اجتماع مصالحة موسع بين «التقدمي الاشتراكي» وحزب الله

عمار: المقاومة تستند إلى «جبل يحمي ظهرها» والتقارب ليس تكتيكا

TT

توّجت أمس الاجتماعات التي عقدت بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط من جهة، وأحزاب المعارضة وفي طليعتها «حزب الله» من جهة أخرى، بلقاء مصالحة موسع، بعد أشهر على عودة التقارب بين الحزب الاشتراكي و«حزب الله». والهدف من الاجتماعات «إنهاء ذيول» أحداث السابع من مايو (أيار) 2008 التي امتدت من بيروت إلى الجبل وانتهت بعشرات القتلى، قبل الانتقال إلى العاصمة القطرية والخروج بالاتفاق الشهير الذي أنهى الاشتباكات المسلحة بين الطرفين.

وعقد أمس لقاء بين ممثلين للحزب الاشتراكي و«حزب الله» وحركة «أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري و«الحزب الديمقراطي اللبناني» الذي يرأسه النائب الدرزي طلال أرسلان (حليف حزب الله) و«الحزب السوري القومي الاجتماعي»، في قرية كيفون ذات الغالبية الشيعية في منطقة عالية التي شهدت أعنف المعارك وذهب ضحيتها عشرات القتلى.

وقد حضر وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي والنائب أكرم شهيب عن الحزب الاشتراكي، والنائب علي عمار عن «حزب الله»، والنائب فادي الأعور عن الحزب الديمقراطي اللبناني، وحسام العسراوي عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعدد من مسؤولي الأحزاب في المنطقة ورؤساء البلديات.

وأشاد الأعور بقرية كيفون معتبرا أنها تشكّل «محطة للتلاقي والوحدة» و«نموذجا يجب أن يعمم على جميع اللبنانيين بكل أطيافهم وتلاوينهم»، معتبرا أن «هذه الوحدة هي الضامن الوحيد للسلم الأهلي وحماية الوطن من أعدائه». أما شهيب فقال: «اليوم تجمعنا وحدة أبناء الجبل والعيش المشترك. وحدتنا وعيشنا المشترك هما القاعدة والأساس والغيوم السوداء هي الاستثناء. هواجسنا واحدة، قضايانا واحدة، عدونا واحد هو إسرائيل الذي يستهدفنا جميعا في وطننا وأمتنا العربية. تاريخنا مشترك في الدفاع عن وطننا وفي مقاومة الاحتلال، إن بالسيف والدم أو بالموقف والقرار. ورأى أنه «ليس المطلوب التطابق في كل المواقف السياسية بقدر ما المطلوب إدارة النقاش السياسي في جو من الاحترام واعتماد الأصول الديمقراطية، تعزيزا لمسيرة السلم الأهلي الحافظة للوحدة الوطنية في مواجهة كل المؤامرات الخارجية من عدوان إسرائيلي وإرهاب متربص». ومن جهته، لفت عمار إلى أن اللقاء «لا ينحصر في إطار هذه القوى. هذه اللقاءات تعبر عن إرادة صادقة واعية لخطورة المرحلة ومتلمسة الخطوات التي تستهدف النهوض بلبنان لمواجهة تحدي العدو الإسرائيلي وتهديداته من ناحية، وأيضا تحدي الملفات المتأزمة على المستوى الداخلي». وفيما طمأن إلى أن «هذه الإرادة ليست تكتيكا سياسيا بين القوى التي اجتمعت حولها وليست مناورة سياسية»، قال: «هذه الإرادة تعبر عن حقيقة الإيمان، إن على مستوى حزب الله بما يمثل أو حركة أمل والحزب التقدمي والحزب الديمقراطي اللبناني». وأشار إلى أن «المقاومة منذ انطلاقتها كردة فعل على الاحتلال والعدوان على السيادة والحرية والاستقلال، لم تستند فقط إلى سلاح الإيمان وحقها في الدفاع عن أرضها وأهلها وكرامتها وعزتها. ولم تنطلق أيضا من خلال ما تحمله من قوة السلاح، إنما أيضا من خلال إيمانها بأن خلفها جبلا يشكل ظهرا قويا وسندا منيعا».