الجزائر تحارب التيار السلفي الجهادي بالترويج للصوفية

بمشاركة 5 آلاف من 34 بلدا في ندوات تدعو إلى الاعتدال ونبذ التشدد

مهاجرون أفارقة غير شرعيين يتلقون مساعدات من الصليب الأحمر في ميناء تريفا الإسباني أمس (أ. ف. ب)
TT

تسعى السلطات الجزائرية إلى الترويج للصوفية لتطويق حركة سلفية قوية في البلاد، يعتنقها غالبية أعضاء الجماعات الإسلامية المسلحة. وقد انطلقت أمس رسميا أشغال تظاهرة كبيرة للزاوية العلاوية بمشاركة 5 آلاف شخص يتحدرون من 34 بلدا، سيتابعون محاضرات وندوات تدعو إلى الاعتدال ونبذ التشدد، وسيحضرون حفلات في الإنشاد الصوفي. في إطار حرب طاحنة مع الجماعات الإسلامية المتطرفة تدوم منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، اهتدت السلطات إلى طريقة مغايرة في الحد من تأثير الفكر الجهادي السلفي الذي يعتنقه المتشددون المسلحون يتمثل في نشر أفكار الصوفية بواسطة هيئات تملك الآلاف من الأتباع في الجزائر وخارجها. وتحتضن ولاية مستغانم (250 كلم غرب العاصمة) منذ يومين احتفالات مرور مائة سنة على تأسيس الزاوية العلاوية تحت شعار «لنزرع الأمل في نفوس الناس».

ويقول منظمو التظاهرة، التي تدوم أسبوعا، إن الهدف من تنظيمها «تشجيع الناس على العودة إلى الإسلام التقليدي.. الإسلام السلمي المتسامح المتفتح». كما يهدف الحدث إلى «إحياء التراث الروحي والثقافي». وتميز حفل إطلاقه باستعراض لفرق فلكلورية أدته وفود من الكشافة الإسلامية حضرت من دول عديدة. ويشارك في عيد ميلاد الزاوية العلاوية شيوخ في الصوفية وأتباعها ومريديها جاءوا من بلدان بعيدة. وجاء في وكالة الأنباء الجزائرية أن 5 آلاف شخص سيتابعون النشاطات التي ستميز التظاهرة الروحية، من بينهم 2200 أجنبي يتحدرون من 34 بلدا من بينهم الممكلة العربية السعودية ومصر وتونس وليبيا والمغرب وسورية والأردن، ودول أوروبية وكندا وأميركا والأرجنتين واليابان وأندونيسيا.

وبحسب برنامج التظاهرة، سوف تتعدى المحاضرات والندوات التي ستنظم خلال أسبوع، الجوانب الروحية في الإسلام إلى عقد نقاش حول قضايا تهم العالم حاليا، مثل البيئة ووسائل الاتصال، بالتوازي مع إلقاء محاضرات في «الوحي» و«الروحية والصوفية» و«تربية الإيقاظ».

ويقول منظمو التظاهرة إن الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية، تستمد أصولها من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتستلهم كثيرا من أفكار مجددها في بداية القرن الـ20 الشيخ العلاوي، الذي استخلف في سنة 1909 شيخه البوزيدي. وتعرف إلى الطريقة المعتمدة من طرف الشيخ العلاوي بأنها زاوجت بين التقاليد والعصرنة في الإسلام. أما شيخ الزاوية العلاوية حاليا، فيسمى عدلان خالد بن تونس وهو كاتب ومحاضر في الصوفية والإسلام.

وتحرص السلطات الجزائرية من خلال الاحتفالات التي يرعاها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا والتي تدعو إلى الأخوة والتسامح ومحاربة الكراهية ونشر قيم التسامح، على مواجهة نشاط مروجي السلفية الجهادية المتغلغل في المجتمع عبر بعض المساجد والكتب والأقراص المضغوطة التي توزع على الشباب في مختلف الفضاءات بما فيها المدارس، وعبر بث الأفلام المحرضة على القتال في شبكة الإنترنت. وتفيد التحقيقات أن عددا كبيرا من أفراد الجماعات المسلحة التحقوا بها نتيجة الترويج للخطاب الداعي إلى شن حرب على الدولة.

ومن جهة أخرى، أعلن الدرك الجزائري أمس أن أفراد حرس الحدود ضبطوا 4 أطنان من المخدرات وقطعتي سلاح وذخيرة وهاتفا خلويا على مستوى بلدة وادي رتمة بولاية بشار التي تقع على بعد 965 كيلومترا جنوب غربي العاصمة الجزائرية.

وقال مصدر جزائري إن حراس الحدود لوادي رتيمة، الذين نصبوا كمينا، أطلقوا النار أمس نحو موكب مكون من 4 سيارات لمهربي المخدرات وأوقفوا 4 منها واسترجعوا حمولة 4060 كيلوغراما من المخدرات المعالجة وسلاحا ناريا سريع الطلقات.