اليمن: قتيلان وجرحى في صدامات بين الأمن ومواطنين في الجنوب

ناصر والعطاس يحذران من استمرار «سياسة القمع» ويؤكدان أنها ستقود البلاد إلى الهاوية

متظاهرون يمنيون يلوحون بعلم جنوب اليمن السابق وصورة قتيل أثناء مظاهرة في ردفان في محافظة لحج (إ.ب.أ)
TT

شهدت عدة مدن وبلدات في جنوب اليمن أمس مسيرات وتظاهرات لأنصار ما يعرف بـ«الحراك الجنوبي»، وذلك للتنديد بالنظام القائم، ورفع المطالب المعروفة، والمطالبة بـ«فك الارتباط» بين الشمال والجنوب، وكذا المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الذي يقبعون في سجون السلطات اليمنية في عدد من المحافظات الجنوبية المنتفضة.

ولقي مواطنان يمنيان أمس مصرعهما في مواجهات وصدامات تلت مظاهرة لـ«الحراك» في مدينة الضالع، أدت أيضا إلى إصابة 5 آخرين من بينهم شرطيان، في الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين، حيث تتصاعد مشاعر الانفصال.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن في المدينة فرقت المظاهرة بالقوة مستخدمة الرصاص الحي، مما تسبب في مقتل شخصين أحدهما يدعى محمد صالح مرشد، وجرح آخرين، فيما اتهمت السلطات اليمنية من سمتهم بـ«العناصر التخريبية» بإطلاق النار وقتل مواطن. وقال مسؤول محلي لـ«رويترز» في العاصمة صنعاء في محادثة هاتفية بشأن الاشتباكات التي وقعت في مدينة الضالع الجنوبية إن بعض المتظاهرين كانوا مسلحين ثم اندلع إطلاق النيران. وقتل 8 أشخاص على الأقل في اشتباكات وقعت يوم الخميس بين قوات الأمن ومسلحين، في تجمع معارض في محافظة أبين الجنوبية كان قد احتشد للمطالبة بإطلاق سراح متظاهرين اعتقلتهم السلطات في وقت سابق. وفي الوقت الذي خرجت فيه مسيرات في مناطق عدة من محافظتي لحج والضالع، بعضها ندد بحادثة قتل 8 أشخاص في مهرجان بمدينة زنجبار عاصمة أبين، اتهمت مصادر أمنية يمنية من سمتهم بـ«المسلحين المشاركين في مظاهرة مسيئة للوحدة» بإطلاق النار على «جنود قوات الأمن وعلى المواطنين من أسطح بعض المنازل وشوارع المدينة، مما أدى إلى مقتل أحد المواطنين وإصابة أربعة بينهم ثلاثة جنود أحدهم إصابته خطيرة».

على الصعيد ذاته وفي إطار التطورات الجارية في الجنوب، أعرب الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، ورئيس وزراء أول حكومة موحدة المهندس حيدر العطاس، عن أسفهما البالغ للأحداث التي يشهدها الجنوب. وقال السياسيان البارزان في بيان مشترك، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن ما يجري في الجنوب يعد مواصلة لـ«نهج السلطة في محاولاتها البائسة لكسر إرادة جماهير الحراك الجنوبي السلمي العصية والصامدة والمثابرة لانتزاع الحقوق المدنية والسياسية المسلوبة»، وإنهما يدينان «هذا النهج جملة وتفصيلا، في مواجهة الحراك السلمي الحامل للقضية الجنوبية، من قتل المواطنين العزّل، ومطاردتهم، وتشريدهم، وتجويعهم في ديارهم، واعتقالهم، والزج بهم في سجون السلطة، ونصب المحاكم لهم».

وطالب السياسيان الجنوبيان البارزان بـ«سحب القوات المسلحة وقوى الأمن المركزي والقوات الخاصة والحرس الجمهوري من المدن والقرى، والتخلي عن عسكرة الحياة المدنية، والفك الفوري للحصار» على المدن الجنوبية. وقالا إنه «يتعين على السلطات إطلاق سراح المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي السلمي فورا ودون شروط، والتوقف عن المطاردات والملاحقات والاعتقالات، وذلك كمقدمة للعودة للحوار».

وحذر ناصر والعطاس من استمرار ما سمياها «سياسة القمع»، مؤكدين أنها «تقود البلد إلى هاوية سحيقة ومستقبل ينذر بأخطار داهمة لن يكون من السهل التحكم في آثارها الكارثية».

على صعيد آخر ومنذ الإعلان الخميس الماضي عن دخوله المستشفى، ظهر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لأول مرة خلال استقباله أمس موفدا ليبيا. وقالت مصادر إعلامية رسمية إن صالح استقبل أحمد قذاف الدم، المبعوث الشخصي للزعيم الليبي معمر القذافي، والذي حمل رسالة إلى صالح من القذافي تتعلق بالتطورات في المنطقة، وتؤكد على «وقوف الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى إلى جانب وحدة اليمن وأمنه واستقراره»، مشددا على أن وحدة اليمن عامل أساسي لأمن واستقرار المنطقة.

وكان قد أُعلن مساء الخميس الماضي عن أن الرئيس صالح أدخل منذ مساء الثلاثاء إلى مستشفى العرضي العسكري في العاصمة صنعاء لتلقي العلاج إثر تعرضه لرضوض أثناء ممارسته الرياضة المعتادة. وتحدث الشارع اليمني باهتمام حول صحة الرئيس صالح البالغ من العمر 70 عاما تقريبا، والذي يحكم اليمن منذ أكثر من 31 عاما، وضمن ما تداوله الشارع اليمني أن صالح أصيب إثر سقوطه من فوق حصان، حيث يحب ممارسة ركوب الخيل.