لقاء الجميل ـ فرنجية متوقع اليوم.. وسكة «المردة ـ القوات» متوقفة

الساحة المسيحية «تعيد شبك نسيجها الاجتماعي والثقافي»

TT

فيما يستمر الركود السياسي في مجال تأليف الحكومة وبقاء لبنان في «عهدة التصريف»، تنشط حركة اللقاءات السياسية «في الساحات» علها تنجح في ترميم شيء مما باعدت بينهم الانقسامات التي طبعت البلاد في السنوات الأربع الماضية. ففي موازاة الاجتماعات التي عقدت بين «حزب الله» وحركة «أمل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» لتخطي ذيول أحداث السابع من مايو (أيار)، برز مشهد آخر جمع النائب «الكتائبي» سامي الجميّل برئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في دارة الأخير في بنشعيه في الشمال اللبناني. هذا المشهد ينتظر اللبنانيون أن يستكمل، قريبا جدا، بلقاء آخر يجمع فرنجية برئيس «حزب الكتائب» أمين الجميّل. وهذا ما لمّحت إليه المعلومات التي توافرت أمس لـ«الشرق الأوسط»، فيما لا تزال «سكة» العلاقة بين «المردة» و«القوات اللبنانية» متوقفة.

فقد أكد عضو كتلة «المردة» النائب سليم كرم لـ«الشرق الأوسط» أن «غدا (اليوم) قد يشهد تحرّكا باتجاه الكتائب»، ملمّحا إلى «إمكانية» زيارة النائب سليمان فرنجية رئيس «حزب الكتائب» أمين الجميل، بعد «التلاشي الذي ساد العلاقة بيننا، وذلك بهدف استكمال التقارب واللقاءات التي عقدت بين الطرفين». وعما إذا كان الانفتاح على «الكتائب» سيسلك طريقا موازيا باتجاه «القوات اللبنانية»، قال «أفضل التركيز على أن الأمور تتحرّك سريعا باتجاه الكتائب، فالأمور بين المردة والقوات لا تزال متوقفة». وهل ستتسع دائرة الحراك لتشمل مقرّ البطريركية المارونية في بكركي، قال «شخصيا أعتقد أن بكركي يجب أن تكون الراعية للتقارب المسيحي – المسيحي، لكننا للأسف نجدها غائبة عن تولي هذا الدور، إنما الرابطة المارونية تضطلع بدور مهم في هذا الإطار».

من جهته، أشار النائب الثاني لرئيس «حزب الكتائب» سليم الصايغ، في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» إلى تحضير لقاء يجمع «فرنجية بالكتائب، مقابل الخطوة التي قام بها النائب سامي الجميّل»، رافضا الحديث عن «مصالحة مسيحية ـ مسيحية»، مفضّلا الكلام عن «تكثيف للقاءات المسيحية المسيحية»، ذلك أن «الخلاف بين الأحزاب المسيحية ظلّ محصورا في المستوى السياسي ولم يبلغ حدّ المشكلات الدموية التي شهدتها العلاقات بين الحزب التقدمي الاشتراكي و«حزب الله» في ما خصّ معارك الجبل». وقال «ما يحصل بيننا وبين المردة هو تكثيف للقاءات بغية تظهير بعض النقاط المشتركة رغم الانقسام السياسي حول أمور كثيرة. فالساحة المسيحية يجب أن تعيد شبك نسيجها الاجتماعي والثقافي. وهذا لا يعني أننا في صدد بناء تحالفات جديدة، لأننا ثابتون في التحالفات التي خضنا على أساسها الانتخابات البرلمانية». وأضاف «إذا كانت الخلافات عميقة إلى درجة لا تسمح لنا بالانطلاق من القمّة لمعالجة القضايا الشائكة، فلم لا نبدأ من القاعدة وتخفيف التشنّج؟».

وعما إذا كان الانفتاح سيشمل «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب ميشال عون في المرحلة المقبلة، قال «استراتيجيتنا تقوم على الشروع في معالجة الملفات عبر توسيع اللقاءات في الملف الواحد، بغية إحداث تأثير إيجابي. لذلك نفضّل أن نقارب ملف الحوار المسيحي المسيحي خطوة خطوة، إنما العلاقة مع التيار الوطني الحر لم تنقطع».