مصادر فلسطينية: السلطة ستفرج عن معتقلين من حماس لتسهيل سفر أعضاء مؤتمر فتح بالقطاع

ملفا وفاة عرفات وسقوط غزة سيسقطان رؤوسا ويقللان من حظوظ البعض.. و3 دول تواصل ضغوطها

سيدة فلسطينية تشارك في تظاهرة في غزة تدعو للمصالحة الوطنية وعدم المحاصصة بين فتح وحماس، امس (رويترز)
TT

أكدت مصادر في حركة فتح، لـ«الشرق الأوسط»، أن موعد عقد المؤتمر السادس، أصبح مؤكدا في 4 أغسطس (آب) المقبل في مدينة بيت لحم، ولن يجري عليه أي تغيير، حتى ولو لم تسمح حماس لأعضاء المؤتمر بالسفر من غزة. إلا أن المصادر أكدت أن 3 دول كبيرة، وهي مصر وسورية وتركيا لا زالت تمارس ضغوطا على حماس من أجل تسهيل سفر أبناء فتح من غزة.

وسيقف مؤتمر فتح عند قضيتين، لا يعتقد كثير من الفتحاويين المشاركين أنهما سيمران مرور الكرام، وهما ملف وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات، وسقوط غزة. وقالت المصادر: «هذان الملفان سيسقطان رؤوسا وسيقللان حظوظ الكثيرين».

وكان محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحماس أثار شكوكا كبيرة حول إمكانية السماح لأعضاء فتح من غزة بالسفر إلى بيت لحم، إذ ربط ذلك بإنهاء الاعتقال في الضفة الغربية.

وقال الزهار عقب صلاة الجمعة في مسجد العمري شمالي غزة: «إذا كانوا يعتقلون بحجة أنه لن يتم وقف ملف الاعتقال إلا بعد إنهاء الانقسام، فنحن نقول أيضا إنه بعد أن ينتهي الانقسام يستطيع كل إنسان أن يتحرك بحرية». وأضاف: «سنتعامل معهم على أساس الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة».

وقالت مصادر مسؤولة في فتح لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطة ستقدم على خطوات خلال الأيام القليلة القادمة للإفراج عن معتقلي حماس، وذلك من أجل حمل الحركة على التجاوب مع الضغوط التي تمارس عليها. وتابعت المصادر، سيحولون ملفات كثيرين إلى المحاكم وسيطبقون قرارات القضاء بشأن الإفراج عن المعتقلين.

وأمس، أكد رئيس الوزراء سلام فياض أنه تم بالفعل تنفيذ القرارات والأحكام كافة الصادرة عن المحكمة العليا بالإفراج عن عدد من المعتقلين لدى أجهزة السلطة الوطنية. وقال إن «تعزيز هيبة القضاء وتنفيذ كافة القرارات، والأحكام الصادرة عنه، هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه». وأضاف أن «السلطة، وهي تعمل بمثابرة لبناء دولة المؤسسات، فهي تؤكد حرصها المطلق على الفصل بين السلطات وتنفيذ قرارات المحاكم كافة وفي مقدمتها تلك الصادرة عن المحكمة العليا».

وأشار فياض إلى أن زمن إدارة الظهر لقرارات المحاكم لم يعد قائما ولن يعود، وطالب مؤسسات حقوق الإنسان أن تلحظ بموضوعية التقدم الحاصل في عمل المؤسسة الأمنية، ليس فقط في تعزيز شعور المواطنين بالأمن والأمان، بل والتزامها بالمعايير القانونية أثناء تأديتها لواجبها الوطني. وأكد أن أهم هذه المعايير يتمثل في الالتزام بتنفيذ قرارات المحاكم وأحكام القضاء.

واجتمعت لجنة العضوية في عمان أمس. ودرست اللجنة، عددا كبيرا من التظلمات التي وصلتها من قبل الأقاليم وقواعد ومسؤولين في فتح حول مشاركة أو عدم مشاركة البعض في المؤتمر. وعلى الرغم من أن مصدرا في مكتب التعبئة والتنظيم قال لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر سيعقد ولو حضره 50 فقط، فإنه لا يمكن تأجيل المؤتمر لأي سبب. أكد فيصل أبو شهلا، عضو المجلس التشريعي عن فتح وعضو مؤتمرها، أنه لا مؤتمر من دون غزة. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك إجماعا في قيادة فتح ولدى قادتها أنه لا يمكن عقد المؤتمر من دون غزة. إلا أن أبو شهلا أضاف: «لكن نحن مطمئنين لحضورنا إلى المؤتمر، برغم كل ما يقال». ويرفض أبو شهلا ما اعتبره «مساومة وابتزازا من قبل حماس في موضوع سفرهم إلى الضفة». وقال «هذا حق مكفول، ثم نحن ضد الاعتقال السياسي أينما كان، لا في الضفة ولا في غزة، ولا يجوز تقييد حرية الحركة بهذه الطريقة، هذا حق كفله القانون».

وتجري اللجنة التحضيرية تعديلا على بعض الأسماء أو شطب واستبدال أسماء بأسماء بعد تظلمات كبيرة وصلتها. وقرر عدد من قيادة فتح ترشيح نفسه رسميا للمركزية والثوري، والمسألة لم تحسم أو تنتهي بعد.

لكن أسماء بارزة على الأقل تأكد ترشحيها للمركزية، مثل أبو مازن ومروان البرغوثي، القيادي الأسير، وأحمد قريع (أبو علاء) مفوض فتح، وأبو ماهر غنيم، المفوض العام. وقالت المصادر إن هؤلاء الأربعة لا خلاف عليهم.

وبحسب مصادر محسوبة على البرغوثي، فإنه سيقود تغييرا وإصلاحا في فتح، على الرغم من أن معظم المرشحين في المركزية يختلفون مع نهجه. وأضافت المصادر: «لكن عددا كبيرا من تيار البرغوثي سينجح في الثوري، وهذا ما نسعى له».