هنية: الطريق للتوصل لاتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني ما زال طويلا

فتح تحذر من ردة فعل إذا منع نشطاؤها من حضور مؤتمرها السادس في بيت لحم

TT

اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، أن الطريق للتوصل لاتفاق ينهي حالة الانقسام الداخلي ما زال طويلا، محملا قيادة حركة فتح مسؤولية تعثر الجهود الهادفة لوضع حد لحالة الشرذمة. وفي لقاء مع العشرات من الشخصيات الاعتبارية في مدينة خان يونس الليلة قبل الماضية، قال إن تبعية قيادة فتح لأميركا انعكس على مسار جلسات الحوار في القاهرة، من خلال إصرارها على ضرورة تشكيل حكومة تعترف بالاحتلال وتتنازل عن حق العودة للاجئين.

واتهم هنية فتح بالتراجع عن التفاهمات الثنائية التي سبق التوصل إليها مع حركة حماس، موضحا أن التوصل لاتفاق ينهي حالة الانقسام يستدعي من فتح عدم استحضار الشروط الأميركية على طاولة الحوار الفلسطيني والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في سجون السلطة برام الله. ونفى هنية وجود أي معتقل على خلفية سياسية في سجون قطاع غزة، مشددا على أن جميع الذين اعتقلوا كانوا على خلفية جنائية وليس بسبب انتماءاتهم الفصائلية. وقال إن المعتقلين قدموا معلومات أمنية تتعلق بإحداثيات المقرات الأمنية والوزارات ومواقع المقاومة لحكومة رام الله، التي قامت بدورها بنقلها لإسرائيل لكي يتم ضربها خلال الحرب العدوانية الأخيرة على القطاع، وملمحا للتنسيق الأمني القائم بين أجهزة أمن السلطة وإسرائيل، قال هنية: «لا يمكن لأحد العودة إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية»، مشيرا إلى أن حكومته رفضت الدخول «في أي تعاون أمني مع أي طرف كان على حساب المقاومة، فنحن والشعب والمقاومة في خندق واحد»، على حد تعبيره. وأشار هنية، إلى أن تعمد إسرائيل ضرب مقار الأجهزة الأمنية التابعة لحكومته، جاء لأن هذه الأجهزة تشكل سندا للمقاومة. وامتدح هنية انجازات حكومته على مدى أربعة أعوام، منوها إلى أنها «نشرت الأمن وعززت من سلطة القانون والقضاء ولم ترفع الغطاء عن المقاومة». وكرر هنية الموقف الذي شدد عليه أخيرا من أن حماس لن تقف عقبة أمام دولة فلسطينية ذات سيادة وبحقوق كاملة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) في الأرض المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس. وأضاف: «يمكن أن نقبل بمرحلية التحرير، ولا نقف عقبة أمام دولة كاملة السيادة في حدود 67، ونسعى لتحقيق هذا الهدف الوطني مع كل المخلصين من أبناء شعبنا الفلسطيني، وهذا لا يعني لنا تنازلا عن بقية الأرض، وعن حق الأجيال القادمة في أرضها وميراثها الخالد».

من ناحيته اعتبر فهمي الزعارير، الناطق بلسان حركة «فتح» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تصريحات الزهار تدلل على أن حركة حماس غير جاهزة للحوار، محذرا من ردة فعل كبيرة في حال منعت حماس نشطاء فتح من التوجه للمشاركة في مؤتمرها في بيت لحم. وردا على سؤال ما إذا كان هذا التهديد يعني تكثيف الاعتقالات السياسية ضد نشطاء حماس في الضفة الغربية، قال الزعارير، إن فتح ليست مسؤولة عن الاعتقالات في الضفة الغربية، نافيا في الوقت وجود معتقلين سياسيين في سجون الضفة. وقال إن جميع المعتقلين إما أنهم معتقلون على خلفية اقتناء السلاح أو المال. وحول رفض الأجهزة الأمنية في الضفة الاستجابة لقرار محكمة العدل العليا الفلسطينية الإفراج عن عدد من نشطاء حركة حماس، قال الزعارير إن حركته تدفع نحو احترام القانون.