الاتحاد الاشتراكي المغربي يفوض قيادته اقتراح من سيتولى وزارة الثقافة

الوزيرة جبران أصبحت تعاني بطأ في النطق.. لكنها تقوم بعملها بحماس زائد

ثريا جبران، وزيرة الثقافة المغربية، تلوح بقبضتها في الهواء، وتقرأ شعرا لمحمود درويش، في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني بالرباط، وبدا إلى جانبها حسن عبد الرحمن، سفير فلسطين السابق في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

كشف عبد الحميد جماهري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن اقتراح تولي وزارة الثقافة تم عرضه بالفعل على قيادة الحزب. في حين نفى محمد الأشعري، وزير الثقافة المغربي السابق، وعضو المكتب السياسي للحزب، نفيا قاطعا تكهنات بشأن عودته إلى الحكومة من جديد لشغل منصب وزير الثقافة خلفا للوزيرة الحالية ثريا جبران، التي أفادت مصادر مطلعة أنها ستغادر منصبها لأسباب صحية. وأكد الأشعري لـ«الشرق الأوسط» بصيغة جازمة أن هذا الموضوع «لا أساس له من الصحة نهائيا». وفي سياق ذلك، قال جماهري، وهو أحد الأسماء المرشحة للمنصب: «لم نتداول لا من قريب ولا من بعيد أي أسماء، بل تناقشنا فقط حول تولى الحزب حقيبة الثقافة، وقبلنا الاقتراح، وقرر المكتب السياسي للحزب تفويض عبد الواحد الراضي، الأمين العام للحزب لمتابعة الموضوع». وأضاف جماهري أن المكتب السياسي اتفق على قبول أي اسم يختاره الراضي.

ولم يتسن الاتصال برشيدة بن مسعود، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، التي تم تداول اسمها كإحدى المرشحات أيضا لتولي حقيبة وزارة الثقافة. ومن جانبها،اعتذرت ثريا جبران عن الرد على أسئلة وجهتها إليها «الشرق الأوسط» حول وضعها الصحي، ومسألة إقالتها أو بقائها في الحكومة، إضافة إلى قضايا أخرى، وطلبت تأجيل الإجابة عنها إلى ما بعد الاحتفال بعيد الجلوس يوم الخميس الماضي، الذي يصادف هذه السنة مرور عشر سنوات على تولي العاهل المغربي الملك محمد السادس مقاليد الحكم.

واعتذر المخرج المسرحي، عبد الواحد عوزري، وهو أيضا زوج الوزيرة جبران، عن الحديث بشأن الموضوع. وقال عوزري، الذي يعاني هو الآخر من متاعب صحية، إن جبران لم تدخر أي جهد في خدمة بلدها سواء كفنانة أو كوزيرة.

ومنذ تماثلها للشفاء، بعد الوعكة الصحية التي ألمت بها، واستئنافها لعملها في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، تعاني جبران بطئا وتعثرا في النطق، وصل إلى حد عدم قدرتها على قراءة خطبها بنفسها في عدة مناسبات ثقافية رسمية، حيث ناب عنها، وعلى الرغم من حضورها شخصيا، أحمد كويطع، وكيل وزارة الثقافة، أو خديجة الكور المفتشة العامة للوزارة.

بيد أن مصدرا من الوزارة قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المشكلة لم تؤثر على قيام الوزيرة جبران بمهامها الأخرى. وأشار إلى أنها «تترأس الاجتماعات بعزيمة وحماس، وتتولى مراجعة الملفات والتوقيع عليها، وتتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسها، ولا تتردد بما عرف عنها من تواضع وبساطة، في التواصل مع الجميع، وخلق جو من الألفة حولها مع قدر كاف من الحزم والاحترام»، على حد قول المصدر.

وأضاف المصدر أن ما يرهق الوزيرة حاليا، هو إصرارها على تلبية الدعوات الموجهة إليها، وحضورها الأنشطة الثقافية المرتبطة بوزارتها في مختلف أنحاء البلاد. وزاد المصدر قائلا «إنها تنتقل من مكان إلى مكان، ومن مهرجان إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، وهذا ما يتعبها جدا في هذا الحر اللاهب، ورغم ذلك فهي تقوم بذلك بكل حماس».

وقال المصدر نفسه إن أهم المشاريع الثقافية التي تفخر الوزيرة جبران بتحقيقها، خلال الفترة الماضية، هناك المكتبة الوطنية بالرباط، باعتبارها أكبر فضاء للثقافة والمعرفة بالبلاد، و«بطاقة الفنان» التي انتظرها المبدعون المغاربة طويلا، ومشروع دعم الأغنية المغربية، وفتح مجموعة جديدة من دور الثقافة في مناطق متفرقة من البلاد، وتشجيع مبادرات النشر، إضافة إلى مشاريع ثقافية أخرى مستقبلية، وضمنها بناء مسرحين جديدين، أحدهما بالرباط، والثاني بمدينة الدار البيضاء.