطط مصالحة وطنية.

* لقد صدرت بعض التصريحات عن إمكانية مواجهة بين قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة وخاصة في مناطق التماس الحساسة، هل هذا شيء وارد، ما هي استعداداتكم لمنع هذا الأمر؟

ـ كل استعداداتنا وكل جهودنا تجري لكي لا تحدث هذه الحماقة، القوات الكردية هي قوات جزء من منظومة الدفاع الوطني وسنعمل على ذلك ونحن لا يمكن أن نجازف في أن يحدث هذا الاحتكاك إطلاقا.

* هل يعني ذلك أن لديكم خططا لمنع ذلك؟

ـ بالتأكيد، ولدينا تفاهمات على الصغيرة والكبيرة، لدينا تبادل ارتباط فيما بيننا كي تكون هناك صورة واضحة عما يدور عندنا وما يدور عندهم ونحن نلتقي كوزراء ونلتقي لقاء الإخوة وإن شاء الله سنتجاوزها. لن نفرح الأعداء في هذا المجال.

* وهل التنسيق مع الأميركيين أيضا بالمستوى المطلوب؟

ـ لدينا أرفع تنسيق مع القوات الأميركية ولكن نحن في بداية تنسيق جديد قد تحدث فيه بعض الأخطاء ولكن يوما بعد يوم يتطور التنسيق بشكل ممتاز.